جاءت دورة الالعاب الاوليمبية التى جرت على مدار الايام الماضية لتكشف عورات الرياضة المصرية.. واستفحال ازماتها على الرغم من جبل التفاؤل الذى أثقل به مسئولو اللجنة الاوليمبية كاهل المواطن المصرى بان البعثة ستعود محملة بالذهب والفضة والبرونز وكأنها ستدخل مغارة على بابا لتحصل منها على ما تشاء لاسيما أن الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة وفرت كل شيء من امكانيات مادية وتسهيلات ومعسكرات داخلية وخارجية وخلافه .. ولكن تمخض الجبل عن ثلاث ميداليات فقط من نوع البرونز. وتبدو قمة المفارقة ان المؤسسة العسكرية كانت صاحبة إسعاد الشعب المصرى من جديد .. فقد كانت هناك ميداليتان من نصيب ابناء جهاز الرياضة العسكرى برئاسة اللواء مجدى اللوزى التى كشفت مرة اخرى عن انها تمتلك التوليفة السحرية لصناعة الابطال .. بعد اهمال مشروع البطل الاوليمبى بفعل فاعل على الرغم من انه كان من اسباب التفوق فى دورة اثينا التى شهدت اكبر انجاز لابناء المحروسة بالحصول على خمس ميداليات متنوعة فى عهد حسن صقر .. كما ان عفاف هدهد صاحبة المركز الخامس فى الانجاز التاريخى للرماية المصرية على مدار تاريخها تنتمى لهذه المؤسسة المحترمة .. فى حين ان بطلة التايكوندو هداية ملاك اعدت نفسها فى الولاياتالمتحدة بمساعدة كل من والدتها الحاصلة على الجنسية الامريكية واللواء احمد الفولى رئيس الاتحاد الافريقى ومن خلال دراستها فى الجامعة الامريكية والتى منحتها الفرصة الكاملة فى التدريبات والاشتراك فى المسابقات الكبرى فى الولاياتالمتحدة. وهذا هو حال القوات المسلحة فى كل وقت وحين شعارها «جاهز يا افندم» .. فى اشارة الى انها على طول الخط مستعدة لصناعة الفرحة للشعب المصرى فى اى وقت ومكان وزمان طبقا لمنظومة ناجحة بقيادة الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والانتاج الحربى الذى يحرص فى كل لقاء معنا ومع الرياضيين على التأكيد بضرورة رفع اسم هذا البلد عاليا فى كافة المحافل حتى تساير الطفرة التى تعيشها مع القائد الاعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتتعدد اسباب الاخفاق وراء ما حدث فى اوليمبياد البرازيل ولابد ان نضع اليد عليها بمشرط الجراح حتى نجد العلاج قبل فوات الاوان لاسيما فى ظل تأكيد القيادة السياسية على ان الرياضة أمن قومى .. ولذلك لابد من اختيار العناصر الرياضية ذات الكفاءة والمدركة لابعاد هذا المعنى بعيدا عن التصريحات الجوفاء التى تنال من عزيمة الابطال .. ونتوقف عن رفع شعار «المشاركة من اجل التمثيل المشرف» .. وهو ما تثبته تجارب الدول الاخرى التى شاركت فى «ريو» .. فقد دفعت بأفضل العناصر لديها من أجل حصد الميداليات او على الاقل الحصول على مرتبة متقدمة مثلما هو الحال للمغرب التى تنازلت عن خمسة مقاعد لها فى الملاكمة على الرغم من تأهل لاعبيها للاوليمبياد لشعور المسئولين هناك بانه لا جدوى من وجودهم .. ونفس الشيء فعلته جنوب افريقيا التى رفضت مشاركة اى لاعب تأهل على المستوى القارى بل لابد ان يكون ذلك عن طريق العالمية فقط. وعلى الرغم من الحديث الكثير عن الاستعداد للدورة الاوليمبية فإنه وعلى مدار السنوات الاربع الماضية لم يتم التركيز على بطل واحد او اثنين يمكن الرهان عليهما فى ريو مثلما تفعل الدول الاخرى المتأخرة عن مصر بسنوات طوال فى عالم الرياضة مثل كينيا واثيوبيا وقطر .. فعلى الرغم من ان بعثة الفراعنة كانت الاكبر من ناحية العدد الا ان هذه الدول عرفت كيف تدير امورها بحصد ميداليات ذهبية وفضية بافضل عدد من المشاركين بعيدا عن العدد.. كما انها راهنت على الناحية النفسية للاعبيها قبل السفر بالحديث المستمر عن الميداليات ومنصات التتويج. واذا كان لابد من حساب المقصرين عما جرى فى الاوليمبياد .. فانه لابد ايضا من الاشارة الى ان هناك اتحادات فعلت اقصى ما لديها وحاولت ان تنافس ولكن ليس فى الامكان ابدع مما كان مثلما هو الحال لاتحاد السباحة الذى حقق ارقاما جديدة لسباحيه مثل احمد اكرم وفريدة عثمان .. وايضا فريق السباحة التوقيعية الذى احتل المركز السابع فى الترتيب العام .. ولكن لابد من ترتيب الاوراق مستقبلا مع هؤلاء الابطال من خلال كثرة الاحتكاك والعمل على الاقتراب من النجوم الافذاذ فى الدول الاخرى التى يتطلب صناعتهم سنوات طويلة.