مؤتمر قليك: لن أضغط على لاعبي برشلونة لهذا السبب.. وأتمنى ألا يحصل إنتر على ركنيات    أسعار النفط تتراجع 2.51%.. وبرنت يسجل أقل من 60 دولاراً للبرميل    أول تعليق من الحوثيين على هجوم الاحتلال الإسرائيلي على اليمن    صندوق النقد الدولي يبدأ المراجعة الخامسة لبرنامج مصر خلال الأسبوع الجاري    الداخلية تكشف ملابسات تداول فيديو يتضمن اعتداء 3 أطفال على آخر بكفر الشيخ    أمن القاهرة يكشف ملابسات سقوط عامل من علِ بباب الشعرية    سؤال برلماني لرئيس الوزراء ووزير البترول حول وقائع غش بنزين أضرت بمئات المواطنين    ياسمين رئيس: فيلمي فضل تريند لمدة شهر (صور)    داليا البحيري وخالد صلاح وعلاء الكحكي في عزاء المنتج وليد مصطفي    محافظ الإسكندرية: استمرار تكثيف القوافل الطبية المجانية بنطاق الأحياء تنفيذًا لتوجيهات السيسي    زراعة الشيوخ توصي بسرعة تعديل قانون التعاونيات الزراعية    غدًا.. دينية النواب تستكمل مناقشات قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية    سفير العراق يشيد بدور مصر فى دعم العراق.. ويؤكد: نسعى لبناء عاصمة إدارية    تصل ل 40.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة غدًا وخلال الأيام المقبلة في مصر    خوفا من الإلحاد.. ندوة حول «البناء الفكري وتصحيح المفاهيم» بحضور قيادات القليوبية    الرئيس عبد الفتاح السيسي يصل مقر بطولة العالم العسكرية للفروسية رقم 25 بالعاصمة الإدارية "بث مباشر"    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    عاد من الاعتزال ليصنع المعجزات.. كيف انتشل رانييري روما من الهبوط؟    محافظ سوهاج يفتتح المبنى البديل لمستشفى المراغة المركزي لحين الانتهاء من المستشفى الجديد    محافظ السويس يشهد ندوة وجعل بينكم مودة ورحمة لتوعية الشباب بأسس تكوين الأسرة    يونيسيف: قطاع غزة ينهار والأطفال والنساء يموتون جوعا    يديعوت أحرونوت: 4 مليار دولار تكلفة توسيع إسرائيل للحرب في غزة    «جبران»: تصديق الرئيس السيسي على قانون العمل في عيد العمال قرار تاريخي    الرابطة ترفض الاتهامات: لا نفرق بين الأندية    أيرلندا تحذر من توسيع إسرائيل حربها على غزة: ما يتعرض له الفلسطينيون مقزز وعديم الرحمة    وفاة نجم "طيور الظلام" الفنان نعيم عيسى بعد صراع مع المرض    عقب زيارة «زيلينسكي».. التشيك تعلن دعم أوكرانيا بالذخيرة والتدريبات العسكرية    لاوتارو يعود للتدريبات قبل موقعة برشلونة وإنزاجي يترقب حالته النهائية    وزير العمل: وقعنا اتفاقية ب10 ملايين جنيه لتدريب وتأهيل العمال    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني| صور    جانتس: التأخير في تشكيل لجنة تحقيق رسمية بأحداث 7 أكتوبر يضر بأمن الدولة    سفيرة الاتحاد الأوروبي ومدير مكتب الأمم المتحدة للسكان يشيدا باستراتيجية مصر لدعم الصحة والسكان    محافظ المنوفية: تعزيز منظومة إنتاجية القطن والارتقاء به    الغرف السياحية: التأشيرة الإلكترونية ستؤدى إلى زيادة كبيرة في أعداد السائحين    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم 5 مايو    حزب المؤتمر يدعو لتشريعات داعمة للتعليم الفني وربط حقيقي بسوق العمل    وضع السم في الكشري.. إحالة متهم بقتل سائق وسرقته في الإسكندرية للمفتي    ما حكم نسيان البسملة في قراءة الفاتحة أثناء الصلاة؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    وصلت لحد تضليل الناخبين الأمريكيين باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي.. «التصدي للشائعات» تناقش مراجعة وتنفيذ خطط الرصد    مصر تحصد 62 ميدالية بالبطولة الأفريقية للمصارعة بالمغرب وتتصدر كؤوس المركز الأول    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    الرئاسة الروسية: سننظر إلى أفعال المستشار الألماني الجديد    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    «اللعيبة كانت في السجن».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على كولر    وزير التعليم العالي يُكرّم سامح حسين: الفن الهادف يصنع جيلًا واعيًا    انهار عليهما سور جنينة.. الصور الأولى من موقع مصرع شقيقتين في قنا    مستقبل الذكاء الاصطناعي ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية    هيئة الصرف تنظم حملة توعية للمزارعين فى إقليم مصر الوسطى بالفيوم    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    وزارة الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة لإزالة ورم من فك مريضة بمستشفى زايد التخصصي    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    «الصحة» تنظم دورات تدريبية للتعامل مع التغييرات المناخية وعلاج الدرن    محمود ناجي حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    ارتفعت 3 جنيهات، أسعار الدواجن اليوم الإثنين 5-5-2025 في محافظة الفيوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال لى الشيطان!
