فى زمن طغت عليه المادة وأحاطت ببنى الإنسان من كل جانب، أصبح كثير من الناس ينفلت من رباط الدين، فبتنا نرى كثيرا من الشباب مفطرا فى نهار رمضان ويجاهر بافطاره بلا حياء، بل وصل الحال ببعض الشباب إلى الإلحاد وإنكار وجود الخالق، وعدم الاعتراف بالاديان السماوية، وإذا سألت أحدهم يقول لك: هذا رأيى أليست حرية رأى؟! وقد أتاحت لهم وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى على الانترنت نوافذ للتواصل، فيما بينهم وبين الآخرين يدعون من خلالها اقرانهم من الشباب إلى اعتناق أفكارهم المسمومة. هذه الظاهرة الخطيرة تضعنا أمام تساؤل ملح، ألا وهو: ما الذى أوصل هؤلاء الشباب إلى هذا المنعطف الخطير وقادهم إلى هذا المصير، البعض يقول إن ممارسات الجماعات الإرهابية دفع بعض الشباب إلى التشكك فى الدين، كما أسهم ما اقترفته من جرائم فى بعض البلدان فى الانسلاخ عن الدين. ولكن مهما قيل من أسباب فإن الأمر الذى يجب التوقف عنده كثيرا، هو أن هذه الظاهرة على خطورتها لم يتناولها المسئولون بالمؤسسات الدينية بالبحث بالقدر الكافى، ولم تنل حظها من الاهتمام الوافى خاصة من جانب أزهرنا الشريف وعلمائه الأجلاء. الأمر الآخر الذى يجب أن تفطن اليه الدولة أن تأثير هؤلاء المارقين أشد فتكا بالمجتمع وترابطه وتماسكه وسلامه الاجتماعى، فلن يقف خطرهم عند هدم قواعد الدين، وإنما سيمتد إلى تقويض ثوابت المجتمع ودعائمه، ولن يتركوه إلا قاعا صفصفا، بلا عقيدة ولا هوية مما يهدد أمن الوطن وسلامه. وأجد من المناسب هنا التذكير بمعنى حديث السفينة التى استهم عليها القوم، فقال من بأسفلها لو أننا خرقنا فى نصيبنا خرفا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيدهم نجوا ونجوا جميعا. فى النهاية أقول قبل أن تكبر كرة اللهب وتصعب السيطرة عليها يجب على المسئولين دراسة الأمر بعناية فائقة والبحث عن الأسباب واطلاق حوار جاد يحتوى هذا الشباب الحائر قبل أن يفترسهم غول الإلحاد. لمزيد من مقالات عبد الناصرسلام