عقدت مشيخة الأزهر الشريف يوم 2 يونيو الماضي مؤتمرا صحفيا عالميا، لإطلاق استراتيجية الأزهر الجديدة، وألقى فضيلة الإمام الأكبر كلمة مهمة، استبشر بها الجميع خيرا، لاشتمالها على عدة مبادرات تمس حاجة الوطن إليها، ويترقبها المسلمون والعالم بكل اهتمام، حيث طال الانتظار والترقب والتساؤل عن هذا الدور الأزهري المهم، الذي لا يمثل أملا لمصر فقط، بل للعالم كله، وقد مضى على إطلاق تلك المبادرات عدة أشهر، وأحببت هنا التذكير بها، ومتابعة الأداء، وتجديد الدعم لتحريك تلك الملفات وتحقيق إنجاز فيها، لتتحول من آمال إلى واقع، وأستعرض هنا عددا من المبادرات التي جاء ذكرها بالنص في المؤتمر الصحفي العالمي: فمن تلك المبادرات: (إطلاق عدة برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأوَّل مرة خلال شهر رمضان المقبل، لشباب دعاة الأزهر الشريف يُقدِّمون فيها محتوى اجتماعيًّا ودينيًّا، وبأسلوب جديد يأنس إليه الشباب، ولغة بعيدة عن التقعر والتعقيد). وأقول هذا مهم جدا، وقد أطلق الأزهر الشريف بالفعل في رمضان الماضي ثلاثة برامج، أولها برنامج الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، ثم جاء برنامجان آخران لاثنين من شباب الأزهر، إلا أن بيان الأزهر نص بعد ذلك على قوله: (ونؤكد استمرار هذه البرامج الشابة بعد شهر رمضان لتحقيق التواصل الدائم مع الشباب)، لكن لم يستمر ذلك، ولم يظهر جديد من تلك البرامج بعد رمضان، ونجدد الدعوة والدعم للأزهر الشريف في المسارعة بتحقيق ذلك. ومن تلك المبادرات: (بث عشرات المقاطع الدعويَّة عبر شبكة الإنترنت لمجموعةٍ من شباب علماء الأزهر الشريف تتناول قضايا دينية وفكرية وشبابية وحياتية، مع توضيح حكم الشرع فيها وَفْق المنهج الأزهري الوسطي). وأقول: لماذا تأخر بث هذه المقاطع المهمة، التي تمس إليها حاجة الشباب، إن الحاجة إليها ملحة جدا، في ظل استمرار القصف الإخواني والداعشي لعقول الشباب، وفي ظل استمرار حالة الإغراق الإلكتروني الذي تقوم به تلك التيارات حتى إن عدد صفحات تيارات التطرف يقارب الستين ألف صفحة إلكترونية باللغة العربية، ونحو ثلاثين ألف صفحة باللغات المختلفة، كما رصده مركز بحوث الشرطة التابع لأكاديمية الشرطة، في ندوته المنشورة عن الإرهاب الإلكتروني والتي انعقدت في ديسمبر سنة 2015م، فندعو الجميع إلى التكاتف لإنجاز هذه المقاطع التي وعد بها مؤتمر الأزهر وبثها ونشرها. ومن تلك المبادرات: (انطلاقة جديدة لبوابة الأزهر الإلكترونية لتُواكب أحدث التطوُّرات التكنولوجية وبتصميمات جاذبة من شأنها تسهيل عمليَّة تصفُّح مواقع الأزهر المختلفة). وأقول: إن مصر كلها تترقب هذه الانطلاقة، وتتشوق إليها، فما الذي تم منهما، ومتى نشهد تلك الانطلاقة، علما بوجود الألوف من المواهب والخبرات الإعلامية التي هي على استعداد تام لخدمة بوابة الأزهر الإلكترونية ومجانا. ومن تلك المبادرات: (تطوير صحيفة صوت الأزهر من حيث الشكل والمضمون لتكون صحيفةً لكل المصريين تهتمُّ بالشأن الإسلامي المحلي والعالمي، وتُواجه الفكر المتطرِّف، على أن يتمَّ توزيعها عبر السفارات ومكاتب الرابطة العالميَّة لخرِّيجي الأزهر في مختلف دول العالم). وأقول إن صحيفة صوت الأزهر موجودة منذ سنوات، ونحن جميعا في حاجة إلى إجراء هذا التطوير الذي يقفز بها إلى أن تكون بالفعل صحيفة لكل المصريين، فما الذي تم في إجراءات تطويرها، وإلى أين وصل هذا المسار، وهل فيه تعثر، وهل هناك حاجة لندعمه حتى يتضافر المصريون جميعا على تحقيق ذلك؟. ومن تلك المبادرات: (إطلاق قناة الأزهر الشريف خلال العام الحالى لتكون صوت الأزهر الوسطي إلى العالم، ودعمها بمجموعةٍ من شباب علماء الأزهر لنشر الوسطية والسلام ومواجهة الفكر المتطرِّف). وأقول: لقد بقيت ثلاثة أشهر تقريبا وينتهي هذا العام الحالى، فهل نحتفل جميعا في يناير المقبل بإطلاق القناة، نرجو ذلك، وندعو كل الخبرات الإعلامية المصرية إلى دعم أزهرنا الشريف في هذا الملف. ومن تلك المبادرات: (إتاحة الفرصة لشباب الدعاة في المشاركة في تطوير الخطاب الديني، ومنحهم الثقة في مواجهة خطاب التطرُّف والإرهاب، والاستعانة بأكثر من (500) قيادة شابة بمختلف قطاعات الأزهر). وأقول: نرجو الإعلان عما تم إنجازه في هذا الملف، وإعلان أسماء الشباب الخمسمائة، وبيان جهودهم العلمية ومدى الإنجاز الفعلي عندهم، حتى يدرك شعب مصر العظيم أن طاقاته الشبابية الأزهرية مشرقة بالفعل، وتبشر بمستقبل عظيم للأزهر ولمصر بالفعل. إن نجاح الأزهر الشريف واجب وأمانة في أعناقنا جميعا كمصريين، وما زلنا جميعا نقدم كل الخبرات والإمكانيات لخدمة الأزهر حتى يحقق النجاح المرجو، وحتى تنطلق منه أنوار فجر جديد يزيح عن أفق العالم كابوس الرعب والإرهاب الذي صدرته تيارات التطرف من الإخوان إلى داعش، والله من وراء القصد. لمزيد من مقالات د.أسامة السيد الأزهرى