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 09 - 2016

لولا الشيطان وأعوانه وزبانيته وأتباعه ومريدوه .. لكنا الآن نسكن الجنة التي عرضها السماوات والأرض .. كما سكنها أول مرة سيدنا آدم أبو الخلق أجمعين ومعه زوجته أمنا حواء .. ولما كان هذا حالنا ومآلنا ومانحن فيه من هم وغم وضرب ورزع وقتل وقهر وعناد واستعباد ومكر وكيد وغل وكره ومقالب وذنب بشرية ودولية وخصام وعراك وجري ورمح وراء لقمة العيش التي يشقي الإنسان اليوم بطوله من أجلها .. إذا لم يجدها.. فلابأس من خطفها من أفواه أصحابها ومستحقيها .. أو إبعادهم من الدنيا كلها قهراً أو قتلاً .. بعد أن أصبح شعار إنسان هذا العصر: «أنا ومن بعدي الطوفان »!
والشيطان في الحقيقة كل ذنبه أنه رأي أن السجود لآدم مذلة وقلة حيلة وضعف وهوان .. فقد خلقه الله من نار .. بينما جدنا آدم عليه السلام قد خلقه الله من طين .. وفرق كبير بين النار والطين..
من هنا جاءت معصية الشيطان لربه ورفضه السجود والانحناء لجدنا آدم .. فكانت لعنة الله عليه إلي يوم القيامة وغضبه عليه وطرده من رحمته .. لرفضه السجود والانحناء لجدنا آدم فكانت لعنة الله عليه الي يوم القيامة وغضبه عليه وطرده من رحمته.. ليتفرغ الشيطان لغواية الإنسان في كل زمان ومكان .. وحتي قيام الساعة .. ووضع الشيطان همه في هذا الإنسان .. الذي سجدت له كل المخلوقات!
وكانت أول جريمة يدبرها ويحسن الشيطان تدبيرها في أول عمل له هي إخراج آدم وزوجته من الجنة التي طرده منها الله .. فوسوس لهما بأن يأكلا من الشجرة التي حرمها الله عليهما .. باعتبارها شجرة الخلد وملك لا يبلي .. فوقعا في الخطيئة وتحولا في لحظة زمان فارقه بين النعيم المقيم في الجنة والهوان العظيم علي الأرض .. الي مخلوقات دنيوية تأكل وتشرب وتتزاوج وتتناكح وتحمل وتلد.
ولقد اختلفت الأديان السماوية الثلاثة في تحديد هوية المسئول الأول عن نزول الإنسان الي الأرض بعد أن عصي أمر ربه وأكل من الشجرة المحرمة؟
الكتاب المقدس الذي يجمع بين التوراة والإنجيل حمل أمنا حواء المسئولية كاملة .. بينما حمل القرآن الكريم سيدنا آدم وحده مسئولية اتخاذ القرار بمخالفة نواهي الله من الاقتراب من ثمار الشجرة المحرمة .. ثم تاب سيدنا آدم وقدم اعتذاره الي ربه.. فعفا عنه .. وقال الحق عز وجل له هو وزوجه: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع الي حين} [البقرة:36]
ولكن السؤال الأزلي الذي حمله طائر الحيرة .. ولم نجد له جوابا شافياً .. نحن طابور عقلاء فينا وأنا في آخر الطابور منهم:
هل حقا كان مكاننا وإلي أن يرث الله الدنيا ومن عليها هو جنة عرضها السماوات والأرض .. لولا تدخل الشيطان بخدعته وخديعته؟
أم أن الله تعالي كان يعرف تماما نقطة الضعف في الإنسان بوصفه بشراً خطاء .. فترك الشيطان يفترسه غواية ويوقعه في المحظور لكي يهبط الإنسان بشره وخيره الي الأرض حتي تعمر الدنيا ويتحقق قول الحق عز وجل: {أو لم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده إن ذلك علي الله يسير} [العنكبوت:19]
وقوله تعالي: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون} [المؤمنون: 155]
فالجنة مكان للثواب
والأرض موطن للعقاب ..
