مصر في ورطة حقيقية لا ننكرها أبدا والثورة إما أن تخفق أو تنجح وتمر بسلام من المعترك الخطير ، وسواء كان الرئيس شفيق او مرسي فالشعب يريد ضمانات وليست شعارات. فما هي ضمانات كلا من المرشحان لتحقيق طموحات الشعب فيما يتعلق بالعدالة الإجتماعية ونصرة ملايين المظلومين من الشعب ، فالشعب لا يريد رئيسا يعيش في وادي والشعب في وادي أخر وينظر الرئيس للشعب من برج عالي ، فهذه الأصوات الإنتخابية التي حصدها كل فريق من الفرق المنافسة على رئاسة الجمهورية يجب إحترامها فالصالح العام والوطني واجب على كل مصري يريد مصلحة مصر التي ضاقت ظلما وجورا طوال 60 عاما وهذه أول إنتخابات رئاسية حرة منذ قرون طويلة ، والسؤال المطروح في الشارع الأن من تنتخب رغم أن الملايين قد حسموا أمرهم قبل إنتخابات جولة الإعادة من واقع الطيبة والعاطفة المصرية لدي المصريين ، إلا أن ترويج الشائعات بين المصريين البسطاء الذين أعطوا أذانهم لمن يتكلم في حق أحد المرشحان ، وكلا الفريقان لهما مؤيدين ففريق يقوم بالتشويه المباشر للمنافس وفريق أخر لا يسفه المنافس بينما يفوم معاونية بتشويه المنافس وهي سياسة تكسير العظام ، وعودة للسؤال المطروح من ترشح رئيسا لمصر بعد ثورة 25 يناير وبعد مرور عام ونصف لمصر بدون رئيس ؟ وبمن ترضي منهما الدكتور محمد مرسي أم الفريق أحمد شفيق ؟ فمحاولات التجميل مستمرة لكل من يتكلم عن نفسه لإستمالة الشعب فمن ناحية الجبهة المتمثلة في حزب الحرية والعدالة عقدت إجتماعات موسعة مع القوي الثورية وتحالفات الثورة للمساندة في جولة الإعادة وحشد المصريين وأصوات الناخبين له ومشاركة قيادة سياسية بين تلك القوي وعلى الجبهة الثانية التي يمثلها الفريق أحمد شفيق بدأ حملته الدعائية بمؤتمر صحفي دعا فيه للتشاور كل القوي السياسية والتحالفات ووعد بأنه لا نتاج للنظام السابق ومستمر لتحقيق أهداف الثورة وإعادتها لأصحابها وعقارب الساعة لا تعود للوراء لإستمالة الأصوات الإنتخابية له ، وكلا الفريقان يحشد مؤيديه والحقيقة أن منصب الرئيس مسئولية ضخمة سوف يسأل عنها من يتولاها أمام رب العالمين يوم القيامة ، ورغم إنتقادات الشارع المصري لكلا المرشحان فيري المصريين أن تولي شفيق يعني دولة عسكرية وتولي مرسي يعني دولة دينية وأيا كانت فالعقل لابد ان يحكم قرار التصويت وحتى وإن اشتروا الأصوات فلن يمكنهم شراء كل الأصوات ويري المحللين أن كل هذه الأجواء بسبب إنتماء الفريق شفيق للنظام السابق وإنتماء الدكتور مرسي لجماعة الإخوان المسلمين وهو ما استغلة المروجون لكلا الطرفين لحشد الإتهامات ضد كلا منهما وفي الوقت الذي يريد فيه الشعب التغيير الحقيقي فكلا المنافسان يخططان للتغيير الحقيقي . لكننا الأن أمام إختياران إما شفيق أو مرسي فكلاهما يتكلم ومبارك ظل يتكلم طوال 30 سنة والشعب شبع من الشعارت والكلام الجميل ولكننا نريد ضمانات أقوي فماهي ضمانات الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي لتحقيق أهداف وإكتمال نجاح ثورة 25 يناير لشعب مصر وتحقيق العدالة الإجتماعية المفقودة طوال 60 عاما وضمان عدم إنتاج مبارك وحزب وطني جديد والإطاحة برموز الثورة أو الإنتقام المفرط من رموز النظام السابق وكل التيارات المعاكسة ، فالشعب لم ينسي ما واجهه من جرائم النظام السابق وتطويق سبل الحرية وسجنها وسحلها وتحويل مصر لدولة بوليسية ونحن نكن بكل الإحترام كل وطني يحب مصر ولا شك لدينا في أن الفريق شفيق والدكتور مرسي كلاهما وضع خارطة لخروج أمن بمصر من نفق مظلم كما ان الشعب وقوي الثورة يرفضون بسيطرة مطلقة على الحكم بعد أن سقطت حوائط الخوف وليس عندي أدني شك في وطنية الفصيل الثوري الإسلامي والمسيحي والليبرالي واليساري المصري الأصيل رغم الإختلاف بينهما في المنهج الذي يعتنقه كلا منهم اما المال السياسي الذي يلعب دورا هاما في تحويل مسار اللعبة الإنتخابية وخراب الذمم بإستغلال حاجة الفقراء الملحة للمال فيجب تطويقه لأنه يهدد سلامة العملية الإإنتخابية وكذلك التلويح بالتهديد وإستغلال النفوذ ، لأن الأيام القادمة ستكون بداية أو نهاية الأزمة التي تعيشها مصر والنخبة لديها الحلول الكثيرة للخروج من الأزمة والتكاتف والنجاة من الغرق والإحتراق فهل ننجو من هذه الورطة أم نظل في مستنقع الأزمات والفوضي ؟ . المزيد من مقالات أحمد مسعود