هل (اللايف كوتش) يستطيع مساعدة الإنسان فى رحلة البحث عن زوايا ومحطات مختلفة لحل الأزمات ومواجهة التحديات التى يقابلها فى الحياة؟ وهل يستطيع الاستشارى السلوكى أن يحرر الإنسان نفسيا من أزماته؟ ويساعده أن يصمد لأن الحياة مهما تكن غادرة وهادرة، فهناك دائما وأبدا أشياء مازالت جميلة. ظهر مؤخرا مصطلح «لايف كوتش» «coaching» فى حياتنا، وبدأ ينتشر، ما هو «اللايف كوتش»؟ وما عمله الحقيقي؟ وما أهميته؟.. معنا رضوى فتحى ممارس ومدرب لعلم تقنية الحرية النفسية لتجيب لنا عن كل هذه الأسئلة قائلة :«اللايف كوتش» هو شخص درس الكثير من المهارات ويمتلك العديد من الأدوات لفهم الشخص الآخر ولديه القدرة على التعامل مع مشاعره السلبية وتحريره منها، وكذلك استخدام مشاعره الإيجابية لرفع مستوى أدائه للوصول لما يرغب فيه، وهو قادرعلى فهم أعماق النفس البشرية واستخدام نقاط القوة والتغلب على نقاط الضعف عند الآخر للوصول للتوازن النفسي، وأى شخص محتاج مثل هذه الجلسات خاصة مع تعقد الحياة وتشابك العلاقات فيها وصعوبة التعبير الحقيقي.. أو مر بصدمة أو فقد شخصا سواء بالموت أو الهجر أو بالخيانة أو فقد ثروته أو عمله.. أى شخص لديه مشاعر سلبية أو حزينة، نتيجة مواقف معينة سواء يتذكرها أو هى فى أعماق العقل الباطن، أو مر بتجربة حياتية تركت أثرا سلبيا، أو يحتاج لتحسن أدائه فى جانب معين.. وغير قادر على اتخاذ قرار، أو لديه صعوبة فى التواصل مع الطرف الآخر سواء كان هذا الطرف الزوج أو الأم أو الإبن أو الأصدقاء أو زملاء العمل.. وترى رضوى فتحى أنه حتى الأطفال محتاجون «لايف كوتش» متخصص لعلاجهم من بعض المشاكل السلوكية، مثل التلعثم فى الكلام أو انعدام الثقة فى النفس أو الفوبيا أو الإنطواء، الكسل والعنف. ولكن «اللايف كوتش» المتمكن هو من يجمع بين أكثر من أداة ليصبح عنده القدرة على مساعدة الشخص بأقصى درجة ممكنة. ومن أهم العلوم التى يجب أن يدرسها هو علم البرمجة اللغوية العصبية حيث أنه المدخل الأساسى لمعرفة الفرق بين العقل الباطن والعقل الواعى. وفى هذا الصدد اؤكد أن العقل الباطن عنده قدرات فائقة على تنفيد اللغة المنطوقة أو لغة الجسد، ومثال على ذلك أنك لو سألت الأسئلة الطبيعية مثل: (أخبارك ايه النهارده) وكان ردك: (أنا حاسس إنى مكتئب مثلا)، فبمجرد التعبير لفظيا سوف يبدأ الجسد بتغيير شكله لهذه الحالة، وستبدأ هذه التغييرات تظهر على ملامح الوجه ونبرة الصوت، سوف تجد الأكتاف مثلا تميل للأسفل ويبدأ الظهر بالإنحناء الى الأمام، ومن هنا سيأتى دور العقل الباطن الذى يبدأ بالتصديق على الإشارات المرسلة إليه. أما العلم الآخر والذى لا يقل أهمية هو علم تقنية الحرية النفسية، وقد حقق هذا العلم معجزات فى التخلص من المشاعر السلبية للكبار والصغار واستشهد هنا بقصة الطفلة التى عمرها 5 سنوات وكانت تعانى من فوبيا استخدام السلالم نتيجة حادث تعرضت له عندما كان عمرها 3 سنوات وكانت النتيجة مبهرة بعد جلسة استمرت 35 دقيقة حيث قامت الطفلة بالنزول بمفردها على السلم دون أى مساعدة من مرافقيها، وميزة هذه التقنية سرعتها وفاعليتها الكبيرة. أما العلم الأخير هو علم (الميتاهيلث)، وأتوقع أن يكون لهذا العلم أثر كبير جدا فى العلوم النفسية فى الفترة المقبلة، فهذا العلم يربط بين المشاعر والحالة الصحية.. وأذكر هنا حالة الآنسة «س.ع» والتى كانت تعانى مشاكل فى الظهر وآلاما فى العمود الفقرى وتبين من خلال الجلسة أن هذه الآلام ظهرت بعد وفاة والدها الذى كان بمثابة الظهر لها فكانت تقول (أنا ماليش ظهر الآن). وأنصح كل من يلجأ الى أى استشارى أن يتأكد من جدارته وحصوله على قدر من العلوم.. فنحن نفتقد كثيرا هذه الأيام لمصداقية المعلومات مقارنة بالماضي، حيث أسهمت الصالونات الثقافية المنتشرة قديما فى نشر الكثير من العلوم الإنسانية الموثوقة مثل صالون مى زيادة وصالون العقاد وغيرهما من الصالونات الثقافية التى أسهمت فى نشر العلوم الحديثة للمجتمع. وحالياً لا نجد فى مجتمعنا مثل هذا النموذج، الذى يوجد بكثرة فى الخارج، ومن أشهر هذه النماذج برنامج الإعلامية الأمريكية الكبيرة اوبرا وينفرى الذى يعد بمثابة صالون ثقافى ساعد على نشر الكثير من العلوم الإنسانية فى العالم من خلال التلفاز، فهل سيأتى لنا الإعلام العربى بما يساعد فى نشر هذه العلوم المهمة؟ وتؤكد رضوى فتحى أن هناك الكثير من الباحثين والمهتمين فى مجال «الكوتشنج» فى العالم يرون أن «اللايف كوتش» هو باختصار مرافق أو مصاحب أو شريك يؤمن بك وبقدراتك، مشاعرك، أحلامك، مواردك، ابداعك، وتطلعاتك. النجمة جوليا روبرتس تقول الابتسامة التى على وجهى لا تعنى أن الحياة مثالية، ولكنها تعنى أننى أقدر كل ما أملكه وما أنعم الله عليّ به.