ولابد أن ننزل نحن البشر الي الأرض ليعرف الله من منا الطيب ومن منا الخبيث؟
من منا الصالح ومن منا الطالح؟
من منا المؤمن بالله واليوم الآخر .. المسبح بحمده المؤدي لفرضه المتعبد في محرابه ومن منا الكافر بنعمة ربه؟
حتي يكون الثواب ثوابا حقا .. وحتي يكون العقاب عقاباً ..
وإلا خلت الجنة من ساكنيها وخلت النار من قاطنيها..
ولقد بغي الشيطان في الأرض وتجبر وتكبر وفرد طوله في كل البلاد والأمصار .. وأصبح السيد المطاع الذي تنحني له الرءوس ويتغلغل الي كل النفوس .. حتي أنني عندما كنت أزور العراق قبل نحو ربع قرن من الزمان أخذوني الي عشيرة من العشائر تعبد «إبليس» نفسه وتقدس له وتسبح بحمده وتقدم الشعائر والقرابين..
وعندما سألتهم: هل تعبدون إبليس حقا وصدقاً؟
قالوا: نحن لا نعبده لذاته .. ولكن لقدراته علي فعل الشر في كل مكان .. ولأنه الوحيد من مخلوقات الله الذي قال لله نفسه كلمة لا!
وهو أي إبليس قادر علي أن يحقق لنا كل مانريده إن كان حقاً أو باطلاً!وزبانية ابليس ومريدوه يتكاثرون في كل أنحاء الدنيا .. وهؤلاء يلقبونهم «بعبدة الشيطان» ولهم طقوس وحفلات شيطانية مجنونة تصل الي حد إسالة الدماء .. وتقديم قرابين بشرية الي إبليس ملك ملوك الشر في الأرض!
ويقول الحق تعالي هنا {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} [المجادلة: 19].
......................
......................
وللحق فنحن في كل شر يحدث أو خطيئة أو جريمة أو حتي مصيبة تصيب الإنسان .. فإننا نرجعها فوراً ونعلقها علي شماعة ألاعيب وكيد الشيطان الذي أصبح يجري في الإنسان مجري الدم..
ولكن الإنسان نفسه دون مساعدة من إبليس اللعين طغي وتجبر ونشر مظلة طغيانه وشروره في كل الدور والصدور..
ولم يعد بحاجة الي دسائس الشيطان أو الي نصائحه وغواياته .. بل إنه هو أصبح ملك الشرور والخطيئة في هذه الدنيا..
وتفوق علي إبليس نفسه في عالم الشرور والغرور والتجبر والتكبر..
والتاريخ لم يذكر لنا سوي اسم لشيطان واحد هو إبليس اللعين .. ولكنه سجل أسماء طغاه وشياطين وجبابرة من بني البشر .. يتواري من هول مافعلوا إبليس نفسه الذي كانت أول خطيئة ارتكبها بعد أن عصي ربه .. أن أغوي آدم وحواء حتي يأكلا من الشجرة التي حرمها الله..
بل إن البشر الطغاة البغاة الذين قتلوا وشردوا وعاثوا في الأرض فسادا وقصصهم وحكاياتهم ورواياتهم وسيرهم في القتل والتشريد والبغي والقهر والاحتلال وسفك الدماء .. ماتشيب له رءوس كل شياطين الأرض.
والقائمة طويلة تضم: قابيل أول قاتل من بني البشر.. وجنكيز خان وهولاكو وتيمور لنك وترومان وهتلر وموسيليني وشارون وأتباعه وبوش الابن.. والبقية تأتي ولن تنتهي!
لقد أصبح الإنسان الآن .. في هذا العصر الحمقاء خطاه .. ملك الشر وحامي حمي الباطل بلا منازع .. ولم يعد بحاجة الي معونة خارجية أو نصيحة شيطانية .. أو برشام للغش في امتحان القدرات الشريرة .. بل إن العفريت نفسه وهو من نسل إبليس أصبح يخاف من الإنسان نفسه .. وعندما يشاهد بني آدم يمر .. يحاول أن يختفي عند أقرب زقاق ليهرب بجلده وهو يقول: يامه .. بني آدم!
تماما كما كنا نفعل صغاراً عندما نمشي في حارة مظلمة أو بجوار خرابة موحشة خوفا من عفاريت الليل!
