كشف تقرير حكومى عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وتقرير آخر لمركز معلومات محافظة الغربية أن "العشوائيات" قنبلة موقوته تهدد المحافظة، وأنها من أهم المشاكل التي نشأت في غياب القانون. وأشار التقرير إلى أن المناطق العشوائية بالغربية بلغ عددها 47 منطقة عشوائية بمدن المحافظة، وهي مناطق محرومة من المرافق والخدمات الأساسية؛ مما يجعلها تفرز مشكلات عديدة تؤرق المجتمع وتؤثر سلبيًّا على أمنه واستقراره، وتنتشر بين سكانها أمراض الفقر والبطالة والانحراف والجريمة والإدمان وغيرها من المشكلات التي أصبحت خصائص عامة مميزة لهذه المناطق، خاصة إذا علمنا أن هذه المناطق يعيش فيها حاليًّا نحو مليون و500 ألف نسمة من إجمالي عدد السكان بالمحافظة، والذي يقدر بنحو 4 ملايين و700 ألف نسمة، كما تبلغ نسبة الأمية على مستوى المحافظة 25% ومعدل البطالة11%. ففي مدينة طنطا ووفقًا للتقرير توجد 9 مناطق عشوائية بها 227 ألفًا و453 نسمة، وفي المحلة الكبرى 8 مناطق يعيش بها 359 ألف نسمة، وفي مدينة كفر الزيات 3 مناطق بها 1293 نسمة، بالإضافة إلى سمنود التي يوجد بها 3 مناطق أيضًا، يعيش فيها 16 ألفًا و675 نسمة، وبسيون يوجد بها 4 مناطق يسكنها 8520 نسمة، كما يوجد بمدينة قطور منطقتان عشوائيتان يعيش بهما 3468 نسمة، وفي السنطة منطقة واحدة بها 3060 نسمة، بإجمالي 47 منطقة عشوائية على مستوى المحافظة يعيش فيها 693 ألفًا و557 نسمة. وعلى الرغم من أن التقرير يشير إلى أنه تم تطوير 19 منطقة عشوائية من ال 47 منطقة خلال 2014، فإن الواقع يؤكد أن هذا التطوير الذي رصده التقرير يظل حبرًا على ورق، حيث ما زالت هذه المناطق تعج بالعشوائية والمشكلات المترتبة عليها، بل إن بعض هذه المناطق أصبحت بؤرًا لتكاثر المجرمين والخارجين عن القانون، كما في بعض مناطق مدينة طنطا العاصمة، مثل مناطق " كندلية، والسلخانة، وتل الحدادين، والكفور القبلية"، وكذلك في مدينة المحلة الكبري، مثل مناطق "سوق الجمعة، وسوق اللبن، وأبو دراع، والرجبي، ومحلة البرج، وصندفا، والششتاوي، والجمهورية، ومحيي سعد" المجاورة لشركة مصر للغزل والنسيج؛ مما يجعل هذه المناطق وغيرها تشكل خطرًا داهمًا على استقرار المدينة العمالية، بما تمثله من زيادة في نسبة الجريمة بمختلف أنواعها، وهو ما يضاعف من الجهود الأمنية المبذولة للسيطرة على هذه الجرائم التي أصبحت تهدد الأمن العام للمواطنين داخل وخارج هذه المدينة التي تضم نحو مليون و500 ألف نسمة، ويتردد عليها يوميًّا ما يقرب من 100 ألف نسمة يعملون في مصانع الغزل والنسيج المنتشرة في ربوع المدينة والقرى التابعة لها. يذكر أن محافظة الغربية حاولت بالفعل تطوير منطقة كندلية العشوائية بطنطا بتكلفة 50 مليون جنيه، إلا أنها قوبلت برفض عدد كبير من سكان المنطقة لهذا التطوير؛ لرفضهم الانتقال إلى أماكن أخرى وتمسكهم بالبقاء بتلك المنطقة العشوائية التى تعج بالعديد من المشاكل؛ على أمل أن يأتى 2015 بحلول جذرية تنتشل سكان تلك المناطق من هذا الإهمال.