أكدت مصادر داخل الاتحاد الإفريقى لكرة القدم « الكاف»، أنه لا صحة لما تردد حول نقل بطولة كاس الأمم الإفريقية من الجابون وإسنادها إلى دولة أخري، وهو التأكيد الذى جاء بعدما تم طرح أسماء أكثر من دولة لاستضافة اكبر الأحداث الكروية فى القارة السمراء. وكانت اضطرابات كبيرة ضربت الجابون، عقب الإعلان عن التجديد لفترة رئاسية جديدة لعمر على بونجو الرئيس الحالى للجابون، وهو الأمر الذى احدث فوضى وبصفة خاصة فى العاصمة التى شهدت عدة مظاهرات اعتراضا على نتيجة الانتخابات. وهو الأمر الذى جعل العديد من الوسائل الإعلامية تقوم بطرح أسماء دول من اجل نيل شرف تنظيم البطولة، وبصفة خاصة ان الوقت بات ضيقا لاستعداد اى دولة لاستضافة حدث بحجم كأس الأمم والتى من المقرر أن تنطلق مباريات البطولة 14 يناير وحتى 5 فبراير المقبلين. لكن الاتحاد الإفريقى لم يتخذ أى خطوة من اجل تغيير موعد أو مكان إقامة البطولة حتى الآن, على ان يتم مناقشة الأمر خلال الاجتماع الفنى السنوى الذى يعقده الكاف يوم 24 من الشهر الجاري، ويناقش فيه مسئولو الاتحاد الافريقى العديد من الموضوعات على رأسها اخر استعدادات الجابون من اجل استضافة البطولة، ومدى جاهزية الملاعب لذلك. فى الوقت الذى يقوم فيه « الكاف» بإجراء قرعة البطولة يوم 19 أكتوبر المقبل، والتى تقوم خلالها اللجنة بتقسيم المنتخبات ال16 المتأهلة على أربع مجموعات بناء على الأربعة مستويات بناء على نتائج المنتخبات فى البطولة السابقة وكذا النتائج خلال الموسم. كما أكد المصدر داخل الاتحاد الإفريقي، ان كل ما يتردد فى الفترة الأخيرة لا يعد كونه اجتهادات شخصية من البعض لاستباق الأحداث .. ولعل ما قاله الهادى ولد على وزير الشباب والرياضة الجزائرى يعزز هذا الأمر حيث استبعد تنظيم بلاده لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 حال سحبها من الجابون، على خلفية الاضطرابات التى تشهدها عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية. ونقلت الصحف الجزائرية عن ولد على قوله : إن «المسألة لو طرحت فإن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وحده صاحب القرار الأول والأخير حول احتضان الجزائر لهذا الحدث القارى المهم. ولو وافق على ذلك، فإن هذا يتطلب عملا يجب القيام به بالتنسيق مع الاتحاد الجزائرى لكرة القدم». وأشار وزير الرياضة الجزائرى إلى أن جميع اهتمامات سلطات البلاد فى الوقت الراهن موجهة إلى الالتفاف حول المنتخب الوطنى وتوفير جميع الظروف الملائمة للتحضير الجيد لنهائيات أمم أفريقيا المقبلة، وتصفيات كأس العالم 2018 بروسيا. وهى التصريحات التى تؤكد على صعوبة استضافة الحدث وبصفة خاصة فى الشمال الإفريقى الذى يمر بالعديد من الظروف السياسية التى يصعب معها استضافة الحدث دون استعداد لفترة كافية. كما ان الأحداث السابقة والمشكلات التى شهدتها البطولة من قبل من حيث مكان الإقامة، جعل مسئولى الاتحاد الإفريقى فى التمهل ومتابعة الأحداث فى الجابون وستقوم لجنة فنية بمتابعة كل تفاصيل استعدادات الجابون وبصفة خاصة الملاعب التى تحتضن المباريات وكذا أماكن الإقامة للبعثات المشاركة. مرت استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2017 بالعديد من المراحل وانتقلت من دولة لآخري، فمنذ البداية أعربت كل من بتوسانا، الكاميرون، الكونغو الديمقراطية، جنوب إفريقيا وزيمبابوى استضافة البطولة. وتقدمت ثلاث دول فى نهاية المطاف بملفاتها لاستضافة البطولة سبتمبر 2010، وهى الكونغو الديمقراطية و المغرب وجنوب إفريقيا، وانسحبت الكونغو لعدم توافر الشروط لاستضافة البطولة طبقا للوائح الاتحاد الإفريقي. وفى يناير 2011 منح الكاف استضافة نسختى 2015 و 2017 للمغرب وجنوب إفريقيا على الترتيب, ولكن اندلاع الثورة الليبية عام 2011 حال دون إقامة البطولة بليبيا, مما جعل الاتحاد الإفريقى يقوم بتغيير مكان إقامة بطولة 2013 من ليبيا إلى جنوب إفريقيا على ان تستضيف المغرب نسخة 2015 و ليبيا 2017 ومع اعتذار ليبيا فى 2015، فتح الكاف الباب أمام الدول للتقدم بملفاتها لاستضافة بطولة 2017 وتقدمت سبع دول من اجل الفوز بالتنظيم وهي: مصر, الجزائر، الجابون ، غانا، السودان، كينيا، وزيمبابوي. واختار الكاف أربع دول فى النهاية من اجل التنافس واستبعدت باقى الدول لعدم توافر معايير الاستضافة، وكانت مصر قد انسحبت من سباق الاستضافة واستمرت غانا و الجزائر والجابون، حتى استقر الأمر فى النهاية على ان تحتضن الجابون الحدث. الجدير بالذكر انه تم تقسيم المنتخبات ال16 المشاركة الى أربع مستويات, وضم المستوى الأول كلا من : الجابون، كوت ديفوار، غانا، وبوركينا فاسو فيما جاء فى المستوى الثانى منتخبات مالي، تونس، الكنغو الديمقراطية والجزائر. وفى المستوى الثالث، السنغال، الكاميرون، توجو و المغرب، وحل المنتخب الوطنى فى المستوى الرابع لأنه غاب عن التواجد فى البطولات الثلاث الأخيرة رغم كونه أكثر المنتخبات فوزا باللقب ( 7 مرات)، وحلت منتخبات اوغندا، زيمبابوى وغينيا بيساو مع المنتخب الوطني.