يواصل «الأهرام» رصد الابداعات الرياضية فى تاريخ مصر الأوليمبى منذ إنشاء الأوليمبياد 1896 بأثينا حتى أوليمبيااد لندن 2012، التى مر عليها 120 عاما وحصلت مصر خلالها على 28 ميدالية متنوعة، منها سبع ذهبيات.. والأهرام الآن يقوم بعمل نبذة تاريخية عن حياة هؤلاء الأبطال، التى بدأت بالرباع سيد نصير صاحب أول ميدالية ذهبية لمصر، والمصارع إبراهيم مصطفى الثانية والثالثة مع الأسطورة الرباع خضر التوني، أحد أعظم أبطال مصر الذى سطر اسمه بحروف من نور «ذهب» والذى انحنى له هتلر وأطلق اسمه على شوارع وميادين بألمانيا لشدة إعجابه به، والتونى كان عشقه للرياضة منذ أن كان صغيرا وكانت موهبته سببا لوصوله لهذه المكانة العالمية والأوليمبية فى اللعبة، حيث تصدر قائمة أعظم خمسين بطلا لمدة دامت قرابة خمسين عاما.. وحصل خلالها على ألقاب عديدة منها البطل الذى لا يقهر، وبطل القرن العشرين، وكان يعتز بمصريته حيث كان يرتدى الزى المصرى وقتها البدلة و«الطربوش» وسط الأجانب الذين يرتدون «الكاب».. وأطلق عليه أيضا لقب الونش المصرى والذى نال اعجاب الكثير من دول العالم من محبى الرياضة، خاصة فى ألمانيا والرئيس الألمانى هتلر، الذى صافحه فى المقصورة الرئيسية وقال له أتمنى أن تكون ألمانياً، واعتبر ألمانيا بلدك الثانى بعد تخطى الونش البافارى وايزماير بطل ألمانيا والعالم. نبذة عن التوني ولد خضر التونى فى 15 ديسمبر عام 1916 بحى شبرا بالقاهرة، عشق الرياضة منذ صغره، نشأ فى أسرة بسيطة وكان والده لديه محل صغير لبيع الجلود فى حى بين الصورين، انضم لنادى شبرا ليمارس اللعبة التى كانت هوايته منذ الصغر، وبسبب نبوغه فى اللعبة تم اعفاؤه من دفع رسوم الاشتراك فى النادي.. وفى عام 1934 كانت أول مشاركة له فى بطولة كأس الشواربى ثم بطولة القاهرة بنادى شبرا، وفاز ببطولة وزن المتوسط بمجموعة 235 كجم، وفى عام 1935 استطاع خضر التونى تحطيم أرقام قياسية عالمية فى رفعة الضغط وحقق انتصارا تاريخيا على بطل ألمانيا فى دورة برلين الأوليمبية عام 1936 وكان عمره 19 عاما، وشارك فيها على نفقته الخاصة وفيها حصل على الميدالية الذهبية فى وزن المتوسط بعد أن حطم الرقم القياسى الأوليمبى ثلاث مرات، حيث سجل مجموع رفعاته فى الدورة 387.5 كجم، وقد فاز خضر التونى فى عام 1949 بطولة العالم وأيضا ببطولة العالم فى الوزن المتوسط فى عام 1950. شارك التونى فى دورة الألعاب الأوليمبية بلندن عام 1948 وكان فرصة كبيرة للفوز بالذهبية، ولكن سوء حظه أصابه بالتهاب فى الزائدة الدودية وساءت حالته وأمر محمد طاهر رئيس البعثة المصرية بإدخاله المستشفى فورا لإجراء الجراحة ولكن البطل أصر على الوزن واللعب برغم اصابته بالالتهاب الحاد مما يؤدى لانفجارها، ولعب وحصل على المركز الرابع وسط دهشة الحاضرين والميدالية البرونزية. والحقيقة التى لابد أن يعلمها الجميع، خاصة الخبراء الرياضيين، أن بين الابداعات الرياضية الأوليمبية بطولات وحكايات بالطعم المصري، سطرت لأبطالها انجازات والتاريخ لا ينسى ولا يتجمل، ففى أوليمبياد برلين 1936 كان التونى الذهبى أسطورة ومفاجأة وحصد رباعو مصر خمس ميداليات متنوعة.. ولكن التونى ابن شبرا خطف الأضواء فى سماء برلين بعدما هز العالم كله «كلمة مستحيل» الكلمة التى قالها هتلر فى فزع عندما شاهد التونى يتفوق على كل رباعى العالم ويخطف ذهبيتى رفع الأثقال من أبطال ألمانيا فيتوتر ويصدم ببطل حقق المستحيل، وكانت صدمة هتلر فى الونش المصرى الذى استطاع أن يحطم الونش البافارى وايزمان بطل ألمانيا والعالم، والأكثر ذهولا لهتلر أن التونى حطم فى الدورة 3 أرقام قياسية عالمية أوليمبية وبرغم صدمة هتلر بإنجاز التونى إلا أنه انحنى له احتراما وتقديرا، وقال له كنت أتمنى أن تكون مواطنا ألمانيا، هذه الجملة تحمل كل معانى العزة باسم مصر.. والعالم كله أدرك معناها.. والتونى أكد بفخره أنه مصري.. وعائلة خضر التونى من الأبناء ثمانية ومنهم ولدان يعيشان فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهم أسامة التونى ومجدى التوني، وكان الرباعون الموجودون معه فى أوليمبياد برلين 1936 هم محمد محجوب، ومحمود فياض، وابراهيم شمس الشموس والسيد نصير مديرا فنيا. توفى خضر التونى فى 25 سبتمبر 1956 حيث صعق بالكهرباء بعد محاولته اصلاحها ليقوم أولاده بالمذاكرة ومراجعة دروسهم وكانت الدولة رصدت مليون جنيه مكافأة فى غرفة المفارقات القدرية العجيبة، ومن الجائزة كانت بوليصة تأمين على الحياة بقيمة ألف جنيه، وفى دورة إثينا استردها عام 1953، بهدف بناء منزل له ولأولاده فى حلوان، التونى لم يهنأ بقيمة البوليصة وفى أثناء تركيبه اللمبات الكهربائية أصيب بماس كهربائى فلقى مصرعه. تكريمه.. نال خضر التونى العديد من الجوائز والألقاب وتحدثت عنه صحف العالم، ولكن يظل أكبر تكريم له هو احتفاء الرئيس الألمانى هتلر.. أطلق اسم التونى على أحد الشوارع بالقرية الأوليمبية فى ميونيخ تكريما لانجازاته، كما أطلق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية فى الإسكندرية، وفى مدينة نضر وعلى أحد ميادين حلوان، وسيظل خضر التونى أسطورة وعلامة مصرية بارزة فى سماء اللعبة ولكن للأسف الاتحاد المصرى لرفع الأثقال لا يعترف بأبنائه، وأبطاله العظماء الذين سطروا اسم مصر بحروف من ذهب على المستويين العالمى والأوليمبي.