بادر بانشاء المجلس المصرى للشئون الخارجية مجموعة من الدبلوماسيين والأكاديميين والمهنيين والعسكريين ورجال الأعمال الذين تلاقت آراؤهم وأفكارهم حول الحاجة الحيوية لدعم وتعميق التفاعل الراسخ والواسع المدى بين مصر وبيئتها الاقليمية والدولية فى ظروف تشهد تغيرات متنوعة. ويوضح السفير منير زهران رئيس المجلس فى حوار ل «الأهرام» أنه من أجل ذلك كان يجب أن يكون المجلس نافذة لتعكس من خلالها كافة الاتجاهات السياسية والفكرية فى مصر عن آرائها فى القضايا الاقليمية والدولية، بما يسهم فى دعم وترشيد السياسة الخارجية المصرية والدبلوماسية المصرية وبما يوجد ارضية للتوافق الوطنى حول خطوطها الاساسية. وفيما يلى نص الحوار: كيف يمكن توضيح أهمية الدور الذى يقوم به المجلس المصرى للشئون الخارجية ؟ ان المجلس يقوم بمتابعة الموضوعات والقضايا المهمة التى تحدث فى المنطقة والعالم، ويتم القاء الضوء عليها لمناقشتها وعرض وجهة النظر المصرية والاقتراب من وجهة نظر الطرف الاخر وتبادل الآراء والتوصل الى رؤية موضوعية بتكليف مجموعة عمل متخصصة لبلورة التوصيات وكتابة ورقة عمل لكل ما تم التوصل اليه فى هذا النقاش. والمجلس يقوم بدور الاستشارى اذا طلب منه للشئون السياسية لمن يهمه الأمر مثل الحكومة مثلا. ولكن أحب أن أوضح أن المجلس ليس تابعا لوزارة الخارجية فهو له استقلاليته الكاملة، كما انه يخضع لقانون الجمعيات الأهلية المصرى، وهناك تواصل بيننا وبين وزارة التضامن، والمجلس لم ولن يتلقى أى تمويلات من أى جهة لأن أى تمويل يكون وراءه هدف فنحن لا نخضع لأى مشروطية من أى طرف. كما نعمل على اقامة جسور واتصالات متبادلة وعلاقات مع مختلف مراكز البحث والفكر السياسى والاستراتيجى عن طريق تنظيم لقاءات ومؤتمرات للحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتربطنا علاقات مع بعض مراكز الأبحاث. كيف ترى أولويات السياسة الخارجية المصرية الفترة المقبلة؟ السياسة المصرية أولوياتها هو الشعب المصرى والعمل على توفير احتياجاته والنهوض به ثقافيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا، والعمل على تحقيق الامن والامان، ومراعاة احتياجات المصريين فى الخارج، وهناك اتفاقيات عقدتها مصر مع مختلف الدول مثل الاتحاد الاوروبى وروسيا والصين واليابان فيجب مراجعة تلك الاتفاقيات من وقت لآخر ونحاول أن ندلى بأرائنا والعمل على أحياء او تجديد ما بها من أفكار قديمة لا يمكن العمل بها حتى يتمكن للشعب المصرى الاستفادة الكاملة من تلك الاتفاقيات وخدمة مصر والمصريين ويجب توافر اتفاقية تنص على تشجيع الاستثمارات فى مصر، كيفية الدخول فى مشروعات مشتركة لصالح الشعبين وبصفة خاصة الشعب المصرى والجدير بالذكر ان لمصر شركاء تجاريين يجب العمل معهم لتحقيق تنمية اقتصادية. بالنسبة للعلاقات مع ايران فقد أثارت القضية آراء متباينة، هل أنت مع أو ضد تفعيل العلاقات مع ايران فى المرحلة المقبلة ولماذا؟ أود أن أعبر عن وجهة نظرى الشخصية فى هذه العلاقة، فتطبيع العلاقات مع ايران فى صالح مصر، لان ايران دولة مهمة فى منطقة الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات مع ايران سوف يعود بالنفع لمصر فى العديد من الموضوعات ، فيجب علينا أن نركز على النواحى الايجابية مع عدم تجاهل السلبيات لأن تركيزنا على النواحى السلبية سوف يؤدى الى فقدان تركيزنا على الايجابيات التى يمكن أن تتحقق مع ايران فى حالة التعزيز والعمل على ضرورة النقاش والتحاور مع ايران عبر قنوات التواصل يمكن أن ينهى الفتنة فى مهدها والقضاء على جذورها. كما أن عودة العلاقة سوف تزيد من قوة مصر، فايران دولة اسلامية بغض النظر عن قضية السنة والشيعة، فهناك أواصر مشتركة بين البلدين منذ القدم وعلاقتنا مع ايران يجب ألا تكون على حساب علاقتنا مع الدول العربية خاصة دول الخليج لأننا نعتز ونحرص على الحفاظ على هذه العلاقات، ويجب ايضا أقناع الدول العربية بأهمية وجود علاقات طيبة مع ايران، ففى حالة وجود تشاور وتضامن مع ايران يصبح من الممكن التصدى ومحاربة الخطر الذى يهدد أمن منطقة الشرق الأوسط حيث نهدف الى جعلها منطقة خالية من السلاح النووى، وهذا مهم جدا أمام قدرات أسرائيل النووية . وماذا عن نشاط ايران فى المنطقة خلال الفترة الماضية خاصة دورها فى أزمة اليمن وسوريا؟ من وجهة نظرى فى حالة وجود علاقات طيبة مع ايران سيكون من السهل الوصول الى تسوية بين كافة الأطراف، ويمكن لمصر أن تلعب دور الوسيط لحل النزاع بطرق سلمية وفقا لميثاق الأممالمتحدة. ما هو تقييمك لسياسة مصر التى تتخذها تجاه دول الشرق لتحقيق توازن مع علاقتها بدول الغرب؟ لا شك أننا نؤيد سياسة مصر تجاه تقوية علاقتها مع دول الشرق لعودته بالنفع عليها وأبنائها، وما ينتج عنه من تنويع فى العلاقات الاقتصادية والتجارية وتنشيطها وهذا يؤدى الى زيادة روافد التنمية فى مصر، خاصة وان هذه السياسة تعتمد على قرارات مصرية خالصة. كيف ترى خطوات مصر تجاه إفريقيا خاصة فى ظل التحديات التى تواجهها مع بناء سد النهضة؟ مصر تسير فى هذا الطريق بنجاح كبير، فلا يمكن لمصر أن تتغاضى عن التعامل مع افريقيا وخاصة إثيوبيا والسودان فيجب أن نكون على علاقة ممتازة معهما، وأن اعلان (مبادئ تسوية لدول حوض النيل) هى خطوة رائعة وأن اى أعلان معاد يضر بمصلحة مصر ، فنحن الان نرى ما حدث نتيجة النزاع بين شمال السودان والجنوب وما ترتب عليه من أضرار لمصر ، كما يجب اعادة إحياء بناء قناة چونجلى (السودان) لزيادة موارد مياه النيل، فهذه فرصه يجب أن تستغل. كيف ترى علاقة مصر مع الدول العربية وسبل تعزيزها؟ العلاقة بين مصر والدول العربية تم بناؤها على أسس متينة وصلبةً، فالعلاقات مزدهرةٌ ومثمرة، الى جانب وجود اتفاقيات تعاون فى مختلف المجالات، ويجب العمل بهذه الاتفاقيات والاستفادة من الخبرات المختلفة، فيوجد بيننا قواسم كثيرة مشتركة بين مصر والدول العربية تفوق بكثير الاتحاد الأوروبى ولكنهم تقدموا عنا بكثير وبنجاح فائق، فليس للعرب أى عذر أو سبب ليكون هم الأفضل والاسبق، فتوجد منطقة تجارة حرة والتى عقدت فى التسعينات والتى تهدف الى تقوية وتنشيط التبادل التجارى بين الدول العربية بعضها البعض وفتح أسواق مصرية وعربية مما بعود بالنفع على كل الأطراف..