برغم التحذيرات والإرشادات فى الشواطئ وحمامات السباحة، ورغم التوجيهات المقدمة للآباء والأمهات، فإن نسبة كبيرة من الأطفال معرضون للغرق كل عام، خاصة فى موسم الصيف بالشواطئ وحمامات السباحة، ونتيجة عدم الانتباه، لعمق المياه المناسب للطفل أو العوم مع زيادة موجة البحر أو لوجود دوامات. أو السباحة بعد تناول الطعام مباشرة أو لبذل جهد كبير فى رياضة أو لعب، فيحدث شد عضلى مفاجئ أو إرهاق يتسبب فى عدم قدرة الطفل على السباحة ويغرق. ........................................................ ينصح أحمد محمد طاهر خبير ومدرب الغطس الدولى فى شرم الشيخ، الآباء بضرورة ملاحظة الطفل فى أثناء السباحة، حتى لو كان ماهرا فيها. والالتزام بتعليمات منقذى البحر برفع الأعلام حول حالة الشاطئ، فالعلم الأبيض يعنى: مسموح بالسباحة والبحر هادئ، والأحمر يعنى: مسموح بالسباحة لكن البحر خطر ويجب عدم الدخول فى عمق البحر، والأسود يعنى غير مسموح بالسباحة تماما. كما يجب تعليم الأبناء والبنات مهارات السباحة والإنقاذ فى عمر مبكر والاسعافات الأولية للغريق، والجلوس فى الظل فى الحر وتجنب ضربة شمس التى تتسبب بالدوار فى أثناء السباحة، وكذلك تجنب نزول للبحر فى أوقات الذروة ما بين العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، والانتباه لقناديل البحر لأن لسعتها المؤلمة تمنع الإنسان من السباحة الجيدة .وتعرضه للخطر. كما ينصح بمراقبة حركة الطفل فى أثناء السباحة لتجنب ابتلاعه للماء. والذى يظهر آثاره بعد السباحة، لدخول كمية من المياه إلى الرئتين. وتظهر أعراض ما يسمى بالغرق الجاف فى العطس بسبب تهيّج الرئتين، وصعوبة التنفس خاصة فى أثناء النوم، وألم بالصدر، وإفراز عرق غزير، وظهور زرقة فى الجلد بسبب نقص الأوكسجين فى الدم، ويجب نقله فورًا للمستشفى دون أى إبطاء. وقال خبير الغطس: إن أفضل وسيلة لحماية الطفل من مثل هذه الحوادث هى عدم تركه وحده ولو ليستحم فى البانيو، وأن يكون تحت مراقبة دائمة، ووضع حواجز حول حمام السباحة، أو أبواب لمنع الأطفال من الدخول إليها وحدهم. والمراقبة اللصيقة للأطفال من قبل الآباء حتى من يبدأون بالمشى وحتى سن الخامسة، فيجب على الآباء عدم وضع حوض السباحة فى المنزل حتى بلوغ الطفل أكثر من خمس سنوات، فيكون حوض السباحة أحد أسباب الغرق، وعدم ترك الطفل الصغير يتجول بالقرب منه دون رقابة من الأبوين، حيث يمكن أن يسقط فى الماء دون أن يحدث صوتا. وكذلك تجنب استخدام الزحافات المائية، لسهولة انقلابها بالماء، وفى نفس الوقت فإن أى شخص يراقب الطفل يجب أن يكون على معرفة بعملية إنعاش القلب والرئتين التى يمكن أن تساعد كثيراً فى إنقاذ حياة طفل تعرض لحادثة غرق، وبتفريغ المياه من رئتيه وجوفه والاستعانة بطبيب لإنقاذه. وينصح الخبير الآباء بعدم ترك الطفل يستعمل الألعاب أو العجلات المنفوخة بالهواء أو الأجنحة التى تلبس بالذراعين، لأن هذه الوسائل لا تقى من الغرق ولا تكون بديلاً عن سترات النجاة، لأن مثل هذه الأدوات تصبح خطرة وعديمة الجدوى إذا أفرغ منها الهواء فجأة، أو إذا أفلتت من يد الطفل، وهنا تكون سترات النجاة ضرورية، فيجب أن يرتديها كل فرد بالعائلة إذا كانوا على متن مركب فى رحلة بحرية أو نهرية، وتوجد سترات مخصصة حسب السن والحجم، كما أن الأطفال الكبار والمراهقين يتعرضون أيضاً لحوادث الغرق بالرغم من معرفتهم للسباحة، وتكون أغلب الحوادث فى الأماكن البعيدة عن المراقبة، وبخاصة المياه المليئة بالأحجار، فيعتقد السباح أنه يستطيع السباحة فيها بصورة أفضل، فكثير من السباحين يصابون بجروح خطيرة بسبب حوادث الغطس ويمكن أن يكون منها إصابات خطيرة فى العمود الفقرى وتحدث شلل عام وصدمات بالمخ، نتيجة ممارسة الغطس بصورة خاطئة.