والشيطان لا يفارقنا أبداً .. وهو ليس بشيطان ذي قرون وذيل طويل وسحنة مرعبة وعيون حمراء تطلق الشرار وألسنة من اللهب.. ولكنه اسم اخترعناه مرادفا للشر في داخل الإنسان..
الأخ يقتل أخاه من أجل قيراطين طين!
والابن يقتل أمه من أجل «شمة كوكايين »!
والأم تترك زوجها يقتل طفلها من زوج آخر .. لأنه بصراخه المتواصل جوعاً أو مرضاً حرمه من ممارسة حقه الشرعي مع الأم الآثمة في ساعة حظ!
والأخت تكيد لأختها وتسرق منها خطيبها أو حتي زوجها!
والصديق الحميم لا بأس ولا ضرر ولا ضرار عندما يغوي زوجة صديقه ويتخذها خليلة له .. والخليلة الآثمة لا تمانع ولا تمتنع من أجل لحظات نشوة آثمة ضاربة عرض الحائط بشرف رجل ائتمنها وأولادها في عمر الزهور اليانعة .. هم أمانة في عنقها..
والزميل رفيق العمر يدس لزميله عند رؤسائه لكي يأخذ مكانه ويجلس علي كرسيه.
والحاكم أي حاكم في أي مكان وأي زمان يزيح من طريقه من ينافسه علي كرسي الحكم بالسجن أو بالنفي أو حتي بالقتل!
وشعار الشيطان العصري الذي في داخلنا: الحق نفسك والحق الجميع الي الكرسي الي المجد
وكل واحد منا كما يقول لنا العلماء .. بداخله ملاك وشيطان وهما يتصارعان طول الوقت .. فينتصر الشيطان فتقع الخطيئة . ويصمد الملاك .. فيعود الإنسان إنسانا..
..................
...................
ولقد ذهبت الي الشيطان في عقر داره في رحلة الي بيت العنكبوت في قلب صحراء مصر .. وتفرجت علي ألاعيبه وقابلت أعوانه ومريديه الذين التقوا به وجها لوجه .. وقد هربت بعمري في آخر لحظة قبل أن تشتعل النار في الدار التي كان الرفاق يبحثون فيها عن كنوز الفراعين!
حتي جاء اليوم الذي طرق الشيطان بهيئته وصورته العصرية باب داري .. ودار بيننا حوار لم يحدث مثله في أي زمان ولا في أي مكان .. وربما لن يحدث .. ماذا قال لي الشيطان؟
وماذا قلت له؟
كعادتي كل خميس... أحبس نفسي في غرفتي، وأغلق بابها من الداخل، وأرفع سماعات التليفونات، وأمنع زواري في يوم الكتابة العصيب.. ما كدت أفعل والقلم في يدي والورق صفحات بيضاء أمامي... وما كدت أهم بكتابة أول سطر وأنا أقول في سري بسم الله الرحمن الرحيم.. فإذا به أمامي علي الكرسي.. رفعت نظري إليه فوجدت رجلا عليه القيمة والأبهة... ولكن نظراته مخيفة تبرق وترسل شررا يبعث القشعريرة في الأبدان ويحول شعر الرءوس إلي دبابيس مسننة.
قلت في صوت مسموع: أعوذ بالله..
أمسك بيدي وقال: لا تكمل عبارتك!.. سألته: لم؟.... قال: لأنك لو أكملت لانصرفت علي الفور!.
فهمت... لكنني لم أصدق عيني... أيمكن أن يكون الجالس أمامي الآن في عز الظهر بملابسه العصرية ومظاهر العز والفخفخة والوجه المشرب بالحمرة والشعر الأسود الناعم الذي لم يدب فيه الشيب بعد... وربما كان نصفه مصبوغا بالأسود... ولو لبس البرنيطة لحسبته مندوب صندوق النقد الدولي الذى جاء ينقذ مصر من الافلاس.. أيمكن أن يكون هو أستغفر الله العظيم؟!
حاولت دون جدوي أن أجمع شتات نفسي المبعثرة... سألته في صوت كأنه الفحيح: كيف دخلت إلي مكتبي والباب مغلق من الداخل؟.
قال في زهو: أنا لا تعوقني الأبواب، ولا النوافذ... ولا تهمني المسافات ولا البحور والمحيطات والجبال والوديان... حتي الزمان نفسه أسبح فيه رائحا غاديا... تارة أذهب إلي الماضي وتارة أغوص في حجب المستقبل... أعرفتني؟.
اسودت الدنيا أمام عيني واحمرت واخضرت واصفرت.. وقلت بصوت ربما سمعه المارة في ميدان رمسيس:
يا حفيظ... يعني أنا الآن في حضرة الشيطان نفسه!.
