تعد العلاقات المصرية الإماراتية نقطة مضيئة فى سماء العلاقات الثنائية على الصعيد العربي، فى ظل روح المودة والإخاء التى تحكمها، وتشعب وتعدد دوائرها السياسية والاقتصادية والثقافية. وفى وقتنا الحالى يأخذ التعاون الاقتصادى بين البلدين أشكالاً متعددة ومتنوعة تشمل تقريباً جميع أوجه النشاطات التجارية والاستثمارية والتنموية والسياحية. دولة الإمارات العربية المتحدة لا تألو جهدا فى دعم مصر حتى تتمكن من ترسيخ مكانتها اللائقة، وتتّبع منظومة متكاملة ومتنوعة من الدعم منذ فترة، وقد ظهرت تجلياتها فى مواقف كثيرة، الأمر الذى عمق العلاقات وضاعف من أهميتها فى آن واحد، حيث تعد من الركائز الأساسية للأمن القومى العربي. تركز الإمارات على الدعم الاقتصادى لمصر الذى يتسع ليشمل تدعيم التبادل التجارى الثنائي بين الطرفين، وتنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة، حكومية وخاصة، وتعد الكثير من الأعمال الاقتصادية التى تنفذها الإمارات فى مصر، وفى أماكن متفرقة من أراضيها شاهدا على تطور العلاقات، كما أن هناك مجموعة مهمة من المشروعات التى تفيد قاعدة واسعة من المصريين من العلامات التى تؤكد أن التعاون والتنسيق بلغا مرتبة عالية، بل تشيع المزيد من أجواء التفاؤل. إن أوجه دعم الإمارات لمصر متعددة، كما يراها ويؤكدها الخبراء والأساتذة والمختصون والباحثون فى علم الاقتصاد والسياسة، حيث شملت الدعم السياسى لموقف مصر الدولى في مواجهة الإرهاب، كذلك الدعم الاقتصادى من خلال استثماراتها فى مصر والتى تصب فى صالح مشروعات التنمية الشاملة التى تنفذها مصر فى مختلف المجالات، كما تحرص الإمارات على جذب الاستثمارات العربية والأجنبية إلى مصر. إن الاقتصاد المصرى يُعد أكبر اقتصاد في منطقة شمال إفريقيا، وذلك يرجع إلى أن مصر تتفوق بالتنوع الاقتصادي، والذى بدوره ينعش السوق المحلية ويسهم بشكل ملحوظ فى دعم المواطن المصري، إيمانا من الامارات بأن مستقبل مصر فى أيدى شبابها، وبالعمل الجاد والابتكار تتحقق المعجزات. التجديد مهمة شباب مصر الواعى والمحب لوطنه والذى ينهض بمستقبلها، وأعظم ثروات الشعوب هى عقول وسواعد أبنائها الفتية، وما يجب أن يدركه الشعب المصرى أنه أكبر داعم ودرع للأمة العربية، التى تعول عليه وعلى قيادته الوطنية التى نجحت فى التصدى لجملة كبيرة من الصعوبات والتحديات، وأثبتت حسن درايتها بما يدور من حولها فى المجال الإقليمى والفضاء الدولى . مصر عندما تكون قوية فإنها قادرة على بث الحياة فى شرايين الأمة وتجديد نهضتها، وما نحتاجه اليوم من الشعب المصرى المزيد من العمل الجاد والنهوض ببلده، وأن يجتهد المواطن المصري فى بناء وطنه ويحافظ على المكتسبات التى تحققت، وهى كثيرة ومتنوعة، ويعمل على إبراز النجاحات حتى يتسنى تعميم القدوة ووضعها أمام الجميع . الشباب هم أساس النهضة والتقدم وعصب الأمة وروحها وقلب الوطن النابض وصناع المستقبل الحقيقى بمهاراتهم وإبداعهم وحماسهم الذى لا حدود له، وأى أمة يمكن التعرف على ملامح مستقبلها من خلال الروح التى تسرى فى عروق الشباب. وحتى يمكن أن يحصل الاقتصاد المصرى على أكبر معدلات الإنتاج لابد أن يسهم المواطن المصرى فى الوصول إلى حلول غير تقليدية، ويقدم المبادرات الفردية والجماعية من أجل النهوض باقتصاد بلده، وبناء المجتمع المصرى على أسس اقتصادية سليمة، وتتجاوز الأنماط الكلاسيكية، ومن المؤكد أن لدى مصر عددا من المشروعات التى يمكن أن تكون مدخلا لفتح آفاق جديدة للشباب والمستثمرين الواعدين. الجميع ينتظر من مصر المزيد من الأفعال التى تعبر عن روحها الجديدة، والتى بدت ظاهرة فى كثير من الخطوات التى تشى بالرغبة الكبيرة فى تحقيق نهضة تنموية فى مجالات حيوية مختلفة، ومحاولة تعويض السنوات الماضية، التى تراجعت فيها معدلات النمو، جراء الأوضاع والظروف التى مرت بها البلاد، وفرضت عليها بعض القيود الاقتصادية. فى الوقت الراهن بدأت مصر تعمل بكل طاقاتها المتعددة، وهو ما أصبح واضحا فى التقدم الذى أحرزته الفعاليات الإنتاجية على مستويات متباينة، وتتطلع الإمارات إلى أن تتبوأ مصر مكانتها السياسية والاقتصادية لقيادة العالم العربى والإسلامي، فالإمكانات التى تملكها كثيرة، والدعم الذى تحظى به لن يتوقف من أشقائها العرب .مصر القوية ذخيرة حية لكل الأشقاء العرب، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، لكن نهضتها الواسعة، سوف تكون لها مردودات أخرى على المستوى الإستراتيجي، وترسخ القناعات التى تعول عليها فى التصدى لأى من القوى التى لديها أجندات خفية فى المنطقة، وتحاول فرض هيمنتها والتدخل فى الشئون العربية.. نعم مصر كانت وستظل صمام الأمان للأمة العربية. كاتبة من الإمارات لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى