يبدو أن الذئاب المنفردة خرجت إلى الشوارع الألمانية متبعة ربما استراتيجيات لطالما حرضت عليها التنظيمات الإرهابية، فقد نفذت 3 عمليات في أقل من أسبوع أودت بحياة عشرات الأشخاص.. فقد قتلت، الأحد 24 يوليو، امرأة وأصيب شخصان بهجوم في مدينة رويتلينجن التابعة لولاية بادن فورتمبرج الألمانية.واعتقلت الشرطة الألمانية لاجئا سوريا اعتدى على ثلاثة أشخاص بساطور، فيما لا تزال أسباب الهجوم مجهولة. ويعد هذا الهجوم هو الثالث من نوعه في ألمانيا، فقد شهدت مدينة ميونيخ، الجمعة، هجوما منفردا آخرا لألماني من أصول إيرانية قالت الشرطة إنه مختل عقليا، على مركزا تجاريا أودى بحياة 9 أشخاص، وأصيب أكثر من 20 آخرين. ويبدو أن منفذ الاعتداء الذي يبلغ 18 عاما قد استوحى هجومه من جريمة المتطرف أندريس بريفيك التي هزت النرويج قبل 5 سنوات، فيما قالت تقارير إعلامية إنه خطط لجريمته منذ سنة ليدعم فرضية "الذئاب المنفردة" وهي إستراتيجية لطالما دعمتها التنظيمات الإرهابية مثل"داعش" و"القاعدة". كذلك، شهدت مدينة ورتسبورج الألمانية، بداية الأسبوع الجاري هجوما بالساطور نفذه أفغاني اسمه محمد رياض على ركاب قطار في المدينة، ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص 3 منهم حالتهم حرجة. والجدير بالذكر أن المكتب الأوروبي للشرطة "يوروبول" كان قد حذر في وقت سابق من هجمات "الذئاب المنفردة" في ألمانيا التي باتت تمثل خطرا كبيرا على الاتحاد الأوروبي. وقال "يوروبول" في بيان إن الأحداث الأخيرة في فرنساوألمانيا تظهر أن هذا النوع من الهجمات من الصعب للغاية كشفه ومنع وقوعه. وأكد المكتب الأوروبي للشرطة أن "الذئاب المنفردة" لا تزال الإستراتيجية المفضلة لدى تنظيم "داعش" و"القاعدة"، حيث دعا كل من التنظيمين في العديد من المناسبات المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية لارتكاب أعمال من هذا القبيل. ويرى محللون أن عدم الاستقرار النفسي هو العامل الوحيد الذي جمع الرجال الأربعة الذين ارتكبوا هجمات في ألمانيا خلال الأسبوع الماضي. مجموعة "كونترول ريسكس" ومقرها لندن قد أكدت في تقرير، أول أمس الثلاثاء 26 يوليو، إن هجوما بفأس وسكين داخل قطار للركاب في بافاريا، وإطلاق نار جماعي في ميونيخ، وهجوم بسكين في ريوتلنجن، وتفجير انتحاري في إنسباخ، كانت قد نفذت كلها الأسبوع الماضي جنوبي ألمانيا، ولا توجد صلة قوية بينها. وأضافت: "يبدو أن جميع المهاجمين الأربعة كانوا يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية نتجت عن خلفيتهم، ويبدو أن زيادة عدم الاستقرار العالمي يجعل من السهل على هؤلاء الناس أن يرغبوا في التعبير عن أنفسهم من خلال العنف"... "كل الجرائم ارتكبت بهدف إذكاء التوترات في البلاد... والإسراع في استقطاب المجتمع الألماني". ورغم المخاوف غير المسبوقة في ألمانيا إزاء وقوع موجة من الأعمال الإرهابية مماثلة لتلك التي وقعت في فرنسا، فإن المحللين يرون أن هناك سببا محدودا للاعتقاد أن الخلية الإرهابية التالية المنظمة والبارعة والتي لديها دافع كبير، ستهاجم برلين. لذا، يعد الهجوم الانتحاري الذي وقع في إنسباخ هو أكبر سبب للقلق، لأن المهاجم استخدم عبوة ناسفة متطورة، الأمر الذي يوضح أنه ربما كان له شركاء أو أنه حصل على دعم من شبكة إرهابية. يذكر أنه في العام الماضي، قتل في أوروبا 151 شخصا نتيجة هجوم إرهابي فيما أصيب 350 آخرون، وفق تقرير "لليوروبول" حول تطور الإرهاب في أوروبا، علما بأن التقرير لا يشمل هجمات بروكسل ونيس الأخيرة. من قلبي: من الواضح أن هذه العمليات في أوروبا هي جرس إنذار للاجئين في هذه الدول وخاصة السوريين، الذين هربوا من ويلات الحرب في بلادهم طمعا في ملاذ آمن، ولكن يبدو أن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، ليواجهوا خطرا جديدا بسبب تصرفات بعض ممن ينتمون إليهم.. ومن المؤكد أن أوروبا ستفكر مرارا وتكرار قبل أن تسمح لمزيد من الهجرة إليها.. وربما تفكر في التخلص ممن هم بالفعل على أراضيها حاليا! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن