«نفيسة» والقاتل الصغير

مأساة انسانية بطلها التقليد قصفت عمر رضيعة علي يد شقيقها الطفل ذى الأعوام الخمسة بسوهاج، ليتجلي منها اهمال أب ترك سلاحه غير المرخص ليلهو به نجله وبدون وعي راح الصغير يقلد ابيه فامسك بالسلاح وصوبه تجاه شقيقته الرضيعة التي كانت تنظر اليه وتضحك معتقده انه يداعبها ولم يدر بذهنها انها الضحكة الاخيره وان شقيقها سوف يزهق روحها دون ذنب اقترفاه سوي انهما نجلا أب جنوبي ورث عن ابائه واجداده حيازه سلاح داخل منزله ليكون له السند والحماية ولان من شيم رجال الصعيد حمل السلاح حتي وإن كان بدون هدف.
وعندما يقدم الآباء على عمل ما أمام أطفالهم، فلابد أن يأخذوا بحسبانهم أنهم غالبا سيقتدون بهم ويقومون بتقليدهم بالفطرة، حيث اعتاد هذا الأب علي تنظيف الفرد الخرطوش الذي يمتلكه أمام طفله، غير متخيل أن هذا الطفل سيقلده وان هذا السلاح سيكون وبالا عليه وسببا في قتل رضيعته
استغل "مصطفى" 5 سنوات ذهاب والده للعمل وانهماك أمه في أعمال المنزل، وراح يعبث في البيت باحثا عن شىء يلهو به، إلى أن عثر على "فرد خرطوش" فرح الطفل بحصوله على "السلاح" وأخذ يقلد والده في تنظيفه دونما أن يشعر به أحد، وبعقله الصغير حسبه ضمن مجموعة ألعابه، فقرر أن يريه لأخته الرضيعة "نفيسه"، وأخذ يلاعبها ويؤدى به حركات مضحكة وهو يحاول أن يلفت انتباهها، فسايرته الرضيعة في الضحك، ولسوء حظهما أن هذا "الفرد" كان يحوي رصاصة، وفجأة وقع اصبع الصغير على الزناد فخرجت الرصاصة في صدر الرضيعة وما هى إلا لحظات لتفارق "نفسية" الحياة.
وعندما شاهد الصغير الدماء تسيل من جسد شقيقته وتوقفت اصوات ضحكاتها فألقي بالسلاح علي الارض وإنكفأ علي صدرها وهو يشد في ملابسها ويناديها بأن تفتح عينيها لتستمر في اللهو معه ولم يدرك عقله الصغير أنها فارقت الحياة حتي دخلت أمه الغرفة بعد ان سمعت دوي الرصاص وفوجئت بالمأساه التي زلزلت كيانها عندما شاهدت طفلتها غارقة في دمائها وعلي صدرها يرقد شقيقها ذو الأعوام الخمسة وانتابتها حاله من الهيستريا وفي البداية اعتقدت ان مجهولا تسلل الي الشقة وقتل رضيعتها وراحت تفتش في كل شبر عن الجاني ولم يدر بخلدها ان القاتل هو ابنها مصطفي وصرخت حتي التف الجيران علي اصوات عويلها ووقع بصر احدهم علي سلاح زوجها ملقي علي الارض وتم كشف المستور عندما فجر الصغير المفاجأه بانه كان يقلد ابيه ويلعب بالسلاح مع شقيقتة "نفيسة" وتم اخطار قوات الشرطة وصرحت النيابة بدفن الصغيرة واستدعاء الاب لسؤاله لحيازته سلاح بدون ترخيص.