الغربية .. المحافظة الوحيدة علي مستوي الجمهورية، التي ليس لها ظهير صحراوي، يسمح بإيجاد حلول لمشكلاتها المستعصية، حيث تعاني المحافظة من مشكلة »العشوائيات» وانتشار البلطجة، ورواج تجارة وتعاطي المخدرات خاصة بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات، ففي غياب القانون نشأت 47 منطقة عشوائية بمدن محافظة الغربية الثماني، تحولت الي قنابل موقوتة. حيث إنها مناطق محرومة من المرافق والخدمات الأساسية، مما يجعلها تفرز مشكلات عديدة، تؤرق المجتمع، وتؤثر سلبياً علي أمنه واستقراره، وتنتشر بين سكانها أمراض: الفقر والبطالة والانحراف والجريمة والإدمان، علمًا بأن هذه المناطق يعيش فيها حاليًّا نحو مليون و500 ألف نسمة من إجمالي عدد السكان بالمحافظة، والذي يبلغ نحو 4 ملايين و300 ألف نسمة، كما تبلغ نسبة الأمية علي مستوي المحافظة 25% ومعدل البطالة 11%. ففي مدينة طنطا، ووفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الصادر في 2006، ومركز معلومات المحافظة، توجد 9 مناطق عشوائية، تضم 227 ألفًا و453 نسمة، وفي المحلة الكبري 8 مناطق، يعيش بها 359 ألف نسمة. وفي مدينة كفر الزيات 3 مناطق، بها 1293 نسمة، بالإضافة إلي سمنود التي يوجد بها 3 مناطق أيضًا، يعيش فيها 16 ألفًا و675 نسمة، وبسيون 4 مناطق، بها 8520 نسمة، كما يوجد بمدينة قطور منطقتان عشوائيتان، يعيش بهما 3468 نسمة، وفي السنطة منطقة واحدة، بها 3060 نسمة.. بإجمالي 47 منطقة عشوائية علي مستوي المحافظة، يعيش فيها 693 ألفًا و557 نسمة. وعلي الرغم من أن التقرير يشير إلي أنه تم تطوير 19 منطقة عشوائية من ال 47 منطقة، خلال السنوات العشر الماضية، فإن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا التطوير الذي رصده التقرير يظل حبرًا علي ورق؛ حيث ما زالت هذه المناطق تعج بالعشوائية والمشكلات المترتبة عليها.. بل إن بعض هذه المناطق أصبح بؤرًا لتكاثر المجرمين والخارجين عن القانون، كما في بعض مناطق مدينة طنطا (العاصمة)، مثل مناطق: كندليه، والسلخانة، وتل الحدادين، والكفور القبلية، وكذلك في مدينة المحلة الكبري، مثل مناطق: سوق الجمعة، وسوق اللبن، وأبو دراع، والرجبي، ومحلة البرج، وصندفا، والششتاوي، والجمهورية، ومحيي سعد، المجاورة لشركة مصر للغزل والنسيج. أما العشوائيات في ريف «الغربية»، فقد أصبحت ظاهرة بفعل التعديات الصارخة علي الرقعة الزراعية الخصبة، مما أهدر آلاف الأفدنة الزراعية علي الدولة، مما يتطلب تفعيل قانون تجريم هذه التعديات، وتشريع قانون آخر يفرض غرامات مالية علي أصحاب هذه التعديات، لتتم الاستفادة بها في استصلاح أراضٍ صحراوية جديدة. من جانبه، أكد اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، أن ملف تطوير العشوائيات يأتي في مقدمة الأولويات؛ مراعاة للبعد الاجتماعي والمعنوي لسكان المناطق العشوائية، ولعدم وجود ظهير صحراوي لمحافظة الغربية، وأضاف أنه تمت مناقشة موقف تطوير المناطق غير الآمنة المدرجة بالخريطة القومية للمناطق العشوائية، حيث تم اختيار منطقة «كندليه» بحي ثان طنطا، ومنطقة «حسن شحاتة» بالعجيزي، و«الغفران« بحي أول طنطا، ومنطقة «سوق اللبن»، و«صندفا»، و«محلة البرج« بالمحلة الكبري، كمناطق ذات أولوية في عملية التطوير، وأشار المحافظ إلي اهتمام الدولة بهذا الملف المهم، حيث وافق صندوق تطوير العشوائيات علي اعتماد 20 مليون جنيه، كدفعة أولي لمحافظة الغربية، لتطوير العشوائيات بها، حيث تتضمن خطة التطوير رفع كفاءة شبكات: مياه الشرب والصرف الصحي، والرصف، والإنارة، وغيرها من المرافق والخدمات الضرورية لسكان هذه المناطق.