تحقق حلم المكفوفين لممارسة الرياضة الأكثر شعبية مع منتصف السبعينيات من القرن العشرين، بعد أن عرفت كرة الجرس طريقها إلى الوجود، وتمارس هذه اللعبة حاليًا فى أغلب دول العالم، وينظم لها المسابقات المحلية والقارية والعالمية، ولكن فى مصر يعانى المكفوفون أشد المعاناة عند ممارسة الرياضة التى يحبونها وهى كرة الجرس، لذلك نرصد هنا بعضا من تلك المشكلات التى تواجه محبى الساحرة المستديرة "للمكفوفين". قال عاشور عبد الفتاح، لاعب نادى المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين، إن لاعبى كرة الجرس يتقاضون مرتبات هزيلة تتراوح بين 150 و700 جنيه نظير التدريب الشهرى، مشيرًا إلى أن هناك أندية تتكفل بمصاريف البطولات فقط، بينما هناك أندية أخرى يتحمل لاعبوها تكاليف المشاركة فى البطولات، فضلًا عن ذلك فإن اللاعبين يتنقلون من مقار الإقامة إلى الملاعب المقام عليها المباريات مستخدمين سيارات التاكسى لعدم توفير الأندية وسائل نقل خاصة لهم. من جانبه، قال رمضان عبد الهادى لاعب نادى جمعية المستقبل لكرة الجرس، إن الدورى تأخر هذا العام إلى نهاية الموسم الكروى فضلًا عن ضغط المباريات، لافتًا إلى أن عدد المباريات التى يخوضها الفريق فى اليوم الواحد تصل إلى ثلاث مباريات، كما أن الفارق بين المباريات قد لا يتجاوز الساعة ونصف. وأضاف قائلا: إن جدول المباريات قد يكون مريحًا لبعض الفرق ومجهدا للأخرى، مشيرًا إلى أن ذلك يؤثر على تكافؤ الفرص بين الفرق المشاركة فى البطولة. وأوضح أنه فى بعض الملاعب التى أقيمت عليها بطولة الدورى العام الماضى لم تكن العارضة والقائمان مغطاة بغطاء اسفنجى لحماية اللاعبين من مخاطر الاصطدام به، وتم تجاوز هذه المشكلة هذا العام. وأشار لاعب نادى جمعية المستقبل لكرة الجرس، إلى أن هناك أندية تعانى من عدم توافر ملاعب التدريب مع العلم أن اللاعبين يتدربون على ملاعب كرة اليد والسلة والطائرة أو الصالات المغطاة عمومًا، لافتًا إلى أنه لا يتوافر فى هذه الملاعب مرمى يناسب كرة الجرس الذى يبلغ عرضه تسعة أمتار، وارتفاعه متر ونصف المتر، كما أن تأجير الملعب يكون نظير مبلغ كبير لا تستطيع الأندية توفيره باستمرار فى ظل محدودية الميزانية المخصصة لكرة الجرس، فضلًا عن ذلك فإن الكثير من الأندية ترفض تأجير ملاعبها للمكفوفين نظرًا لأن كرة الجرس البالغ وزنها 1.25 جرام تؤثر على أرضية الملاعب. الجدير بالذكر أن الاتحاد المصرى لرياضات المكفوفين نظم بطولتين هذا العام أولاها بطولة الدورى الممتاز لكرة الجرس، التى أقيمت هذا العام على دورتين كل منهما أربعة أيام، وبينهما 15يومًا، وضمت ثمانية أندية بعد اعتذار فريقين عن عدم المشاركة. وفاز فريق المركز النموذجى بالبطولة للمرة الحادية عشر على التوالى بعد فوزه بجميع المباريات، وبطولة الدرجة الثانية التى أقيمت من دورة واحدة وضمت 12 ناديًا صعد منهم الأول والثانى لبطولة الدورى الممتاز العام المقبل، وهما؛ ناديا مبارك من بنى سويف، والسلام من بنها. يرجع اختراع كرة الجرس إلى الألمانى سيب ريندله والنمساوى هاتس لورنستسين فى محاولة منهما لإعادة تأهيل فاقدى البصر فى أثناء الحرب العالمية الثانية، ودمجهم مجددًا فى الحياة العامة. وبعد انتشار اللعبة تم تقديمها إلى العالم عام1976فى الأوليمبياد الخاص بالمعاقين الذى استضافته مدينة تورنتو فى كندا، ومنذ ذلك الحين أضحت رياضة أساسية فى كل الأوليمبياد الخاصة التى تقام كل أربع سنوات. وفى عام 1978 أقيمت أول بطولة للعالم فى كرة الجرس بالنمسا، ومنذ ذلك الحين تقام بطولة العالم مرة كل أربع سنوات أيضًا بإشراف الاتحاد الدولى لرياضة المكفوفين.