تجسدت الديمقراطية في أبهي صورها خلال الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة فكانت كما وصفها البعض عرسا رائعا أبهر الخبراء والسياسيين ورجال القانون ونقلته وكالات الأنباء والصحافة العربية والدولية والفضائيات إلي مختلف أنحاء العالم في مشهد غير مسبوق بالنسبة لمصر علي مدي تاريخها الطويل. وإذا كان للجيش والشرطة الفضل الأكبر في عمليات تنظيم وتأمين هذه الانتخابات وتوصيل المواطنين إلي مقار اللجان في سهولة ويسر إلا أن الشعب باعتراف الجميع كان هو البطل الحقيقي لنجاح هذه الجولة من واقع احساسه الوطني بأهمية هذه المرحلة من تاريخه الوطني والوصول بسفينة الوطن إلي بر الأمان وقال فيها كل مواطن كلمته في اختيار رئيسه القادم وبما يمليه عليه ضميره الوطني وجاءت نتيجتها في صالح كل من د. محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة والفريق أحمد شفيق المرشح المستقل, ويفرض الواجب الوطني الآن علي كل القوي السياسية التوافق واحترام إرادة الشعب التي جاءت بهذا الاختيار وبعد عمليات فرز الأصوات المبهرة التي اتسمت بالشفافية والحيدة والنزاهة أمام الرأي العام وبحضور مندوبي المرشحين ومنظمات المجتمع المدني وبمتابعة دقيقة من وفد السلام العالمي برئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر والصحافة العربية والدولية, ونعرض في هذا المقال بعض الجوانب المهمة في ضوء نتائج هذه الجولة وما يجب أن نفعله تجاهها احتراما لإرادة الشعب في اختيار رئيسه القادم, وتحقيق المصلحة العليا للوطن التي يجب أن تعلو فوق كل مصالح أخري ذلك علي النحو التالي: المركز العالمي للسلام: يجب أن نستثمر ما قاله عن هذه الانتخابات برئاسة كارتر بعد جولته في عديد من مقار اللجان في القاهرة والمحافظات باعتبار ذلك شهادة موثقة من أكبر مركز عالمي في حق مصر, وتأكيده أن ما شاهده خلال جولته الانتخابية يمثل أبهي صور الديمقراطية والحرية والنزاهة والشفافية في تنظيم وتأمين الانتخابات الرئاسية وعمليات فرز الأصوات الدقيقة, وهو ما لم يشهده المركز خلال تفقده لانتخابات تسعين دولة خلال السنوات الماضية, مؤكدا أن الديمقراطية في مصر تسير في طريقها الصحيح. القوي السياسية: يجب أن تلتف حول النتائج التي أظهرتها الجولة الأولي احتراما لإرادة الشعب, وأن يتوقف بعض المتحدثين في بعض الفضائيات ومن خلال المداخلات الهاتفية في الحوارات التليفزيونية الهوائية عن لغة تجريح هذا المرشح أو ذاك خاصة بعد أن قال الشعب كلمته فيهما, وأن يبدأ الجميع لغة جديدة تتوافق مع هذه الإرادة الشعبية ومن أجل لم الشمل ونبذ الفرقة وعدم التهييج لأن مصر الآن في حاجة إلي وحدة الصف وتضافر كل الجهود من أجل تحقيق المصلحة العليا للوطن. عقلاء الأمة: نحن في حاجة الآن إلي عقلاء الأمة للاستفادة بآرائهم لبناء الوطن الجديد والجمهورية الجديدة وتقديم رؤاهم البناءة لخدمة الصالح العام وليس للمتحدثين شبه المعينيين في الفضائيات والبرامج الحوارية الباحثين عن الشهرة علي حساب المصلحة العامة خاصة الذين لا يعرفون الفرق بين حرية التعبير وحرية التشهير وتأكيد مكانه مصر التي يكن لها العالم أجمع كل تقدير وتبجيل واحترام. الرئيس القادم: وأخيرا يجب أن نلتف جميعا ونقف صفا واحدا ويدا واحدة خلف رئيس مصر القادم الذي اختاره الشعب بكامل ارادته الحرة وارتضته الجماهير قائدا لها ورئيسا لأول جمهورية بعد ثورة يناير وساندته في الوصول بمصر إلي المكانة التي تستحقها ونظرة العالم لها كدولة محورية في المنطقة وكدولة رائدة تفتح أبواب مستقبل أفضل وأكثر اشراقا لنا جميعا, ولكل الأجيال القادمة, فالوقوف مع رئيس مصر القادم واجب وطني يلتزم به كل مصري ومصرية علي أرض هذا الوطن. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى