أول أسبوع دراسة بعد الثورة، كان بمثابة أول امتحان شفوي وتحريري لوزير التربية والتعليم وضع أسئلته المعلمون في أنحاء مصر، وحدد درجات النجاح والفشل صدق الوزير من عدمه، وكانت درجات الرأفة ما هي إلا ضمير المعلم والوزير والتي صرخ بها التلاميذ وأولياء الأمور، لكي لا تتعدي ثورة المدرسين علي حق العلم للتلاميذ الذين هم نواة الأمة، الذين ان صح تأسيسهم صحت بهم وان ضلت فقل علي الدنيا السلام. لقد كان عصر محمد علي من العصور الذهبية للتعليم في مصر، فقد أيقن رغم عدم انتمائه إلي مصر من قريب أو بعيد ولكنه كان عاشقا لمصر، أن قوة الدولة في النهوض بالتعليم، وكان التلاميذ في عهده يساقون إلي المدارس قسرا حتي وان أدي الأمر إلي انتزاعهم بالقوة من أهاليهم، بالرغم من المغريات التي تبذلها الدولة لترغيب الأهالي في التعليم من ايواء للتلاميذ واطعام ورواتب في أحيان كثيرة! ولا ينكر أحد أن المدرس وبصفة خاصة مدرس الابتدائي يعاني سوء أحوال معيشته وتدني مرتبه الذي أدي ببعضهم إلي العمل في وظائف اضافية كسائق تاكسي أو حتي ترزي.. وظهرت الدروس الخصوصية التي نقلت العملية التعليمية من المدرسة إلي المنزل! ياسيادة الوزير.. مدرس المراحل الأولية له الحق في حياة كريمة حتي يكون مربيا فاضلا ليعود له مجده القديم يوم ان قال فيه أمير الشعراء أحمد شوقي »قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا«.