لليوم الثانى على التوالي، طالب محتجون أمريكيون بتحقيق اتحادى فى واقعة قيام الشرطة بإطلاق النار على رجل أسود أعزل فى جنوب كاليفورنيا مما أودى بحياته، لتضاف هذه الحادثة إلى قائمة من جرائم القتل الوحشية التى قامت بها الشرطة الأمريكية ضد أمريكيين سود فى ولايات مختلفة. وتجمع نشطاء فى مجال الحقوق المدنية وبضع مئات من المحتجين أمام قسم الشرطة فى ضاحية إلكاجون بمدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا أمس مجددا، حيث رددوا «قتل» و»القصاص لألفريد أولانجو»، فى إشارة لاسم القتيل، و»حياة السود مهمة»، بعد أن كانوا قد تظاهروا أيضا للسبب نفسه وقطعوا أحد الطرق أمس الأول وتواجهوا مع عدد من عناصر شرطة مكافحة الشغب. وقالت الناشطة إيستيلا دى لوس ريوس التى كانت تشارك فى المظاهرة إن «عمليات القتل العبثية هذه يجب أن تتوقف». كما ذكرت صحفية من وكالة الأنباء الفرنسية أن عشرات المتظاهرين ساروا فى شارع «سانسيت بوليفار» فى لوس أنجلوس أيضا ورفعوا لافتات كتب عليها «الحقوق المدنية». وكانت الواقعة قد حدثت عصر الثلاثاء الماضى بالتوقيت المحلي، بعد أن تلقى ضابطان عدة مكالمات تفيد بوجود شخص مضطرب عقليا يتجول وسط السيارات المارة، وتصدى الضابطان للرجل خلف مطعم بضاحية إلكاجون. وقالت الشرطة المحلية إن ضابطا أطلق النار من مسدسه، فيما استخدم الضابط الآخر صاعقا كهربائيا عندما أخرج الرجل جسما من جيب بنطلونه وصوبه نحوهما فى «وضع إطلاق نار». لكن الشرطة قالت إنها لم تعثر على أى أسلحة مع الرجل. ولم يعرف الشيء الذى كان يحمله. وقال ناشطون محليون وأصدقاء للضحية لاحقا إنه يدعى ألفريد أولانجو، وهو ما أكده بيل ويلز رئيس البلدية، ونقلت وسائل إعلام أمريكية روايات غير مؤكدة تفيد بأن القتيل - 38 عاما - مريض عقليا، وربما كان يعانى نوبة مرضية قبيل لحظات من وفاته. وقالت الشرطة إنها حصلت على تسجيل مصور التقطه أحد المارة بواسطة هاتف محمول، لكن السلطات لم تنشر إلا مقطعا من الفيديو يظهر ضابطين يصوبان سلاحيهما باتجاه الرجل الذى كان يوجه جسما نحوهما. وفى تسجيل آخر جرى تصويره بعد لحظات من إطلاق النار ونشر على وسائل التواصل الاجتماعى تظهر امرأة تقول إنها أخت الرجل وهى تبكى قائلة «يا إلهى .. قتلتما أخى .. اتصلت لتوى طلبا للمساعدة ثم .. قتلتماه». وجاء إطلاق النار بعد أيام من مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة فى ملابسات مثيرة للريبة فى تشارلوت بولاية نورث كارولاينا وفى تولسا بولاية أوكلاهوما، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات منددة بما وصف بالانحياز العنصرى من جانب سلطات إنقاذ القانون.