مع تصاعد حدة الأوضاع السياسية في قيرغيزستان, أعلنت الحكومة المؤقتة عزمها إصدار مرسوم بديل للدستور الحالي سيسمح برفع الحصانة الدبلوماسية عن الرئيس المخلوع باكييف. يأتي ذلك في الوقت الذي شارك فيه نحو7 آلاف شخص في تشييع جنازة16 من ضحايا المواجهات الدامية بين قوات الأمن والمعارضة القيرغيزية والذين بلغ عددهم79 شخصا حاملين الأعلام الصفراء والحمراء. ومن جانبها, وصفت رئيسة الحكومة الإنتقالية في البلاد روزا أوتونباييفا أمس كرمان بيك باكاييف بأنه عدو للبلاد لأنه أمر بإطلاق النار علي نخبة وطنية من أبناء قيرغيزستان. وأشار عظيم بيك بيكنازاروف المسئول عن إدارة النظام الأمني والجيش في الحكومة المؤقتة إلي أنه تم رفع دعوي قضائية بحق الرئيس القيرغيزي, لكنه أكد أن المرسوم سيكون جاهزا قبل اعتقال الرئيس القيرغيزي. وأضاف بيكانازاروف في تصريحات لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء أن الحكومة الإنتقالية تعتبر باكييف مخلوعا من منصبه ولا تعتزم إجراء مفاوضات معه. وفي الوقت نفسه, اتهم مسئول في الحكومة المؤقتة الرئيس المخلوع بالاستيلاء علي أموال البلاد والفرار بها, مشيرا إلي أنه لم يترك في خزانة الدولة سوي22 مليون دولار فقط, وذلك في الوقت الذي ذكرت فيه شبكة سي إن إن الأمريكية أنه تم توجيه اتهامات جنائية ضد نجلي باكييف وشقيقه. كما غادر وزير الشئون الإقتصادية بالحكومة الإنتقالية ألمظ بك أتامباييف إلي موسكو- وهي العاصمة الوحيدة التي اعترفت بالحكومة الجديدة طلبا لمساعدات مالية عاجلة. وكانت وسائل إعلام قرغيزية قد أعلنت في وقت سابق أن الحكومة المؤقتة التي استلمت زمام الأمور في البلاد بعد الاحتجاجات العارمة التي نظمتها المعارضة مؤخرا عن استعدادها لضمان أمن الرئيس باكييف في حالة تخليه عن مهامه الرئاسية ومغادرته البلاد. وفي السياق ذاته, قال متحدث باسم الأممالمتحدة أن الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيس في طريقه إلي قرغيزستان في مهمة لتقصي الحقائق تابعة للمنظمة الدولية لتقديم تقرير بشأن انتفاضة أطاحت بحكومة الدولة الواقعة في وسط آسيا هذا الأسبوع. وعلي صعيد الموقف الأمريكي, أعلنت واشنطن عن وقف الرحلات الجوية إلي أفغانستان عبر قاعدة ماناس الجوية في قيرغيزستان نظرا لاستمرار المخاوف الأمنية بعد الانتفاضة الأخيرة, إلا أنها أبقت علي رحلات الشحن والرحلات الجوية الإنسانية, وذلك في الوقت الذي كشفت مصادر دبلوماسية في بشكيك عن أن محاولات باكييف الهادفة للحصول علي دعم خارجي قد باءت جميعها بالفشل. س