صار أسلوب غزوة الإعلانات للبرامج أو الدراما بالقنوات الفضائية المصرية شيئا لايقبله منطق ولا عقل، وينم عن عدم احترام للمشاهد، إذ تطارده بضراوة فواصل الإعلانات التى تتحكم فى رسم خريطة المعروض من فقرات ،وأصبح الوضع كأن القنوات قد افتتحت للإعلانات لتتخللها أحيانا فقرات من برامج أو دراما وغيره. لابد من وقفة حاسمة وإعادة النظر فيما يسمح به القائمون على تلك القنوات من انتهاك لعقولنا ونفوسنا بالإعلانات ،فهى تخرج المرء عن شعوره، ليقسم أنه سيقاطع ذلك المنتج الذى يطارده ويسرق وقته دون مبرر. توحش المساحة الإعلانية يصيبنا بالغضب من تلك المنتجات، فما نشاهده الآن سيتكرر ويلاحقنا بعد خمس دقائق مجددا ،ويكون أمامنا إما: أن ننتقل لقناة أخرى،أو نقوم لأداء بعض الأشياء ونعود مجددا بعد انقضاء الهجوم الإعلانى الغاشم،او نقرر مقاطعة المشاهدة تماما ،ويكون فى ذلك خلاص المشاهد التعبان من الضغط العصبى الذى تسببه غزوة الإعلانات. التليفزيونات ذات المكانة الرفيعة لا تقتحم إعلاناتها عيون المشاهدين ولاتهدر وقتهم فى متابعة برنامج أو دراما مدتها نصف ساعة لتتمدد إلى ساعتين بسبب الإعلانات، إنما تخصص فواصل إعلانية محدودة بخمس دقائق أو أقل كل نصف ساعة أو ساعة بما لا يفسد متعة المشاهدة وتواصلها .وتسعى القنوات المشفرة الآن لاجتذاب مشاهدين إليها بتأكيد أن برامجها لا تتخللها الإعلانات،وهى بذلك تحترم وقت المشاهد وعقله.الإعلان مصدر دخل بالطبع لكن يجب أن ينظم بطريقة متحضرة .مطلوب بإلحاح أن يعاد النظر فى أسلوب إعلاناتنا التليفزيونية وألا تكون كثرتها مصدرا للتباهى بين القنوات المتنافسة ،ولابد من مدونة سلوك تنظم هذه المسألة بسرعة، ورمضان كريم. خطوة طيبة نحييها لإطلاق التليفزيون المصرى قناة » ماسبيرو زمان«، ونرجو أن تستمر ،إذ سبق أن أطلقت قبل سنوات لكنها لم تستمر. نأمل فى إطلاق محطة إذاعية مشابهة للاستفادة من تراثنا الإذاعى الجميل وليتعرف عليه الجيل المعاصر. لمزيد من مقالات ايناس نور