قال: نعم.. ولكن لا تخف.. فأنا لن أؤذيك..
قلت وقد ملكت بعضا من شتاتي: وما الذي فعلته في دنياي حتي أحظي بهذا الشرف العظيم؟.
قال: ملفك أمامي الذي أعده أعواني وهم كثيرون.. قبل أن أحضر إليك يقول إن أخطاءك ليست علي الدرجة المطلوبة لكي تصبح واحدا من أعواننا... ولا يوجد عندك كراهية لبني جنسك أو موهبة شريرة أو حتي ميزة خبيثة أو كيد عظيم، أو كبر من كبر المشركين يؤهلك لدخول سلك الشياطين.
قلت: ألست تجري مجري الدم في الإنسان!.
قال: تماما..
قلت: هل نسيت حوارك مع الله عز وجل!
قال: هذا حوار دار بين الله وبين جدنا إبليس... الذي عصي ربه وقال له: لا.
قلت: دعني أذكرك به... كما جاء في الكتاب العزيز في سورة ص: «إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72) فسجد الملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس آستكبر وكان من الكافرين (74) قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين (75) قال لنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (76) قال فاخرج منها فإنك رجيم (77) وإن عليك لعنتي إلي يوم الدين (78) قال رب فانظرني إلي يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين (80) إلي يوم الوقت المعلوم (81) قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحق والحق أقول (84) لأملدن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (85)».
.................
.................
قال الشيطان: تلك هي رسالتنا في الحياة... أن نغوي خلق الله في كل دار وكل قرار... ولن نترك بني البشر في حالهم أبدا... إلا بعد أن نجعلهم يحيدون عن الصراط المستقيم... ليكفروا بنعمة الله عليهم... ونجعل منهم شيعا وأحزابا متطرفين... أناسا يأكل بعضهم بعضا... أناسا زرعنا في صدورهم غلا وضغينة وقلوبا مليئة بالشر بعد أن نزعنا الخير والحب والرحمة منها...!
قلت: أليس هذا النفر من شبابنا المخدوع قد أوقعتموه أنتم وأعوانكم في كيدكم الشيطاني.. حتي يتخذوك إماما مرشدا وزعيما!.
قال: أنتم السبب!
قلت: كيف يا شيطان إلافك والدنس والشرك العظيم!
يبتسم في خجل العذاري وهو يقول: شكرا لهذا التقريظ الجميل، فأنا أحب أن أوصف بصفاتي الحقيقية...
قلت: سأوفر عليك مجهود البحث والتحري.. أسرد لك الأسباب... أليست هي:
1 انشغال الأب بجمع الأموال في ظل التطور الاقتصادي الذي تشهده البلاد.. سواء في الداخل أو في الخارج في بلاد النفط، وترك وراءه زوجة وحيدة وأولادا وبنات في عمر الزهور... هم أشد حاجة لحنان الأم ووجود الأب كقائد لسفينة الأسرة وحاميها وموجهها والرقيب علي تصرفاتها والأمين علي مستقبلها والنتيجة أب غائب دائما.. مهمته جلب الفلوس... وإذا حضر فهو مثل الضيف ليس له سلطان أو رأي ولا أحد يأخذ بكلامه بل يتمني الجميع الأولاد والزوجة سفره حتي يأخذ البيت حريته!.
2 وفي غياب الأب... الزوجة تبحث لها عن دور تشغل نفسها به غير العناية بالأولاد... فالخدم والحشم الحمد لله متوافرون عندما يتوافر المال بالدينارات والدولارات... تذهب لكوافير وتشتري أغلي وأجمل الثياب وتذهب إلي صديقة للرغي والدردشة أو التسوق أو إلي النادي أو إلي شلتها من النساء الفاضيات الوحيدات مثلها... والأولاد كل ولد له شلة وكل بنت لها شلة ولا أحد يسأل متي خرجوا ومتي عادوا مادام الكل مبسوط ومفرفش وآخر حلاوة!.
3 وقد يكون وجود الأب نفسه مجرد طرطور كبير أو خيال مآتة لا يبعد الطيور الجارحة عن حقله، وعن ثمار حقله الذين هم أولاده وبناته..
الأولاد والبنات يسهرون صباحي في الشوارع وفي صالات الديسكو رقصا وغناء ودلعا ومياصة وتدخينا... والآباء لا يحركون ساكنا... والأمهات تداري والأولاد والبنات ضائعون.. ضائعون!.
