الدين والتدين لا يقتصر فقط على دور العبادة فى المسجد او الكنيسة ولا يقتصر على شهر من شهور السنة، ولكنه فى كل الأوقات وكل الاماكن خصوصا اماكن العمل وثقافة مجتمعية أقول هذا بعد ان أصبح الغش سلوكا اصيلا من ثقافتنا وجزءا منها ليس الآن فقط لكن منذ سنوات طويلة مضت فنجده واضحا فى بعض موظفى الخدمة المدنية الذين لا يقومون بدورهم الا بعد الحصول على الاكرامية (الشاى). ويظهر الغش ايضا عندما تقدم بعض الشركات قوائم مالية مضللة لتجنب دفع الضرائب المستحقة عليها والتى تعتمد الدولة على مواردها لتقديم خدماتها للمواطنين ونلمسه فى حياتنا اليومية عندما يسحق مبدأ الجدارة ويختفى مبدأ تكافؤ الفرص الذى يعنى ببساطة تساوى جميع أفراد المجتمع فى مجالات الحياة المختلفة، سواء التعليم او العمل وغيرها لتحقيق العدالة الاجتماعية التى تشعر المواطن بأن عمله سيتم تقديره بعيداً عن المحسوبية والمحاباة والواسطة حتى لو كان ابنا لعامل نظافة. والغش يمكن ان تجده بين كل الطبقات وكل الاعمار، المهن وهو نوع من أنواع الكسب الحرام الذى يقوم على الحصول على منفعة التى تضر بالآخرين بدلا من تحقيق المنافع المتبادلة. ولا يقتصر الغش فقط على تسريب الامتحانات التى تحاول إفساد المنظومة التعليمة التى تحتاج أصلا الى اعادة هيكلة شاملة ولكنها تشمل ممارسات أخرى بعيدة عن مبدأ الشفافية عندما يتم اغلاق بعض المهن على عائلات بعينها فيصبح ابن الأستاذ الجامعى أستاذا جامعيا وابن القاضى قاضيا وابن الطبيب طبيبا. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى