استمرارا لحملات الاعتقال والعزل التي تجريها السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب فى منتصف يوليو الماضى، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزل واعتقال أكثر من ثلاثة آلاف من القضاة ومسئولى جهاز الادعاء العام. ويأتى اعلان أردوغان فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية تسريح 820 من أفراد القوات البرية والبحرية، ليرتفع إجمالي عدد عناصر الجيش الذين تم عزلهم من مناصبهم اعتبارا من محاولة الانقلاب إلى 80 ألفا. وشملت حملة الاعتقالات والعزل في قطاعات أخرى، إلقاء القبض على 44 شخصا بينهم صحفيون وأساتذة جامعيون، للاشتباه في انتمائهم إلى الداعية الاسلامى فتح الله جولن، والمتهم بتدبير محاولة الانقلاب، وذلك في حملة اعتقالات استهدفت 14 محافظة تركية من بينها أنقرة واسطنبول. وعلى صعيد آخر، تفجرت أزمة بين الحكومة التركية ومحطة «دويتشه فيلا» الألمانية بعد اتهامات من جانب المحطة لوزير الرياضة التركى عاكف كاجاتاي كيليتش بمصادرة شريط فيديو لمقابلة سجلتها معه. وقد نفى مكتب الوزير اتهامات المحطة، موضحا أن الوزير لم يتجاوز طلب عدم إذاعة اللقاء المسجل أو تحصيل موافقة الوزارة قبل الإذاعة. وأكدت «دويتشه فيلا» على لسان مسئوليها أنه فور انتهاء اللقاء مع كيليتش، طالب مساعدو الوزير بعدم إذاعة اللقاء الذي دام نصف ساعة، ثم صادروا شريط التسجيل فعليا قبيل مغادرة فريق المحطة لمقر الوزارة. وعلق بيتر ليمبورج مدير «دويتشه فيلا» على الواقعة بأنها استمرار لانتهاك حرية الصحافة والإعلام في تركيا. وطالبت المحطة الألمانية السلطات التركية بالإفراج عن التسجيل الذي كان من المقرر إذاعته ضمن برنامج بعنوان «منطقة الصراع»، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية إذا لم تستجب السلطات التركية لمطالبها.