4 قنوات الدش اللعينة التي تذيع أفلاما واغاني خارجة وغير لائقة.. والأولاد والبنات يتفرجون ويقلدون والآباء ساهون!
5 وشبكة الانترنت من فوق شاشات الكمبيوتر تقدم أعمالا ثقافية جليلة ولكنها تذيع عمال علي بطال كل ما هو فاجر وفاضح ومسيء وغير أخلاقي والاولاد يتعلمون ويحفظون ما تقدمه لهم دول تريد هدم كل ما هو خير وجميل وحق في حياتنا.
6 ضياع الوازع الديني في غمرة الانفتاح الاقتصادي، وضغوط الحياة وسيطرة المليارديرات... وكل شيء يمكن شراؤه بالفلوس حتي الذمم والضمائر..
7 في غياب القدوة الحسنة في البيت والمدرسة والجامعة والنادي.. وضياع الرقابة الأسرية... تجمع الشباب الحائر والضائع معا ووقعوا فريسة للأفكار الهدامة المتطرفة والخبيثة التي تستبيح الحرمات وتمجد الرذائل..
8 الغربة الثقافية التي يعاني منها شبابنا... تيار متدفق من الغرب ولا شيء يوقفه من تراثنا وثقافتنا وتقاليدنا وديننا... والنتيجة ارتماء في أحضان الغرب ومحاكاة لكل ما يقدمه من عجائب وتقاليع وألاعيب وبدع في الملبس والمأكل وقص الشعر والتزين بالسلاسل والرقص بجنون ودون ضوابط علي أنغام موسيقي صاخبة زاعقة... وكلها في النهاية تقليد أعمي لكل ما هو مستورد ومدسوس علينا لك ننسي أصولنا وجذورنا وعروبتنا وديننا!.
9 أين دور المدرسة كمؤسسة تربوية في كل ما يجري.. الأولاد يدرسون مواد تعليمية ما أنزل الله بها من سلطان... تحشو رءوسهم بمعلومات لا تفيد، ولا تزيد تعتمد علي الحفظ لا علي الفهم والحوار... ومواد يذاكرها أولادنا غصبا عنهم، كما يشربون كوبا مليئا بزيت الخروع... لكي ينجحوا فقط وبمجموع كبير حتي يدخلوا الكليات المرموقة!.
وجامعاتنا تقهقرت وتوارت وأصبحت تحتل المقاعد ما بعد المائة بالنسبة لجامعات العالم!.
10 غياب دور الأزهر والكنيسة وتخبط في الآراء الدينية ودعاة يصرخون من فوق منابر المساجد بالويل والثبور وعظائم الأمور ويهددون بجهنم الحمراء وبئس المصير!.
يضرب الشيطان كفا بكف وهو يقول: غلبتني يا رجل: هذا ما كنت أود أن أقوله تماما... كأنك تقرأ أفكاري... وشهد شاهد من أهلها.
****
أعلن المؤذن علي شاشة التليفزيون صلاة الظهر... قلت للشيطان الجالس أمامي في لباسه العصري:
استأذنك للصلاة...
قال: أختفي أنا حتي تصلي ثم أعود... فلا أستطيع المكوث هنا وأنت تستعيذ بالله مني...
قلت: أين ستذهب؟
قال: ليس بعيدا... مسح حجرتي بنظراته حتي استقرت عيناه علي جهاز التليفزيون قال وهو يشير إليه: سوف أختفي داخل هذا الجهاز الساحر المقرب إلي قلبي فهو إحدي وسائلنا لتضليل أمثالكم..
مد يده إلي الجهاز وما هي إلا لمحة حتي ابتلعه الجهاز بالكامل داخله!
................
...............
بمجرد أن انتهيت من الصلاة... وجدته جالسا في نفس كرسيه يبتسم... حاجة كدة تشيب الكتكوت..
ولا أعرف كيف تحملت حتي هذه اللحظة كل هذه الخضات المرعبة..
قلت له: أريد أن أعرف منك أنت متي بدأت الدعوة لعبادتك؟
قال: لا أريد أن تقول عنها عبادة... ولكنها في الحقيقة طاعة وانصياع وانقياد لأوامري وتعاليمي... وأتباعي من المريدين وليسوا من العباد... وعلي أي حال سمها كما شئت... عبادة.. انقياد أعمي... كما تريد..
قلت: يا سلام علي التواضع!
قال: لم أكن متواضعا في يوم من الأيام.. يشهد عليّ تاريخي في الشر وإيقاع البشر.. فأنا صريح وواضح ودغري!
قلت: في الشر والمكائد والمصائب...
قال: ألست أنا أول من قال لله كلمة لا..
