► مديرية الأمن تكثف المراقبة على سواحل جمصة لإحباط عمليات السفر ► النائب أحمد العوضى : عقوبات صارمة قريبا فى مشروع قانون للتصدى لهذه الظاهرة ► العصابات توهم طالبى الهجرة بالدراسة والجنسية والعمل واستقبالهم كلاجئين
في محافظة الدقهلية، حيث ترتفع معدلات النمو السكاني والبطالة، وحيث تقع حدود المحافظة في جمصة علي سواحل البحر المتوسط شمالا ما بين دمياط وبلطيم، يبحث مئات الشباب عن الشاطئ الآخر، معتقدين أنه «ساحل الأمل والحياة السعيدة في أوروبا». وتتسع خريطة الهجرة غير الشرعية في قري ومراكز بعينها من الدقهلية حتي ان بعض أبنائها تكون بغيتهم إلي دولة معينة مثل قرية ميت الكرما مركز طلخا والتي يوجد بإيطاليا منها 10 آلاف مغترب علي الأقل، وكذلك تلبانة بمركز المنصورة والتي يفضل أبناؤها أيضا إيطاليا، أو ميت محسن، مركز أجا التي هاجر مئات من أبنائها إلي اليونان وكذلك نوسا الغيط مركز أجا وميت زنقر بطلخا. وتتبع عصابات ومافيا التهريب وسائل متعددة لجذب الشباب وصغار السن إلي الهروب منها تسويق وهم الدراسة والحصول علي الجنسية وهو ما حدث لأطفال وصبية في عمر الزهور وشباب يافع لا يتجاوز سن الأكبر فيهم 19 سنة والأصغر لا يزيد علي 14 سنة وعددهم 12 شخصا من قريتي ميت مسعود مركز أجا والمقاطعة مركز السنبلاوين، هربوا في شهر مايو الماضي عبر البحر بعلم أهلهم الذين باع بعضهم المواشي والأرض وحلي النساء من أجل العمل والحياة في أوربا والتنفيذ يتم عبر وسطاء وسماسرة محترفين اختفوا عن الأنظار بعد أن انكشف أمرهم. تسويق الوهم يقول محمد بركات، والد أحد الشباب المتغيبين ان الشباب تعرفوا علي أحد السماسرة في قرية ميت مسعود مركز أجا ووعدهم بأن الصليب الأحمر سوف يستقبلهم ويتم إدخالهم المدارس وبعد فترة يأخذون الجنسية الإيطالية مقابل 30 ألف جنيه وبعد ذلك لم نسمع شيئا عن أولادنا . ويؤكد هيثم سلام محامي أسر الشباب في قريتي المقاطعة وميت مسعود أن الشباب مازال مصيرهم مجهولا حتي الآن رغم متابعته المستمرة وأنهم في عداد المفقودين ، مشيرا إلي أن آخر اتصال بين الشباب وأهلهم كان في 7 أبريل الماضي عندما كانوا في اتجاه ركوب الزورق الذي سينقلهم للمركب بعرض البحر، ومنذ ذلك الوقت لا يعلم أحد عنهم شيئا ، وسافر الشباب عن طريق أحد الأشخاص سلمهم إلي سماسرة الهجرة غير الشرعية وبعد انتشار خبر اختفاء الشباب هرب هذا الشخص ولم يعرف أحد عنه أي شيء . وأضاف سلام أن آلاف الأشخاص من نفس القرية سافروا إلي أوروبا بنفس الطريقة وهو ما شجع الشباب علي خوض المغامرة . والغريب في تصرفات الأهالي أنهم لا يبلغون عن غياب أبنائهم ولم يتقدموا ببلاغات رسمية عن اختفائهم إلي أقسام الشرطة لأن العملية برمتها غير شرعية، واكتفي الأهالي بتقديم بلاغ إلي مباحث الأموال العامة بمديرية أمن الدقهلية ضد سمسار تلقي أموالا من بعضهم لنقل أبنائهم إلي أوروبا عن طريق وسيط في الإسكندرية واتهموه بالنصب، لكن هذا السمسار هارب منذ الكشف عن غياب الأطفال ويجري البحث عنه . ودفع صلاح أحمد الغريب من مدينة نبروه حياته ثمنا لمغامرته في الهجرة قبل أسبوع في رحلة اللاعودة بعرض البحر المتوسط ، فقد حاول السفر إلي إيطاليا بحثا عن الرزق وفرصة عمل عن طريق الشواطئ الليبية لكن القدر حال دون تحقيق حلمه حيث غرق المركب ولولا وجود شقيقه معه لم يكن أحد سيتعرف علي جثته . تشريع رادع ومن جانبه، يؤكد النائب أحمد العوضي عضو مجلس النواب عن دائرة السنبلاوين وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي أن اللجنة لديها عدة قوانين ستناقشها بدور الانعقاد الثاني للمجلس مثل الهجرة غير الشرعية، والتي يجب تجريم هذه الظاهرة وتجريم القائم بها ومنظميها، مشيرا إلي أن العقوبات في القانون الجديد ستكون رادعة للعصابات والسماسرة الذين يتم حاليا الإفراج عنهم بعد القبض عليهم لغياب التشريع المناسب، كما سيكون القانون حازما في التعامل مع وسائل التهريب وتعريض حياة الأفراد للخطر ، متوقعا أن يستكمل البرلمان مناقشة القانون مع بداية دور الانعقاد الثاني. ولفت العوضي الي أن الهجرة غير الشرعية، تعد أكبر خطر يهدد مصر والعالم بشكل كامل، خاصة أن مصر أصبحت منطقة جذابة لهذا النوع من الهجرة . ونظرا لخطورة الظاهرة علي الأمن القومي وما يتعرض له أبناء الوطن من مخاطر تهدد حياتهم أصدر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الدقهلية اللواء مصطفي النمر توجيهات مشددة إلي الجهات المعنية وخاصة شرطة المسطحات المائية ومأموري ورؤساء أقسام الشرطة بتأمين المنافذ علي أعلي مستوي لرصد ومراقبة حدود المحافظة وخاصة علي الساحل الممتد من دمياط مرورا بجمصة وحتي كفر الشيخ وكذلك في بحيرة المنزلة ، وتعزيز التنسيق مع الجهات المعنية والتصدي لمحاولات الهجرة غير الشرعية بصورة كاملة وإحباط تلك المحاولات في المهد وأن تكون الشرطة في أعلي جاهزية للمراقبة ورصد أية محاولات للتسلل أو التهريب .