عامان على تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد السلطة فى مصر عقب ثورة 30 يونيو بعد معاناة طويلة للشعب المصرى من ارتفاع مستوى الفقر والبطالة والهجرة ،وتباين شديد بين طبقات المجتمع وتدهور للطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة وانخفاض مستوى الخدمات والبنية الاساسية خلال فترة حكم مبارك ،ثم تلاها أضطراب سياسى واجتماعى خلال فترة حكم جماعة الإخوان لم تشهده مصر فى تاريخها، ومحاولات جمة للصراع والإقصاء والتهميش والفتنة من جانب الإخوان ضد فئات المجتمع بهدف السيطرة على مفاصل الدولة . ماجعل مصر وقتها بين مفترق طرق صعبة عصفت بأركان ومؤسسات الدولة للبحث عن طوق نجاة وجاءت ثورة 25 يناير وتصحيح المسار فى ثورة 30 يونيو لتضعا نهاية حقيقية لفترة ألم ومخاض طويلة واجهها الشعب المصرى وخرج خلالها للتعبير بجرأة عن المطالبة بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية ليثبت من جديد قدرته على الحركة والنهوض وعدم الاستسلام . ورغم كل ما واجهته مصر خلال عامين من مصاعب ضخمة ومحاولات قوى الشر العصف بها عن طريق الارهاب والعنف وضرب السياحة والاقتصاد ورفع سعر الدولار وحوادث الطائرات ،لكن مصر بقيت صامدة صامتة ولم تسقط بفضل يقظة وتضحيات وتكاتف الشعب المصرى . هذه هى مصر الخالدة القوية التى تتحمل الضربات وتبنى فى نفس الوقت حاضرها ومستقبلها بالعمل على مشكلاتها وزيادة قدراتها الاقتصادية والتغلب على عقبات التنمية بأقامة مشروعات جديدة ،وما تحقق بالارقام فى مسيرة الحفاظ على مصر خلال عامين، يدل بدقة على أن مصر هى الباقية وكل المتصارعين والراغبين فى هدمها إلى زوال، فالشعوب أقوى ،والتاريخ سيذكر بإجلال عظمة الشعب المصرى فى لحظات الشدة . لمزيد من مقالات عماد حجاب