قلت في حدة: أتسمي عصيان الله قوة وفخرا؟
قال: أنا لم أعصه إلا عندما أمرني بالسجود للإنسان.. لآدم أول الخلق وهو من طين وأنا من نار.. شعرت بأنني أفضل منه فلم أسجد.
قلت: وطردك الله من رحمته إلي يوم الدين...
قال: نعم.. ولكي أنتقم من آدم تسللت إلي حواء وأغريتها بأن تأكل من الشجرة المحرمة.. لكي يطردها الله مع آدم إلي الأرض.. ثم حرضت ابنه قابيل علي قتل أخيه هابيل لكي يفوز بأخته كليما الجميلة زوجة له بدلا من أن يأخذها أخوه قابيل.. ثم حرضت قوم موسي عليه، وإخوة يوسف لكي يلقوه في البئر ويدعو أن الذئب قد قتله.. ثم حرضت الكفرة والمشركين ضد كل نبي ورسول وكان لي في اليهود أتباع مخلصون.. وحتي يومنا هذا.. ألا تري ما يفعلونه الآن بأبناء فلسطين!
قلت: كما قال لي صديق الصبا الدكتور عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة.. بأن أول من عبدك كانوا جماعة من طائفة الصابئة في منطقة حران في شمال العراق أيام الخليفة المأمون وكان ذلك عام 170 هجرية.. يعني منذ أكثر من 1267 سنة!
ثم ظهر لك أتباع عديدون في أيام الخليفة أبو جعفر المنصور، وكونوا حركات هدامة قام بها الزنادقة الفرس هدفها القضاء علي الدين الإسلامي والانغماس في الملذات بلا ضوابط وإسقاط الفرائض.. ومن بين هؤلاء حركات «المقنعة والخرامية».
قال: هذا صحيح تماما..
قلت: وماذا تعرف عن أنتوني لافي؟
قال في جذل طفل صغير: صديقي وحبيبي.. فهو الذي أسس كنيسة الشيطان قبل نحو أربعة عقود في أمريكا وأتباعه الآن والحمد لله تجاوزوا الخمسين ألفا!
قلت: وما هو دستوركم للشر؟ وما هي شريعتكم الغراء؟
قال: معتقداتنا لعبادة الشيطان الذي هو أنا: هي:
{اطلاق العنان للشهوات الإنسانية بدلا من اتباع فضائل الأديان السماوية التي تدعو إلي التقشف والزهد وتنظيم العلاقات الاجتماعية.
{الشيطان يمثل الوجود الحقيقي مقابل الآمال التي يؤمن بها أتباع الديانات السماوية، فعبادة الشيطان ترفض التسليم بالغيبيات والقوة الإلهية.
{تجرع الحب المادي الحسي بدلا من المشاعر الإنسانية الراقية التي يدعون أنها سوف تذهب هباء.
{العلاقة تكون مع الشيطان مباشرة، حيث لا مجال للوساطة في هذه العلاقة.
{الشيطان يجسد قوة الانتقام والثأر في مواجهة مقولات من نوع من لطمك علي خدك الأيسر فادر له الآخر أيضا وهي مقولة مسيحية، وبالتالي فعبادة الشيطان تدعو إلي الانتقام والرد المباشر علي الاعتداء دون مراعاة لمباديء أخلاقية أو سلطة مدنية في المجتمع.
{الشيطان هو الملاذ الوحيد لكل من نطلق عليهم كلمة خطاة من وجهة نظر الأديان السماوية، وهم يدعون في هذا الشأن أن العلاقة مع الشيطان توفر الإشباع المادي والعاطفي للإنسان.
{الشيطان يمثل العمل المتواصل، حيث لم ينقطع عمله قط، وبالتالي كما يدعون يمكن الاعتماد عليه، لأن عمله لا يتوقف.
أسأله: كيف تجري طقوسكم وصلواتكم؟
قال: يلبس الأتباع ملابس سوداء مع موسيقي متحررة من القواعد الشكلية، والوصول إلي درجة من الغثيان في أثناء ممارسة الطقوس الشيطانية.
وتجري هذه الطقوس في ظل ارتداء ملابس سوداء رمزا للشيطان، وسيف وجرس دائري الشكل.. ثم ذبح قطة ووضع دمائها علي ملابس الأتباع. والرقص علي جثث الموتي!
قلت: أتباعك يقولون انك سيد الأرض والله سيد السماوات!
قال: الأرض ملكي أنا.. أتصرف فيها وفي ناسها كما أشاء حتي يوم الدين!
