كتبت: آمل الجيار ضربت مدينة الإسكندرية أروع مثال للوعي السياسي في نتائج المرحلة الأوليمن الإنتخابات الرئاسية لعام 2012 بحصول المرشح حمدين صباحي علي أعلي الأصوات يليه الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح ثم عمرو مرسي. وقال السكندريون كلمتهم عالية لا للنظام السابق ولا للشعارات الزائفة ولا للرشاوي الإنتخابية التي كانت تتمثل في توزيع مبالغ نقدية تبدأ من 100 جنيه للصوت الواحد بالإضافة للحصول علي بعض المواد التموينية من سكر وزيت وأرز. أما زمان فقدقدمت المدينة نموذجا للوعي السياسي وبالتحديد عام 1950 حينما رشحمحمد أحمد فرغلي باشا الذي كان يلقب بملك القطننفسه للإنتخابات في دائرة مينا البصل, وكان فرغلي يصدر 15% من جملة محصول القطن و يحتل المركز الأول في قائمة المصدرين ومن ثم انتخب وكيلا لبورصة مينا البصل, وكان أول مصري ينهي سيطرة الأجانب الطويلة علي المناصب القيادية., ويبدو أن الباشا كان يشعر بصعوبة الحصول علي المقعد البرلماني لذا قدم رشوة ضخمة للناخبين في ذلك الوقت كانت تعد أكبر رشوة انتخابية وهي جنيه مصري كامل (100 قرش) لكل من يمنحه صوته, وكانت الرشوة تتم وفقا لتكتيك محدد فكان مندوب الباشا يعطي الناخب نصف ورقة الجنيه قبل أن يدخل للإدلاء بصوته, وعند خروجه من اللجنة الانتخابية يحصل علي نصف الورقة الآخر, وكان مندوب الباشا الآخر داخل اللجنة يعطي الناخب ورقة تؤكد أنه نفذ المطلوب ليحصل علي باقة حسابه أو الرشوة الإنتخابية, وعلي الرغم من المبالغ الضخمة التي صرفت للدعاية ولزوم الإنتخابات الا أنالباشا لم ينجح بل سقط أمام مرشح الوفد رغم الجنيهات الكثيرة التي دفعها; لأن الوفد في ذلك الزمان كان يكسب في كل انتخابات لم تمتد إليها يد التزوير في النتائج, ولوعي كل مواطن سكندري بأهمية صوته في العملية الإنتخابية.