ذهب الحمار يشتكي للأسد ملك الغابة من النمر فقال: "يا ملك الغابة إن النمر دائما ما يضربني ظلما وعدوانا"، فسأله الأسد عن السبب الذي يضربه النمر من أجله فقال: "كلما يراني يسألني لماذا لا أرتدي القبعة ثم يبدأ بصفعي على وجهي"، فقال له الأسد: "سأنظر في أمرك وأمنع النمر من ظلمك". ولما وجد الأسد النمر سأله: "ما قصة القبعة؟"، فقال له النمر: "هو مجرد سبب أختلقه لأضرب الحمار"، فقال الأسد للنمر: "ابحث عن سبب وجيه لتضربه عليه"، فقال النمر: "مثل ماذا؟"، قال الأسد: "مثلاً اطلب منه أن يأتي لك بتفاحة، فإن جاء بتفاحة حمراء اضربه وقل له أنا أريد تفاحة صفراء، وإذا جاء بتفاحة صفراء اضربه وقل له أن أريد تفاحة حمراء"، فقال النمر: "فكرة جيدة". وفي اليوم التالي رأى النمر الحمار فطلب منه أن يأتيه بتفاحة، فسأله الحمار هل تريد التفاحة حمراء أو صفراء عندها تمتم النمر.. حمراء أم صفراء! وضربه قائلا: "لماذا لا ترتدي القبعة". فى عالم الحيوانات قد يكون الظلم مبررا للحياة، والقوة مصدرا للتحكم والعيش فى أمان، وهذا طبيعى وممكن فى الغابة لأن سكانها حيوانات، لذلك نقول فى المثل عندما يشتد الظلم "هو احنا فى غابة"، وبرغم وحشية الغابة وما فيها من حيوانات متوحشة ظالمة فإنها بحيواناتها أصبحت أرحم من حياة البشر والغابة البشرية التى يعيشون فيها. فالعالم العربى الآن فى غابة لا تقل عن غابة هذه الحكاية، بل قد يتفوق الإنسان فى ظلمه على الحيوانات، فالبطش فى غابة الإنسان لا يحتاج تهمة أو مبررا، والظلم له ألف شكل لطمس العدالة وتزوير الحقائق.. والظالم لا يحتاج لسبب كي يظلم، ولا يقوى إلا بمن يساعده فى الظلم، ودائما لا يأخذ المظلوم حقه بالضعف والشكوى، وكأن الحياة لا يستحقها إلا الأقوياء والباطشون والظالمون والفاسدون والقاتلون والسارقون.. هل هذا معقول؟! [email protected] لمزيد من مقالات على جاد