تواصلت أمس المعارك الشرسة بين قوات الجيش السورى وفصائل المعارضة المسلحة شمالى مدينة حلب ، فى الوقت الذى تواصلت فيه الاتهامات المتبادلة ما بين روسياوالولاياتالمتحدة حول تحديد مسئولية فشل وقف إطلاق النار. ففى دمشق، أكد مصدر عسكرى أن قوات الجيش السورى حققت تقدما كبيرا شمالى حلب بالسيطرة على مخيم حندرات للاجئين الذى يقع على بعد كيلومترات قليلة عن المدينة، فى الوقت الذى أشار فيه إلى أن الجيش السورى وحلفاءه أحكموا سيطرتهم على حندرات ومستشفى الكندى المجاور ويواصلون التقدم. من جانبه، نفى مصدر تابع للمعارضة سيطرة قوات الجيش على منطقة مستشفى الكندي، قائلا إن : “المعارك ما تزال مستمرة”. فى السياق نفسه، قامت وحدات من الجيش السورى بتدمير تجمعات وتحصينات لتنظيم “داعش” فى قريتى برد والقصر بريف السويداء. ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر عسكرى قوله إن وحدات من الجيش”وجهت ضربات مكثفة على تجمعات لمسلحى داعش كانت تقوم بأعمال التحصين وحفر الخنادق فى قريتى برد والقصر بريف السويداء الشرقي”. وأشار المصدر إلى أن “وحدات الجيش دمرت مقارا ونقاطا محصنة لمسلحى جبهة النصرة فى حارة البدو وحى الكرك وشمال غرب جسر الغارية الغربية فى درعا”. من جهتها، أدانت الخارجية السورية فى رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول تدمير “التحالف الدولي” الذى تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية لجسرين على نهر الفرات ومرافق الخدمات الأساسية والبنى التحتية بذريعة “الحرب على تنظيم داعش”. وذكرت أن الغارات استهدفت جسرين رئيسيين فوق نهر الفرات بريف دير الزور، حيث تسببت بتدمير جسر العشارة الواصل بين ضفتى نهر الفرات فى الريف الشرقى بعد ساعات من تدمير التحالف بغارات مماثلة لجسر الميادين بهدف تقطيع أوصال ريف دير الزور على ضفتى الفرات. من جانب آخر، قال مسئول تركى كبير إن حملة لاستعادة مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم اداعش بالاستعانة بمقاتلى وحدات حماية الشعب الكردية قد تفجر صراعا عرقيا هناك، مشيرا إلى أنه يجب أن تتفادى العملية إثارة المزيد من الانقسامات. وعلى الصعيد السياسي، أكد ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن أهم النتائج التى حققتها العملية العسكرية الروسية فى سوريا خلال عامها الأول يكمن فى الحيلولة دون سقوط دمشق بأيدى الإرهابيين، وقال إن النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد الإرهابيين فى سوريا على مدى العام المنصرم هى “عدم وجود داعش أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن فى دمشق”. وأضاف أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لم يحدد إطارا زمنيا للعملية الروسية فى سوريا، مشيرا إلى إجابة الرئيس بوتين بنفسه عن سؤال نهاية العمليات الروسية فى سوريا خلال مؤتمره الصحفى الكبير فى ديسمبر الماضي، قائلا إن “سلاح الجو الروسى سيواصل شن الغارات على مواقع تنظيم داعش طالما استمرت العمليات الهجومية للجيش السوري”. وفى الوقت نفسه، أعرب ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى عن تأييد بلاده لزيادة التنسيق مع الولايات لمتحدة فى سوريا ومكافحة الإرهاب، لكن المشكلة فى موقف واشنطن. جاء هذا فى الوقت الذى أعلن فيه جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى أنه لا جدوى من السعى لإجراء مزيد من المفاوضات مع روسيا بخصوص سوريا فيما يترك الإدارة الأمريكية دون خطة بديلة. وقال كيرى “نحن على وشك تعليق النقاش” مع روسيا. وأضاف “إنها لحظة سيتعين علينا عندها أن نعكف على بدائل أخرى”.