أعلنت جائزة «مان بوكر» العالمية عن القائمة الطويلة للروايات المرشحة للجائزة لعام 2016، حيث ضمت القائمة 13 رواية، منها رواية للكاتب الجنوب أفريقى جون ماكسويل كوتزى الذى يعد أول روائى يفوز بالجائزة مرتين عامى 1983 و1999، ومرشح للفوزللمرة الثالثة للفوز هذا العام، بالإضافة إلى حصوله من قبل على جائزة نوبل للآداب عام 2003 . وبالإضافة إلى كوتزى هناك أيضا من بين المرشحين كتاب معروفون مثل ديبورا ليفي،إيه.إل كيندي، اليزابيث ستراوت. وتضم القائمة 4 روايات هى التجارب الأولى لكُتابها، وقد قوبلت القائمة الطويلة بعد الإعلان عنها بانتقادات كثيرة، وذلك لغياب التنوع العرقى والإثنى فيها: فمن بين 13 كاتبا هناك ثلاثة كُتاب فقط من غير البيض. وتضم القائمة 5 روايات لكُتاب أمريكيين و 6 لكُتاب بريطانيين ورواية لكاتب كندى وآخر من جنوب إفريقيا، وكُتبت 7 منها بواسطة روائيات. وقالت رئيسة لجنة الحكام أماندا فورمان إن 2016 «سنة مثيرة»، منوهة بسعة النطاق الإبداعى للأعمال المرشحة ونوعيتها العالية، مؤكدة أن كل رواية «أثارت نقاشاً حاداً وساخناً بين أعضاء اللجنة» . ولعل المفاجأة الكبرى على القائمة هذا العام هى رواية البريطانى الاسكتلندى الأصل جرايم ماكرى بورنيت البوليسية المشوقة «مشروعه الدموى» التى طبعتها فى العام الماضى دار نشر صغيرة مغمورة، ولم تلق مراجعات واسعة من النقاد إلا أنها حظيت بنسب مرتفعة لافتة ضمن تصويت لجنة التحكيم, الأمر الذى دفع بعض النقاد و الصحف للتلميح أخيرا بأن ذلك قد يكون مؤشرا لتصبح تلك الرواية هى الرواية البوليسية الأكثر اقترابا من أى وقت مضى لنيل الجائزة، خاصة مع فوز الكاتب الجامايكى مارلون جيمس بالجائزة العام الماضى عن روايته «تاريخ موجز لسبع جرائم قتل»، والتى صدرت أيضا عن ناشر مستقل مغمور، وغلبت عليها أجواء الجريمة والمكائد السياسية وحرب العصابات خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضى بجامايكا، وتضمنت أصواتا متعددة واتجاها تجريبيا فى اللغة مما يراه البعض قاسما مشتركا بين روايتى جيمس وبورنيت. وتدور الرواية حول جريمة قتل ثلاثية فى المجتمع الاسكتلندى بعد عام 1869 والقبض على رودريك ماكراى البالغ من العمر 17 عاما والذى تقف كل الدلائل والتقارير الصحفية والشرطية والطبية ضده فيعترف بذنبه بسهولة . ويحاول محاميه البحث فى أسباب عدم دفاعه عن نفسه وارتكابه الجريمة ليكتشف لغزا حقيقيا مثيرا. وأُُدرج الكاتب الجنوب إفريقى جون ماكسويل كوتزى الذى فاز بالجائزة فى عام 1983 عن روايته «حياة وأزمنة مايكل كي» ثم فى عام 1999 عن رواية «العار» على القائمة الطويلة عن روايته «أيام دراسة المسيح» التى لن تُنشر إلا فى سبتمبر المقبل. ويعنى هذا أن قلة خارج دائرة حكام جائزة مان بوكر قرأوها. والمعروف عن الرواية انها متابعة لروايته التى صدرت عام 2013 «طفولة المسيح»، وهى رواية أثارت حيرة كثيرة من القراء وإعجابهم أيضا، فيما قالت صحيفة «الجارديان» فى وصف الرواية أنها : «سرد كافكاوى جديد لقصة ميلاد المسيح». وتوقعت رئيسة لجنة التحكيم اليزابيث فورمان أن تثير الرواية الجديدة عقب انتشارها القدر نفسه من الحيرة التى أثارتها رواية «طفولة المسيح»، وبالرغم من عدم نشر الرواية بعد وتوزيعها على نطاق واسع إلا أن وجود كوتزى بالقائمة الطويلة ساهم فى إثارة التكهنات والتساؤل فى الأوساط الأدبية الغربية حول ما إذا كان سيصبح صاحب نوبل أول فائز بجائزة «المان بوكر» لثلاث مرات فى تاريخها. وتتحدى رواية «بيع الجميع» للكاتب الأمريكى بول بيتى المعتقدات المقدسة لدستور الولاياتالمتحدة، والحياة الحضرية، وحركة الحقوق المدنية والمبادئ المقدسة لأمريكا حول المساواة العرقية من خلال حكاية شاب أمريكى من أصل إفريقى قضى طفولته فى قرية زراعية معزولة على الحدود الجنوبية لولاية لوس انجلوس، عانى من العنصرية بعد مقتل والده على يد الشرطة. وتتناول رواية «الجميل الجاد «للبريطانى إيه إل كيندى حكاية رجل طيب ذى ضمير حى فى عالم سيىء. وهو موظف كبير فى وستمنستر، ويكره العديد من زملائه ويحتقر عمله لحساب حكومة تشارك فى أعمال غير أخلاقية وغير قانونية لا يمكن تخيلها. ويواجه جون تحديات خطيرة وبالغة من أجل إرضاء ضميره. وتستكشف رواية «حليب ساخن « للبريطانية ديبورا ليفى جوانب غير معتادة من الأمومة قد تصل لدرجة البشاعة أحيانا من خلال علاقة معقدة بين امرأة مسنة, تعانى من شلل غامض الأسباب, تصل وابنتها لقرية صغيرة مدفوعتين للبحث عن علاج خارج حدود الطب التقليدى، وتنفق الابنة كل ما تملك لعلاج والدتها ، وتعانى خلال ذلك من علاقة غريبة وصعبة مع الأم المريضة التى دائما ما تكون غاضبة لحد يقترب بعلاقتهما دائما من حافة الانهيار. وتجعل رواية « Hystopia» للأمريكى ديفيد مينز من حرب فيتنام خلفية محورا لأحداثها، وتحكى الرواية, الأولى لمؤلفها رؤية يوجين آلن، عن طبيب بيطرى فيتنامى يبلغ شابا يتعرض لصدمات واقع مجنون ، سواء الوطنية منها أوالشخصية،كما يتناول العمل تداعيات بعض الجرائم التى ارتكبت خلال تلك الحرب وكيف تم محو ذكريات الجنود من خلال الأدوية. وتعد رواية «الكثيرون» للبريطانى ول مينموير التجربة الأولى أيضا لكاتبها ونشرت بواسطة ناشر مستقل مغمور ولم تتلق أى نقد أو عروض فى الصحف والصفحات الأدبية الشائعة إلا أن هذا لم يهم لجنة التحكيم التى صوتت للرواية التى خرجت لحيز الوجود كجزء من أطروحة الماجستير لكاتبها ولكنه عمل عليها وطورها، وعبر عن صدمته واندهاشه لاختيارها ضمن القائمة الطويلة للجائزة، وروايته تحكى قصة رجل ينتقل إلى منزل مهجور فى قرية صيد معزولة ليقيم فيها وتصبح حياته أكثر راحة وغرابة فى نفس الوقت. وتكشف رواية «اسمى لوسى بارتون» للأمريكية إليزابيث ستراوت كيف يمكن لزيارة بسيطة للمستشفى أن تضيء علاقة العطاء بين أم وابنتها بعد انقطاع التواصل بينهما لسنوات. كما تضم القائمة الطويلة أيضا: راوية «مياه الشمال للبريطانى إيان ماجواير، و«إيلين» للأمريكية اوتيسا موشفيج ، و«تعمل كالآخرين» للأمريكية فرجينيا ، ورواية «كل ما هناك عن ذلك الرجل» للبريطانى ديفيد سزالاي، وأخيرا رواية «لا تقل ليس لدينا شيء» للكندية مادلين ثين. ومن المقرر أن تُعلن القائمة القصيرة للجائزة- البالغة قيمتها النقدية 50 ألف جنيه استرليني - فى 13 سبتمبر المقبل بمؤتمر صحفى فى لندن، على أن يتم إعلان الرواية الفائزة فى 25 اكتوبرالمقبل.