حدثتنى أمى قبل ان تترك عالمنا فى آخر حديث دار بيننا قائلةً يا ابنتى لكل منا دور فى الحياة ميسر من أجله وتلك رسالة يجب ان يجتهد كل فرد لتأديتها على أكمل وجه ، يا ابنتى رسالتك فى الحياة هى من اختيارك فتفننى قدر استطاعتك فى اتقانها ، وتعلمى ان تختارى من الدنيا من يعنيك على تحمل غربتها وتواجهين معه تقلبات أحوالها بقلب مطمئن ، يا ابنتى ان حدث يوما ان اخفقتى فى اختياراتك فلا تحزنى وابدئى دوما من جديد ، وتعلمى ان تتوقفى طويلا أمام حياة الآخرين وتتأملى فيها دون إصدار احكام وإنما تأخذين من تجربتهم وتتعلمى منها . يا ابنتى الغالية إفعلى دوما ما تمليه عليكى فطرتك الربانية ولا تخالفيها واجعلى ثقتك فى الله بلا حدود ، واستفتى قلبك فى كل صغيرة وكبيرة من أمور دنيانا ، يا ابنتى ان أتعبتك الدنيا وأرهقتك واستعصت عليك امورها فتذكرينى واستحضرى صورتى الذهنية فى مخيلتك ولسوف امدك بالقوة النابعة من محبتى الخالصة اليك ، وأساعدك حتى تهتدى الى سواء السبيل ، ياابنتى سأظل دوما بجانبك أرعاكى وسأحيا للأبد بكم وفيكم .. وأنا بدورى أردت أن انقل تلك الكلمات الصادقة لكل من يقرؤها ، إذ ربما يجد فيها أحدا ضالته أو تغير مجرى حياته لغد أفضل ، وفى إعتقادى بيت القصيد يدور فى فلك أن كل منا يستطيع ان يخلق سعادته أو غربته من صنع يديه ، وان الغربة الحقيقية ليست بترك الأوطان والإبتعاد عن الأهل والأحباب - رغم آلامها - وإنما الغربة الحقيقة هى ان تبتعد عن نفسك الحقيقية وعن كينونتك وتنغمس فى صراعات وتناحرات تهدر الطاقات وتبدد الآمال . رحمك الله يا أمى رحمة واسعة وغفر لك وأدخلك فسيح جناته فى الفردوس الأعلى ، اللهم آمين . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف