أخشي أن يأتي يوم وتصدق نبوءة بوتفليقة في الجزائر وميشيل عون في لبنان وبشار الأسد في سوريا وتثبت التجربة وقادم الأيام أننا حولنا بأيدينا الثورة في مصر إلي ابتلاء وأدخلنا البلاد النفق بدلا من الربيع العربي. فما يحدث هذه الأيام من تراجع وتهديد بتعطيل المسار الانتخابي والديمقراطي ورفض ومقاطعة جولة الإعادة للانتخابات وارتفاع الصوت في التحرير بتشكيل مجلس رئاسي ما هو إلا انقلاب علي الثورة في كل الأحوال وأننا أصبحنا مؤهلين للتعاطي مع المسار الديمقراطي ومازال فريق منا عاشقا للفوضي ويرنو دوما لحكم الفرعون الديكتاتور. مشهد الخلافات والتجاذبات والفساد السياسي والدس والتحريض ومحاولة كل واحد من تجار المواجع هذه الأيام المتدثرين بعباءة الناشطين والمناضلين للحصول علي مكاسب فردية ذاتية بعيدا عن مصلحة الوطن, فاضح وكاشف لهؤلاء, فشاهدوا ماذا يفعل حمدين وأبوالفتوح, خسرا كثيرا من انصارهما واتباعهما. من يعتقد أن أزمات مصر ستنتهي وتحل خلال الأيام المقبلة بعد انتخابات الإعادة واهم, فالقادم أكبر وفاضح ولا أقول أسوأ فنحن بعد يومين ينتظرنا كابوسان مزعجان عندما تصدر المحكمة الدستورية العليا أحكامها بشأن قانون العزل السياسي وفرص استبعاد شفيق وكذلك خطأ وعدم قانونية انتخابات مجلس الشعب الأخيرة, الأمر الذي ربما يستتبعه حل البرلمان, تصوروا لو حدث السيناريوهان. ظاهر القراءة يؤكد أنه من المحتمل أن يبقي شفيق في السباق الرئاسي, ولكن البرلمان سيحل وهنا ستقع الكارثة والإخوان لن يسكتوا أو يقبلوا وبالتالي سيتصاعد سيناريو الفوضي والفلتان والفتن والقلاقل ويمنع شفيق من الوصول الي القصر الرئاسي, وإذا حدث السيناريو الآخر وتم استبعاد شفيق وحل البرلمان وإعادة انتخابات التشريعية والرئاسية فسنعود الي مربع الفوضي والارتباك السياسي عامين آخرين. وتمكث الثورة في النفق طويلا, وهذا أمر مرجح وليس مستبعدا وستكون حيرة المصريين مضاعفة, وسيكون الفراغ المطلق المعادل للفوضي هو سيد الموقف الآتي في مصر. في كل دول العالم التجربة تصحح أخطاءها دوما ولكن في مصر يحدث العكس وأخشي أن يأتي يوم يكفر فيه المصري بالثورة ويصبح البلد مفتوحا علي المجهول, فهل لنا أن نمنع هذا السيناريو الكابوس سريعا. المزيد من أعمدة أشرف العشري