فى أثناء البحث عن اختيار الكلية المناسبة لإبنى بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة وجمع معلومات عن أفضل الشهادات الدولية المعتمدة على شبكة الإنترنت احترت من كثرة أنواع الشهادات والكليات والجامعات ، وقررت أن استعين بخبرة الزملاء والأصدقاء الذين لديهم تجارب مع أولادهم فى هذا الشأن وتذكرت أيام زمان لما كانت النتيجة بتظهر وأمامنا عدد محدود من الكليات طبقاً للحد الأدنى لمجموع الطالب فى الثانوية العامة ورغبته التى يدونها فى ملف مكتب التنسيق حيث كنا ندون الرغبات يدوياً ولا تزيد عن 30 رغبة ثم زادت ل 40 رغبة. ولكن حيرتى زادت بعد أخذ رأى الزملاء وفوجئت بهذا الكم من الشهادات والجامعات فهناك من نصحنى بإلحاقه بجامعة فى أوكرانيا وآخر فى لبنان أو الأردن إذا كنت أفضل الطب أو الصيدلة أو الأسنان والمفاجأة أن السودان أيضاً دخلت المنافسة وبأسعار مغرية وهناك عروض من ماليزيا وأندونسيا ، ولكن الحقيقة أنا لم اقصد على وجه الإطلاق البحث عن تعليمه خارج مصر فمجموعه ممتاز ودرجات اللغات فوق الإمتياز ولكن كنت اقصد اختيار شهادة تؤهله للعمل فى أى مكان بالعالم وتذكرت مشهد لعادل إمام فى مسرحية" شاهد ما شافش حاجة" ثم أنا ماعنديش تليفون " فى إشارة منه لمطالبة شركة الإتصالات بفاتورة دفع كبيرة رغم أنه لا يمتلك تليفون وبالمثل فإن ابنى درس بالشعبة الأدبية ولا يصلح معه الكليات العلمية ولكن فؤجئت أن الإلتحاق ببعض هذه الجامعات لا يشترط شعبة معينة علمية أو أدبية. وحتى لا اطيل عليكم اكتشفت من خلال رحلة البحث عن الجامعة المناسبة أن النظم التعليمية" بتاعتنا "بتضرب فى مقتل وأن كثير من أولياء الأمور يفضلون تعليم أبنائهم فى الخارج رغم ارتفاع سعر الدولار فقط ليحققوا أحلام أبنائهم ولضمان مستوى تعليمى متميز وأننا للأسف لا نصدر لهذه الجامعات عقول أبنائنا بل نزيد مستوى الدخول فى هذه الدول من خلال السياحة التعليمية خاصة فى الجامعات التى تتطلب تواجد الطالب وإقامته الدولة التى يدرس بجامعة فيها. ونحن ندق ناقوس الخطر بأنه لابد من إعادة النظر فى نظمنا التعليمية الجامعية وتحسين الخدمة التى تقدم لأبنائنا وتشجيع الإستثمار فى إنشاء جامعات خاصة بمستوى يضاهى هذه الجامعات فبات من الواضح أن أقسام اللغات بالجامعات المصرية ونظم البرامج التى تقدم بها لم تعد تشبع رغبات الطلاب وأولياء أمورهم والتى أصبحت لا تقتصر على مستوى مادى معين. [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة