مع بداية العام الدراسى بل وقبيل بدئه بشهور تنشط مافيا الدروس الخصوصية وكان المدرس قديما لا يلقى الاهتمام الواجب من الدولة على الرغم من الدور الجوهرى الذى يقوم به من تربية النشء وزرع القيم والمعرفة فى أبنائنا، وإصلاح المنظومة التعليمية فى أى دولة يبدأ من المعلم الذى وصفه أمير الشعراء أحمد شوقى فأجاد وأحسن حين قال.. قم للمعلم وفه التبجيلا/ كاد المعلم أن يكون رسولا/ أرأيت أشرف أو أجل من الذي/ يبنى وينشئ نفوسا وعقولا/ سبحانك اللهم خير معلم/ علمت بالقلم القرون الأولي/ أخرجت هذا العقل من ظلماته/ وهديته النور المبين سبيلا/ ولكن للأسف هناك عدد ليس بالقليل لا ينطبق عليهم هذا الوصف واتخذوا من هذه المهنة السامية وسيلة للكسب المادى غير المشروع وغير المبرر على الرغم من قيام الدولة برفع مرتبات المعلمين وعمل كادر خاص لهم. لقد أصبحت الدروس الخصوصية كيانا موازيا يتحدى وزارة التربية والتعليم تحت شعار غير قانونى استخدمته مافيا الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية تحت مسمى «سنتر» وأصبح لهم إعلانات تملأ الشوارع وأصبحوا نجوما كنجوم السينما والتليفزيون، لذلك يجب على المسئولين وضع تلك المراكز نصب أعينهم والسيطرة عليهم. لا مانع من الدروس الخصوصية ولكن بشرطين، الأول: إذا كان ذلك سيزيد من تحصيل العلم لدى الطالب ولديه القدرة المادية وقيمة الدرس غير مبالغ فيها، الشرط الثاني: أن يجيد المدرس الشرح فى الفصل داخل المدرسة ويبذل قصارى جهده ولا يقصر فى عمله الأساسى ويراعى ضميره. وأخيرا لقد كان المدرس قديما قيمة وقامة.. مثالا يحتذى به ويقتدى به الطالب ويهابه ونحن بحاجة ماسة إلى هذا المدرس الآن.. لمزيد من مقالات جمعة أبو النيل