تعبيرات إشادة جانحة وتصريحات عنترية تلك التى انطلقت فى فضاء القصر العينى تنعت أداء برلماننا، وبسطاء الناس فى حيرة وقد تملكهم الغيظ العظيم فأين تلك الإنجازات التى وصفت بالإعجاز وهو التعبير الذى جاء على لسان قانونى بارز وهو يدافع بصلابة منقطعة النظير عما أبلاه مجلسه الموقر، مستشهدا بإقرار اللائحة الداخلية التى تجاوزت موادها الأربعمائة مادة، وكأنها إحدى عجائب الدنيا السبعة، فى حين الرد سيكون لا شكر على واجب، لأنها ببساطة لم يكن منها مناص حتى تبدأ السلطة التشريعية فى العمل ثم إنها كرست الطابع الأبوى والسلطوى للمنصة والأدهى أن من صنعوها هم الذين خالفوها جهارا نهارا. وها هو نائب يجمع 340 توقيعا ويستوف كل الخطوات الإجرائية من أجل إجراء تعديل على أحد القوانين ومع هذا تم وأد المشروع فى مهده دون أن يطرح للنقاش فى مصادرة ممنهجة لإرادة النواب ولتذهب توقيعاتهم إلى الجحيم بحجج وتبريرات واهية ناهيك عن طابعها المصطباوي. ومقولة إن مجلس النواب لايخضع لاى توجيهات أو تدخل هى من قبيل السفسطة الإنشائية وادعاء بطولة المجال لا يسعى إلى تفنيدها ودحضدها. ولم يعد خافيا على القاصى والدانى أن القائمين على البرلمان لا يطيقون الانتقادات التى تنهال من كل صوب وحدب تعيب عليهم إهمالهم للقضايا الحيوية التى من شأنها تكريس الديمقراطية بعد ثورتين عظيمتين كان مطلب الحرية فى القلب منهما. وتكفى فضيحة العصف بأحكام محكمة النقض والتى كشفت بجلاء مدى تهافت السلطة التشريعية التى تتآكل شرعيتها بعد أن انتهكت القانون والدستور عائدة بشكل أكثر فجاجة لسيد قراره لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد