لا حدود لقدرات الإنسان، المهم إيمانه بنفسه، وثقته في قدراته، لن أستطيع مالم أحاول، وأنا أحاول إذن أنا موجود، لكن المحاولة وحدها لا تكفي، بل لابد من رؤية، والرؤية يلزمها معرفة، والمعرفة أن تعرف نفسك، وحين تعرف ..تصل، والوصول بداية، ولكل بداية نهاية، والطريق طويل. والسؤال: إلي أين نحن ذاهبون؟ لا أحد يعرف، ربما نتخيل أننا نعرف، لكن الحقيقة شيء والوهم شيء آخر، ونحن لا نعرف لأننا لا نريد أن نعرف، فنحن منهكون، وأحيانا غائبون أو مغيبون، والخلاصة أننا لا نعرف، ولا نعرف أننا لا نعرف، وهكذا نحن حاضرون وفي نفس الوقت غائبون، وهذه مشكلة أخري. الحياة دوامة لا ترحم، ومن البديهي أن تحدد أولوياتنا، قل لي ماذا تريد أقل لك من أنت، حينما لا تدرك ما تريد، تجري وراء ما لا تريد، وتدور في حلقة مفرغة، الدوران يحرمنا التوازن، والاتزان مع النفس هو الأهم، والقاعدة.. لا توازن بلا تركيز، ولا تركيز بلا توازن، والتحدي : كيف نحقق التوازن في عالم بلا توازن؟! أحلامنا لا تنتهي، وكذلك طموحاتنا، ولا مشكلة في الطموح، المشكلة في الطمع، الرغبة في الاستحواذ تحكم العالم، الهيمنة حلم الإنسان الأول، والتملك حلمه الثاني، ولكل مرحلة أطماعها، ونحن نشقي من أجل طموحاتنا، خاصة حين تفوق قدراتنا، والحل في وقفة مع النفس، لكننا لا نعرف التوقف، فأوهامنا تقودنا لمصيرنا. السعادة أيضا حلم، لكنه الحلم البعيد، فالشكل عكس المضمون، والمظهر غير الجوهر، وفي الحياة لابد من هدف، الهدف يجعل لوجودنا معني، به ندرك حقيقة الوجود، وسر الوجود، لكننا نطلب المستحيل، ونجري وراء السراب، وكل سراب يقود إلي سراب، ومن السراب ما قتل. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود