في حياتنا أشياء نفقدها، وأشياء نتخلى عنها، وأشياء ننساها، وغالبا لا نهتم، فالرحلة قصيرة، ولا وقت نضيعه، لكن في مرحلة ما يبدأ الشعور بالندم، لماذا فعلت هذا ولم تفعل ذاك، أسئلة لا تنتهي، وجدل لا يتوقف، بين ما كان، وما ينبغي أن يكون، ومن منا لا يندم؟! في كل تجربة هناك مراحل نحبها، وأخرى نكرهها، ولكل مرحلة طبيعتها، وكذلك ظروفها، أحيانا نعرف ما نريد، وأحيانا نفقد الاتجاه، ولكل اختيار تبعاته، لا يمكن الحصول على كل شيء، في الربح خسارة، وفي الخسارة ربح، لا تتوقع غير ذلك، وهذه خلاصة التجربة. لكل مرحلة أحلامها وأوهامها، والفرق كبير، لكننا لا نراه، لأننا نعيش الوهم، وننسى الحقيقة، والحقيقة دائما صعبة، لكل شيء تاريخ صلاحية، وأيضا تاريخ انتهاء، وفي لحظة تحدث المفاجأة، أشياء كثيرة تتغير، حتى الحياة تأخذ شكلا آخر، وهنا يأتي الإدراك متأخرا. على الطريق لا شيء مضمون، وكل الاحتمالات واردة، أحيانا تصيب الحسابات، وأحيانا تخطىء، وبعض الأخطاء قاتلة، والسؤال المطروح: أيهما أقوى..الإنسان أم الظروف، لا أحد يملك الإجابة، المهم ألا نجري وراء السراب، ولا نتوقف طويلا عند الألم. الوجود تجربة صعبة، مرحلة تنتهي، لتبدأ أخرى، أشياء تتلاشى، وأشياء تلوح في الأفق، الطريق يلف ويدور، ونحن أيضا ندور، ومع كل دورة، هناك دائما شيء مختلف. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود