تأجيل دعوى شطب منتصر الزيات من نقابة المحامين ل 25 مايو    الرئيس التنفيذي ل فوري: التحول الرقمي والشمول المالي وجهان لعملة واحدة    الإسكان: تنفيذ 3972 وحدة سكنية وتطوير المناطق الصناعية بالعاشر من رمضان    أعمال صيانة.. "تاون جاس" لسكان الزمالك: لا تنزعجوا من رائحة الغاز    وزيرة التخطيط تُلقي كلمة مصر بالقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة ببغداد    واشنطن تتحرك لرفع العقوبات عن دمشق.. مسؤولون يؤكدون بدء المراجعات الفنية    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا منذ بداية الحرب    الزمالك يدخل معسكرا مغلقا في الإسماعيلية استعدادا لمباراتي بتروجت وبيراميدز    نهائي مثير بين المغرب وجنوب أفريقيا.. وشباب الفراعنة يصارعون نسور نيجيريا لخطف البرونزية    رغم انخفاض الحرارة.. 3 ظواهر جوية تضرب مصر اليوم    ادعاء اختطاف زوج يثير الجدل.. الداخلية تكشف الحقيقة    بالأسماء 00 إصابة 7 عمال زراعيين إثر إصطدام سيارة عمالة بأخرى جامبو بصحراوى البحيرة    في اليوم العالمي للمتاحف.. جولة في المتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي أبرز معالم التراث الديني المصري    فيديو.. مصطفى الفقي ينفعل ويهدد بالانسحاب خلال لقاء مع قناة العربية: عملية استدراج.. أنتم السادة ونحن الفقراء    العربية: العثور على جثة محمد السنوار و10 من مساعديه داخل نفق في خان يونس    استجابة سريعة .. تدخل عاجل من رئيس الوزراء لحل أزمة مياه الشرب بالغردقة    رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع عقد مشروع صيني للملابس الجاهزة.. باستثمارات 15 مليون دولار    متى تقام مباراة اتلتيكو مدريد ضد ريال بيتيس في الدوري الاسباني؟    بسبب نهائي أفريقيا.. بيراميدز يشكو من تعنت رابطة الأندية ومجاملة الأهلي    الكنائس الأرثوذكسية تحتفل من قلب القاهرة بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية    عبد الصادق: الجامعات الأهلية تقدم برامج تعليمية حديثة ترتبط بالصناعة وسوق العمل    كليات الأزهر تستعد لامتحانات الفصل الدراسي الثاني.. تعليمات بتوفير المياه والمراوح داخل اللجان.. إدارة الجامعة تحذر من استخدام الهواتف وتحدد ضوابط الاعتذار الطبي    كشف ملابسات فيديو يظهر التعدي على شخص بالقليوبية    المدارس الثانوية تعلن تعليمات عقد امتحانات نهاية العام للصفين الأول والثاني الثانوي    إخماد حريق اشتعل داخل مطعم فى النزهة    سحب 944 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    بعد بريكست.. بريطانيا تقترب من اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ضمن مسار ضبط العلاقات    مصرع شخصين وإصابة 19 آخرين إثر اصطدام سفينة مكسيكية بجسر بروكلين    سيكو سيكو يتربع على قمة الموسم السينمائي    في ذكرى ميلاده ال 123، محطات فى حياة الصحفي محمد التابعي.. رئاسة الجمهورية تحملت نفقات الجنازة    حفيد عبد الحليم حافظ: العندليب لو اتجوز هينكر الجواز ليه.. شيء مش عقلانى    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    الأزهر للفتوى: أضحية واحدة تكفي عن أهل البيت جميعًا مهما بلغ عددهم    تحويل مجمع السويس الطبي إلى مستشفى رقمي يعتمد على تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    تصميم الأطفال وراثيًا يهدد التوازن الإنساني.. الخشت يطلق جرس إنذار من الكويت بشأن تحرير الجينوم البشري    10 استخدامات مذهلة للملح، في تنظيف البيت    براتب 15 ألف جنيه.. «العمل» تعلن 21 وظيفة للشباب بالعاشر من رمضان    رئيس جامعة بنها يلتقي عددًا قيادات الجامعات الصينية    عاصفة ترابية تضرب الوادي الجديد.. والمحافظة ترفع درجة الاستعداد    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    الصحة: تشغيل أول مركز تخصصي لعلاج أمراض الفم والأسنان بمدينة نصر    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    "التمور العربية على خريطة الاقتصاد العالمي".. مصر تتصدر الإنتاج وسوق عالمي ب18.7 مليار دولار بحلول 2030    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    القاهرة الإخبارية: أكثر من 100 شهيد جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم    بدء التصويت فى الانتخابات الرئاسية ببولندا    خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الدينى قانون الفتوى الشرعية ينهى فوضى التضليل والتشدد    أهداف السبت.. رباعية البايرن وثلاثية باريس سان جيرمان وانتصار الأهلى وبيراميدز في الدوري المصري    يمتلكون قدرة سحرية على إدراك الأمور.. 5 أبراج تجيد اتخاذ القرارات    استشهاد طفل فلسطيني وإصابة اثنين بجروح برصاص إسرائيلي شمال الضفة الغربية    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 18 مايو بسوق العبور للجملة    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    ما بين الحلويات.. و«الثقة العمومية»!    موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية قبل كأس العالم للأندية 2025    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    هزيمة 67 وعمرو موسى    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل نحن متفائلون أم متشائمون أم خليط منهما؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 06 - 2016

وسط أى أزمة تجدنا نحن المصريين، غاية فى التفاؤل والانشراح والحبور، مع أن لا الظروف مشجعة.. ولا الأحداث تبعث على التفاؤل.
أحيانا أخرى، كلما ضحك المصريون.. من نكتة، أو فى جلسة سمر، حاولوا كتمانها وتشاءموا خوفا من القادم, وقالوا «اللهم اجعله خير» ففى تراثنا أن الضحك الكثير يجلب النكد.
نحن إذن خليط بامتياز بين التفاؤل والتشاؤم وأمثالنا الشعبية خير دليل.. اما ضاقت إلا ما فرجتب وبضيقى يا أزمة «تنفرجى».. قمة التفاؤل، ومقابل آخر يقول: اإيش تعمل الماشطة فى الوش العكر.. أو اتروح فين الشمس من على قفا الفلاحب..تغاية فى التشاؤم..تنحن الشعب يتفاءل ويتشاءم من نفس الشىء.. قد نتفق على بعض الأمور الجالبة للحظ أو الشؤم وقد نتفاءل أو نتشاءم من نفس الأشياء..
عقدة الخوف من الغد عقدة أصيلة فى وجدان المصريين, فهم دائما قلقون غير آمنون خائفون من المستقبل ومن نكبات الزمان والجملة الشهيرة على لسانهم اربنا يكفينا شر المخبيب ورغم طبيعة المصرى المتفائلة إلا أنه لا يشعر بالأمان ولا يسمح لنفسه بذلك فإذا استغرق فى الضحك قال «اللهم أجعله خير» كما لو كان لابد وأن يعقب السعادة حزن ومصيبة وإذا رن جرس الباب قال: ايا قاعدين يكفيكوا شر الجايينب رغم إن الخبر قد يكون سارا لكنه يتوقع الأسوأ، ودائما وفى الموروث الشعبى فلابد أن يستعد الإنسان للغد ويعمل حساب الزمن.
هذه هى طبيعة المصريين إحساسهم الدائم بالخوف من القادم فما بالنا بهذه الأيام وكل شىء مبهم وملتبس وغير واضح والحالة ضبابية والرؤية منعدمة
لا تعرف: متشائمون نحن بالطبيعة، أم متفائلون بالفطرة؟ توإلى أى مدى نحن كذلك؟ إلى أى مدى يتحكم فينات تشاؤمنا، ويتوغل فى شخصيتنا، حتى إن بعضنا أصبح يتزوج على أساسه وبعضهم يطلق أيضا لأن «الستات أقدام»، بينما بالغ آخرون فى أسماء أطفالهم خوفا منه أو قاطعوا أشخاصا معينين لأنهم انحسب
قال عالم النفس الشهير اسليجمانب: التفاؤل يمكن تعلمه، فنحن لسنا متفائلين بالفطرة أو متشائمين بالطبيعة، فيما قالالفيلسوف الدانمركى العملاق كيركتجارد «كلما زاد الوعى زاد اليأس».
ولأن التشاؤم والتفاؤل فى مجتمعاتنا العربية تراث، ولدى المصريين أسلوب حياة.. فإننا نكلف الاقتصاد 18 مليار جنيه سنويا بإنفاقهم على الدجل والشعوذة، وفتح المندل.. وقراءة الطالع..والتنبؤ بالمستقبل، إن لم يكن أغلبنا يصدق فى كلام «العرافين»، فإنه على الأقل.. يتفاءل به فيقترب.. أو يتشاءم فيبعد.
المثير أن الجميع لدينا خاضعون لسطوة التفاؤل، وثقافة التشاؤم.. طلبة جامعات وأطباء.. وحاملو شهادات محو الأمية.
دراسة للمركز القومى للبحوث عام 2010 قالت إن عدد مدعى معرفة الغيب وقراءة الطالع، والمشعوذين تعدى النصف مليون مصرى, زاد من رواج بضاعتهم, ضحايا، صدقوا بأى شئ، من باب التفاؤل، ودفعوا كل شئ.. مقابل دفن مشاعر التشاؤم فى مقابر الجهل، قالت الدراسة أن نسبةت كبيرة من المصريين، تؤمن بالخرافات، إلى الحد الذى تحولت معه أوهام كثيرة إلى مسلمات فى حياتهم.
هل نحن متشائمون أم متفائلون بالفطرة؟.
يمكن أن تقول إنه خليط بين الاثنين كما يفسر لنا د. محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر.. فهناك الذين يتمتعون بمزاج أكثر استعدادًا لالتقاط الانفعالات الإيجابية أحيانا ما يكون هذاتالمزاج فطريا وراثيا، تضاف إليه ظروف البيئة.
علاقتنا بالتفاؤل تمر عبر ما تعلمناه فى طفولتنا، وكيف ساعدتنا البيئة المحيطة على إدراك الواقع، والشكل الذى رسمته لنا فى عقلنا الباطن.
فالتفاؤل والتشاؤم يؤثر فى تشكيل سلوك الفرد، وعلاقاته بالمجتمع، تماما كما ينعكس على صحته النفسية والجسمية، فالمتفائلت يتوقع الخير والسرور والنجاح.. بينما المتشائم يتوقع الشر واليأس والفشل، واثر الاثنين مختلف على السلوك، وعلى التكوين النفسى للإنسان.
لكن هناك من يرى إن التفاؤل الزائد.. أخطر من التشاؤم على الأقل المتشائم أقرب للواقع، من المتفاءل اعمال على بطالب, وإن المتفائل زيادة عن اللزوم، ليس واقعيا.. فهو يطير فوق الأحداث والظروف.. لكنه فى الوقت نفسه لا يتخطاها.
فهل الواقعية ضد التفاؤل؟ وما الفرق بين الواقعية والتفاؤل؟
يجيب أستاذ الطب النفسى قائلا: الواقعية هى أن تحكم على الواقع الملموس والحاضر دون إشراك العواطف والرغبات والآراء.. وهو الأقرب للتفاؤل، لكن التشاؤم هو أن ترى الواقع مع استشعار أن المستقبل سىء، وهذا ينافى الواقعية، لأنك أدخلت شعورا أو هاجسا أو رأيا.. غير موجود من الأساس لكن التشاؤم مطلوب أحيانا! قالت دراسة ألمانية إن المسنين المتشائمين الخائفين من المستقبل باستمرار تطول أعمارهم، وتقل مشاكلهم الصحية، الدراسة أجرتها جامعة ابيرلانج «نوريمبيرج» وقالت: إن التفاؤل المفرط فى توقع مستقبل أفضل يرتبط بزيادة خطر العجز والموت، وفرقت الدراسة بين نوعين من التفاؤل.. الهدام والبناء، والهدام هو التفاؤل على الإطلاق.. من أى شئ، وفى كل وقت. وقال الباحثون أن المتفاءل دوما.. هو غير واقعى، وهو الهدام، فعندما تتعرض لموقف ما، فإذا اعتقدت أن كل شئ سيسير على ما يرام، رغم أنت الواقع ليس كذلك.. فسوف ينتابك شعور أسوأ بكثير مما كنت ستمر به إذا علمت حقيقة الأمر منذ البداية، لو جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن.
فى النهاية لا ندعوكم للتشاؤم ولا للإفراط فى التفاؤل ولكن حتى وأن ظهر المتشائم على حق فلا شك إن المتفائل سيكون قد استمتع أكثر..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.