قلت: لقد قابلت أحد ضحاياك.. هل تريد أن تسمع حكايته؟
انه الصديق نبيل فوزي وهو مهندس مصري سافر إلي كندا وعاش هناك واختطف أعوان الشيطان ابنته وزوجته التي أصبحت واحدة منهم.. وقد كتبت عن مأساته هذه قبل بضعة أعوام!
قال: عظيم!
قلت: لقد حاربته جماعة كنيسة الشيطان حربا شعواء لأنه كشف الأعيبها الشيطانية.. وقد اكتشف صديقي المصري أن هذه الحركة الشيطانية حركة صهيونية عالمية.. هدفها ضرب النظام الأخلاقي الإنساني، والتي صاغته حكمة بني الإنسان من خلال الديانات السماوية التي تطلب من بني الإنسان التمسك بالفضيلة والأفعال الحسنة وخوف الخالق العظيم.
ولقد تبين له أن ثمة علاقة بين نظرية البرجماتية الفلسفية والوجودية وحركة الشيطان..
حيث إن كلا من البراجماتية والوجودية، تتعارض مع مذهب الأخلاق.. ومن هنا تبدو الأشياء أكثر تعقيدا عما قد كتبه بعض الاخوة الصحفيين في هذا المجال.. فإن الموضوع ليس وليد تطور الحضارة، وليس هو وليد المجتمع الاستهلاكي، ولكنه وليد المؤامرة الصهيونية علي حكم العالم!
قال: هذا صحيح تماما وأنا سعيد أن أسمع هذا الكلام!
قلت: وصديقي المصري يقول أيضا: هل حاول أحد معرفة لماذا أصبحت الصحافة الصهيونية تواقة لضرب الأمير الأخلاقي تشارلز، واتهامه بكل أنواع الجنون والانحراف؟!
أليست جريمة بني مزار البشعة التي راح فيها عشرة أبرياء.. والتي اتهموا فيها شابا بريئا من عمل عبدة الشيطان؟
أو ليس قتل أم لأبنها عملا من عمل الشيطان؟
أو ليس غرق آلاف السوريين فى البحر هربا من الحرب.. عملا من عمل الشيطان؟
أو ليس ترومان الذي أمر بإلقاء القنبلة الذرية علي هيروشيما وناجازاكي في اليابان وقتل وشوه مليون إنسان.. من عبدة الشيطان؟
أليس شارون ورادكو ميلاديتش ورادوفان كاراديتش.. والرئيس الصربي ميلوسيفيتش وكل مجرمي حرب البوسنة الذين قتلوا المسلمين ودفنوهم أحياء. من عبدة الشيطان؟
أليس بوش وأعوانه الذين قتلوا مليونا من شعب العراق من عبدة الشيطان؟
أليست عملية تمزيق الوطن العربي تحت لافتة الربيع العربي من عمل الشيطان؟
ثم أليس من أسقط الطائرة الروسية وأغلق أبواب رزق مصر والمصريين من عمل الشيطان؟
أليس كل طاغية في الأرض أكل حق الناس واستباح الحرمات.. من عبدة الشيطان؟
أليست داعش واتباعها من عبدة الشيطان؟
أليس الموظف أو القاضي أو المحامي أو حتي الكاتب والسياسي الذي يبيع ضميره وأهله ومبادئه وبلده من عبدة الشيطان؟
أليس من يجد الظلم والجور موجودا ولا يبعده من عبدة الشيطان؟
أليس كل من سرق ونهب وأخذ حق زميله وصاحبه ثم ذهب يصلي ويسبح أو يحج.. أو يقدس.. من عبدة الشيطان؟
قلت للشيطان هذه المرة: عندك حق!
قال: خد بالك أوعي تكتب حاجة كده واللا كده.. لحسن أرجع لك تاني.. انت عارف!
قلت: اللهم احفظنا..
قال: أشوف وشك علي نكد!
قلت: روح اللي لا يرجعك يا رجيم!
قال في تحد: راجعلك يا باشا.. واللا أقولك أنا معاك ليل نهار في كل عتمة ليل.. وكل طلعة نهار..
وكما جاء.. ذهب.. وبقي كرسيه خاليا والباب كما كان .. موصدا من الداخل! {
Email:[email protected]
هذه صفحات مجهولة من صفحات الاهرام عبر مشوار صحفي طوله نحو 140 سنة.. للاجيال الصحفية التي تبشر بخير كثير في رحلة الشقاء والمعاناه وحب مصر
قد يكون ما جرى حقيقة وواقعا.. وقد يكون مجرد فانتازيا صحفية.. لا أكثر ولا أقل.. الاختيار لك !
لمزيد من مقالات عزت السعدنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.