يواصل الأهرام رصد أحداث أكبر تظاهرة أوليمبية وهى دورة الألعاب الأوليمبية منذ الأوليمبياد الحديثة 1896 أثينا حتى أوليمبياد لندن 2012 التى مر عليها 120 عاما وتحتفل البرازيل بهذه المناسبة التاريخية وكانت الرياضة المصرية لها شرف المشاركة فى السجل الأوليمبى وحصلت على 28 ميدالية متنوعة فى مقدمتهما الميداليات السبع الذهبية وعشر فضيات وإحدى عشرة برونزية وانضمت مصر للجنة الأوليمبية الدولية عام 1910 وكان ترتيبها رقم 14 بين الدول الأعضاء الأوائل.. والأهرام ستقوم بإعداد نبذة شخصية تاريخية عن الأبطال الذهبيين السبعة.. البطل الذهبي فى حفل رائع وتاريخى حضره العديد من أمراء مصر وكبارها عام 1930 تكريما للبطل المصرى المغوار صاحب أول ميدالية ذهبية أوليمبية فى تاريخ مصر قال أمير الشعراء أحمد شوقى أبياتا رائعة عن السيد نصير مازالت محفورة فى قلوب وعقول رياضيى مصر والعالم وهى الوحيدة التى ألقاها أمير الشعراء تحية وإجلالا لأمير وكبير رفع الأثقال فى مصر وفخر الرياضة المصرية السيد نصير البطل الأوليمبى والعالمى الملقب بالأستاذ، صاحب الأيادى الذهبية والرفعات التى مازالت ترن فى أرجاء صالات رفع الأثقال فى العالم.. وهو صاحب الإطلالة الذهبية الأولى للعرب ومصر وإفريقيا فى المحفل الأوليمبى عقب إحرازه الميدالية الذهبية فى أوليمبياد أمستردام 1928، والسيد محمد نصير ولد فى 31 أغسطس عام 1905 بقرية شوبر طنطا محافظة الغربية ووالده كان يعمل تاجرا للأقطان.. وأطلق عليه الاسم تيمنا وتباركا بالسيد البدوى وامتاز منذ صغره بالطول الفارع والعضلات المفتولة منذ التحاقه بمدرسة طنطا الابتدائية ثم الثانوية التى التحق فيها بالقسم المخصوص الذى يمارس فيه الألعاب الرياضية ثم تخصص فى رفع الأثقال.. وحصل على لقب بطل المدرسة ثم مدارس وجه بحرى وفى عام 1924 حصل على بطولة القطر المصرى بالكامل وبدأ هذا الفلاح البسيط المغمور يشق طريق الأضواء والشهرة بل ذاع صيته فى القاهرة عاصمة الرياضة والاسكندرية إضافة إلى طنطا، وحافظ على لقبه بطلا للقطر المصرى فى العام التالى 1925، وفى العام 1926 تكرر الإنجاز. وعاش فى القاهرة يتدرب ويدرس للمشاركة بالأوليمبياد واستقبل نادى الشبيبة تدريبات البطل وتولى إعداده وهو الذى حافظ على لقبه بطلا لمصر عام 1927 للمرة الثالثة على التوالى وهنا زادت آماله وطموحه فى الإقلاع نحو الألعاب الأوليمبية فى العام المقبل والذى بدأه بالحفاظ على لقبه كبطل لمصر فى وزن خفيف الثقيل دون منافس، وطار إلى أمستردام تسبقه أحلامه وطموحاته التى عاشها على أرض الواقع بطلا متوجا وسعى نحو الذهب الأوليمبى بجد وقوة فى الرفعة تلو الأخرى حتى وصل مجموع ما رفعه إلى «297،5كجم» فى الرفعات الثلاث.. وهنا دوى اسم المملكة المصرية واسم السيد نصير فى جميع أنحاء العالم وأصبح ملك الحديد فى العالم وذاعت شهرته وانتشر إنجازه الذهبى القادم من الشرق وكانت المملكة المصرية أول السعداء بهذا اللقب الذى جعل القائمين على التربية البدنية والرياضية فى عموم بر المملكة يشيدون بهذا الإنجاز ويعطون مساحات أكبر نوعا ما لها ولممارستها.. وفى عام 1930 بدأت منافسات بطولة أوروبا التى كانت بمثابة بطولة حينذاك وأرسلت المملكة المصرية الرباع المصرى السيد نصير للمشاركة هناك والتهم الذهب العالمى فى نفس الوزن الخفيف الثقيل وأكد بطولته فى العام التالى 1931 بنفس الذهب وعقب العودة تم تكريمه من الملك فؤاد فى هذا الحفل التاريخى الذى قام فيه أمير الشعراء أحمد شوقى بإلقاء قصيدته فخرا بالبطل وامتداحه لحسن إنجازه وانتظارا لمزيد من الألقاب التى كان فى مقدمتها أوليمبياد لوس أنجلوس 1932 ولكن الحظ لم يسعفه بالمشاركة والاعتذار لمصر عن عدم المشاركة بسبب اعتراض اللجنة الأوليمبية المصرية على تمثيل اليونانى بولاناكى لها فى اللجنة الأوليمبية الدولية فضاع على السيد نصير فرصة إضافة ذهبية أوليمبية أخري، وفى العام التالى لم يشارك فى بطولة كوريا.. واعتزل نصير اللعبة واتجه للتدريب وقيادة أبطال مصر الجدد الذين صنعهم فنيا وبدنيا وإنسانيا فى أوليمبياد برلين 1936 وكان نعم القائد الفنى المحنك فى الدورة التى حققت فيها رفع الأثقال المصرية أفضل إنجازاتها بذهبية خضر التونى وذهبية أنور مصباح وفضية صالح سليمان وبرونزيتين لكل من إبراهيم شمس ووصيف إبراهيم.. وتكرر سوء الحظ مرة أخرى فى إيقاف إنجازات نصير حين اندلعت الحرب العالمية الثانية التى أوقفت النشاط الرياضى فى العالم وعلى دورتين 40 و1944 وكان من الممكن لجيل أبطال مصر التهام أكبر عدد من الميداليات ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. ولكن هذا لم يقف حائلا أمام استكمال رحلة القيادة الفنية للسيد نصير فكانت أوليمبياد لندن 1948 من جيل جديد فى حديد مصر مع محمود فياض وشمس وعطية محمد وحنفى مصطفى الذين أحرز بهم نصير ذهبيتين وفضية.. وفى عام 1949 تم منحه وسام النيل من الملك فاروق وبعد اعتزاله التدريب فى عام 1952 بدأ التركيز فى عمله مسئولا عن الرياضة والتربية البدنية فى وزارة الشئون الاجتماعية حتى حصل على وسام الرياضة من الدرجة الأولى عام 1965 عند بلوغه سن المعاش وتوفى فى نوفمبر عام 1973 تاركا خلفه تاريخا رياضيا عالميا وأوليمبيا.