عامر ومحمد طفلان أقارب .. وأصدقاء وجيران أراد القدر أن يفرقهما وهي أن يصبحا. «قاتل ومقتول»، حكايتهما حديث الصباح والمساء لأهالي مركز دار السلام بمحافظة سوهاج .. فقد تحول لهو الأطفال الي واقعة قتل خطأ عندما تشاجر الاثنان علي مقص حديدي كان سببا في مقتل أحدهما واتهام الآخر بقتله! تحولت ضحكات الصغيرين الي صراخ هز أركان الغرفة التي كانا يلهوان بداخلها وتلطخت يد الطفل بدماء ابن عمه وصديقه وظله وانتابته حالة من الهيستريا عندما شاهد الدماء تغطي جسد رفيقه وانه حمل لقب «قاتل» دون أن يتم السادسة من عمره. جريمة بشعة هزت قلوب أهالي قرية النغاميش بمركز دار السلام بسوهاج وسكنت الأحزان القلوب علي مصير القاتل والمقتول فكلاهما من طيور الجنة ولم تتلوث أيديهما البريئة بالجريمة إلا أن أحدهما سقط فيها رغام أنفه فأزهق روح صديق طفولته الوحيد. أصل الحكاية بلاغ تلقاه اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج بمقتل الطفل عامر ماهر «6سنوات» نتيجة جرح طعني اخترق الصدر أسرع العميد حسين حامد مدير المباحث الي مكان البلاغ تدور في ذهنه تساؤلات عديدة عمن سولت له نفسه قتل البرئ لكنه سرعان ما اكتشف الحقيقة، ان طفلا ارتكب الجريمة البشعة دون قصد. تكشفت الحقائق وتبين أن عامر توجه الي منزل صديقه محمد 7 سنوات وجاره في السكن وابن عمه ليلهو معه ووقع بصر محمد علي مقص حديدي وضعته أمه علي منضدة داخل الغرفة وجذبه بسرعة واستخدمه في قص بعض الأوراق لصنع طائرة ورقية للهو بها حاول عامر التقاط المقص من صديقه وراحا الاثنان يتنازعان عليه حتي سقط عامر علي الأرض ووقع فوقه صديقه محمد وفي يده المقص وفي غفلة منه انغرس في صدر عامر فسالت دماؤه وصعدت روحه الطاهرة الي السماء حلق بعيدا أو أصبح في ذمة الله تاركا صديقه يواجه الآلم وينتظر المصير المجهول. وقع الخبر كالصاعقة فوق رأس »أم عامر« وكاد يفقدها بعد أن رحل عنها من كانت تستدفئ بأنفاسه وغابت الضحكة الشفافة والعيون البريئة التي تلهو وتمرح في البيت لتنشر السعادة وأفزعت أصوات صراخها الطيور المحلقة في السماء، واحتضنت ملابسه الملطخة بدمائه وحقيبة المدرسة وكتبه وأقلامه وهي تنادي عليه بأعلي صوتها لعله يعود ليرتمي بين احضانها. أنزوت شقيقتاه الطفلتان في ركن المنزل المتواضع تحتضنان صورته وتذرفان الدموع علي رحيله في هدوء حزين متألم، بينما أنحني ظهر والده العامل البسيط حسرة، مكتفيا بالجلوس أمام مقبرة «عامر» الراحل الغالي ليؤنس وحدته داخل قبره !! علي الجانب الآخر كان الشهد شديد القسوة عندما انتزع رجال المباحث «محمد» القاتل الطفل من أحضان أمه وسط صراخ عشرات النسوة، وهرولتهن خلفه كأنه في طريقه الي القبر. جمعت والدته ثري الأرض علي رأسها وهي تلهث وراءه متوسلة لرجال المباحث بأن يتركوا صغيرها ويأخذوها بدلا منه حتي لو أعدموها ألف مرة،كي لايصاب فلذة كبدها بمكروه لكن القانون هو القانون ولا مفر من تطبيقه .. تم القبض علي الطفل .. وأحيل للنيابة لمباشرة التحقيق.