ألوم المثقفين

أخبرنى أحد الأصدقاء من المحامين أنه عندما كان يدرس فى السودان كان هناك مشروع قانون يمنح المتعلمين حق أن يكون صوت المتعلم فى الانتخابات يكون بصوتين حتى يصبحوا أكثر تأثيرا فى المجتمع ويكون حافز للتعليم المستمر أم هنا فى مصر فنجد أن المتعلم صوته بصوت واحد ولكن للأسف هنا فى مصر نجد المثقفين غائبين عن المشهد فى اى انتخابات ويتركون المجال للبسطاء الذين يتم استغلالهم بسلاح المال.
وعن تجربتى فى خوض الانتخابات التكمليلية بدائرة حدائق القبه أتحدث وبرغم أننى كنت أشعر أن التوفيق لن يحالفنى طالما أن المجتمع والدولة لن تتجه إلى تقنين حظر المال السياسي ولن تتجه الدولة أيضا إلى سد الثغرات أمام التقاء المصالح بين السياسيين وأصحاب المصالح الخاصة ولم تتجه الدولة أيضا إلى الاهتمام بالنواحى الموضوعية والجوهرية فى العملية الانتخابية واهتمت فقط بالنواحى الشكلية حيث الاهتمام بالمقار الانتخابية من موظفين ومستشاريين وإحاطتهم برجال الشرطة.
وفى نهاية العملية الانتخابية تكون الجلسة الجميلة بحضور السادة المستشارين للاحتفال بالتورته الجميلة وبين هذا وذاك لا تتحرك الدولة تجاه الأساليب غير المشروعة التى ينتهجها بعض المرشحين وكان بالأول من الدولة أن تمنع أمثال هؤلاء كما تمنع من ينتمون إلى أصولية دينية لأن هؤلاء هم أهل الشر فعلا وأمثال هؤلاء لا ينبغى أن يكونوا موجودين فى هذا المجتمع الشريف لأنهم أهل فساد .
ان استخدام المال السياسى كارثة تنتشر فى مصر وأن شراء الأصوات من خلال المال وفى ظل غياب المثقفين يمثل تزييفا للإرادة الشعبية وتجعلنا نأتى بنواب لا يمثلون دوائرهم لأنهم أتوا من خلال استغلال الفقر والعوز والحاجة للأسر الفقيرة وبالتالى فإن هؤلاء النواب يشعرون أنهم أتوا بأموالهم وبالتالى سيحرصون على تعويض ما تم انفاقه من ملايين خلال حملات الدعاية الانتخابية دون تقديم خدمات فعلية لأهالى الدائرة التى يمثلونها.
وفى كل هذه الأجواء فأننى لا ألوم الا المثقفين الذين تخلوا عن دورهم فى المجتمع وخلق رأى عام مستنير والبحث فيما بين المرشحين واختيار خير من يمثلهم بعيدا عن المال السياسى وتخلوا عن قدرتهم فى التاثير على البسطاء وتعريفهم بما يفيدهم بغض النظر عما يقدمه المرشح من أموال .. كما يجب أن يكون الناخب الذى لديه حق الانتخاب أن يتمتع بقدر من التعليم على الأقل دبلوم .
وسأظل أتسائل الى متى سيظل مفهوم الناس أن من يترشح للبرلمان يجب أن يكون ممن يملك الملايين؟!
وأخيرا لنتذكرمقولة يجب أن تضىء شمعة بدلا من أن تلعن الظلام.
Sabulnasr@hotmail.com
لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر