سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأهرام ينشر محاضرات مجهولة ل «طه حسين» بالمغرب.. العميد يتحدث عن مفتاحين للنهضة العربية واستقلالها بين الأمم..
فى مصر تيار أزهرى يأتى من أعماق التاريخ وآخر غربى يأتى من أعالى البحر
حكاية عميد الأدب العربى طه حسين مع المغرب العربى عامرة بالمودة المتبادلة والاحترام الشديد وبصفة خاصة مع مؤسس مراكش الحديث الملك محمد الخامس، بدأت بالزيارة التاريخية التى قام بها «العميد» إلى المغرب فى صيف 1958 حين دعت الحكومة المغربية طه حسين لزيارتها تقديرا لمكانته الثقافية فى مصر والعالم. جاءت الزيارة بعد سنتين من عودة الملك محمد الخامس من منفاه الى مدغشقر )من 1953 إلى (1956. وحين استقبله العاهل المغربى فى قصر الضيافة بالرباط ومنحه وسام الكفاءة الفكرية بأعلى درجاته وهو وسام استحدث فى المغرب بعد الاستقلال، وشكره الملك على زيارته الداعمة كما طلب توصيل شكره الى الرئيس جمال عبد الناصر لما قام به من دعم للمغرب فى كفاحها الوطنى للتحرر من الاستعمار الفرنسى، وقال العاهل المغربى إنه «مسرور من الموقف ديالكم أمام قضية الإستقلال» ولم يكن العميد يعرف المعنى الشعبى للعبارة فسأل مستشار الملك الثقافى وقتها عن المعنى فعرف أنها تعنى «الخاص بكم» ورغم رفض طه حسين للعامية كتابة وحديثا إلا فى أضيق الحدود إلا أنه استحسن هذا التعبير الحميمى من جلالة الملك، وظل يردده فى برامجه ولقاءاته الثقافية بعد ذلك لدرجة أنه عندما ركب السفينة فى نهاية الزيارة قال لمودعيه: وجهوا التحية منى إلى جلالة الملك والبلاد ديالكم، ورغم أن انتاج العميد المقروء والمكتوب قد امتلأت به ملايين الصفحات ستظل سيرته تكشف مع الأيام عوالم سحرية مبهرة تدفع كاتبا مثل سلامة موسى يتمنى وهو يلهث خلف عبقرية العميد أن يبتليه بمثل ماابتلى به طه حسين كى يتعلم منها ويؤلف حياته بهذا الثراء الذى ألف به عميد الثقافة العربية حياته وحياتنا الثقافية. .. وفى هذا الملف يقدم الأهرام لقارئه هذه النصوص النادرة فى حياة عميد العربية طه حسين الذى اكتشفها الناقد الأدبى نبيل فرج، بعد أن عثر على هذه المحاضرات المجهولة بالنسبة لجيلنا المعاصر. وعلق عليها وقدم دراسة وافية عنها.