العشوائيات مشكلة مزمنة و تسعى الدولة جاهدة لعلاجها وتوفير حياة كريمة آدمية لقاطنيها .. »الاهرام« تجول فى المشروع الذى يصفه الاهالى بالحلم بمنطقة «الأسمرات» بالمقطم، والذى ينتظره الآلاف من الأسر القاطنين بالمناطق العشوائية المحيطة للانتقال اليه، خاصة منشأة ناصر، بعد إخلاء منازلهم المهددة بالانهيار. فى البداية يقول اللواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظة القاهرة، إن ما حدث فى مشروع إسكان «الأسمرات»، هو طفرة حقيقية فى منظومة الاهتمام بمحدودى الدخل، مؤكدا أن مشكلة العشوائيات في مصر عموماً، والقاهرة على وجه الخصوص، ستنتهى خلال عامين، وذلك بناء على توجيهات الرئيس السيسي. وشدد على أن الأجيال القادمة يجب أن تعيش فى حياة أفضل، يتوافر فيها المسكن والتعليم والصحة والخدمات الأساسية ، وهذا ما يتوافر فى المناطق الإسكانية الجديدة. وقال إنه تم رصد مبلغ 16 مليار جنيه للتعامل مع العشوائيات فى مصر، بالإضافة إلى أن هناك مصادر أخرى سيتم الاعتماد عليها، موضحا أن إجمالى وحدات مشروع الإسكان الاجتماعى الجديد فى منطقة «الأسمرات» بمراحله المختلفة يبلغ 18 ألف وحدة سكنية. وأوضح أنه تم نقل 740 أسرة من منطقة منشأة ناصر، إلى إسكان مؤقت بمدينة 6 أكتوبر، حتى تنتهى عملية بناء المساكن الجديدة، وقد تم تقسيم المساكن بمنشأة ناصر إلى عدد من الدرجات - «حسب مراحل الخطورة»-، كاشفا عن أن ما حدث فى مجال الإسكان الاجتماعى خلال سنة ونصف السنة لم يحدث من قبل فى مصر. وأوضح القائم بأعمال محافظ القاهرة، أن «صندوق تحيا مصر»، أسهم فى عملية الإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل، قائلا: «المصريون هم الذين يمولون الصندوق، والمصرى يظهر معدنه فى وقت الشدائد، وأضاف أن المدينة الجديدة يوجد بها جميع الخدمات الأساسية والخدمية والترفيهية والتعليمية، التى يحتاج إليها المواطن فى مكانه الجديد، مطالبا وسائل الإعلام بالعمل على زيادة الوعى للمواطنين الذين سينتقلون إلى الأماكن الجديدة من أجل الحفاظ على الأماكن الجديدة واستغلالها الاستغلال الأمثل. كان أمام مشروع مدينة «الأسمرات»، عدد من الصعوبات لكى يتم تنفيذه، وكانت طبيعة الأرض أبرز المعوقات الهندسية التى تجمع بين الأرض الطفلية والصخرية وتم التغلب عليها باستخدام أنواع معينة من الأسمنت، بالإضافة إلى اختلاف مناسيب ارتفاع وانخفاض تصل إلى 12 مترا، وتم التغلب عليها بطريقة «المصاطب». وقد تم بناء العمارات على «مصاطب» حتى تصبح كلها على ارتفاع واحد، والمشروع هو أول مشروع فى العالم يتم إنشاء العمارات قبل إنشاء شبكات الطرق والصرف والمياه، وتم توصيل جميع المرافق للمشروع. من جهة أخري، قال العميد مهندس أسامة عبد الساتر، نائب وكيل أول وزارة الإسكان بمحافظة القاهرة، إن مشروع الأسمرات يتكون من ثلاث مراحل وتم البدء فى المرحلة الأولى فى نوفمبر 2014، تشمل المرحلة الأولى من منطقة الأسمرات، أكثر من 6156 وحدة سكنية، والوحدة 63 مترا، كاملة التشطيب ، ويوجد بالمرحلة الأولى من مشروع الأسمرات،140 محلا تجاريا، ومنطقة خدمات، بالإضافة إلى 4 ملاعب رياضية و3 حضانات، وحديقتين للأطفال، ومدرسة يوجد بها 55 فصلا للتعليم أساسى. وتم البدء فى المرحلة الثانية من منطقة الأسمرات فى مارس 2015، وتبلغ عدد الوحدات السكنية 4824، وتشمل مجمع خدمات تجارى ومركزا ثقافيا ونقطة إطفاء وقسم شرطة ومسرحا، بالإضافة إلى مسجد يتسع ل1000 فرد، وتتكون منطقة الأسمرات1، والأسمرات 2، من عمارة سكنية مكونة من دور أرضى و5 أدوار متكررة، موضحا أن ال 11 ألف وحدة سكنية الخاصة بمشروع الأسمرات1 والأسمرات2، جاهزة للتسكين فورا، وأن مستحقيها الفعليين هم الذين سيأخذونها. وتابع عبد الساتر: «منطقة الأسمرات 3 تتكون من 124 عمارة، والعمارة الواحدة دور أرضى و9 متكرر، شاملة الأسانسيرات وتشمل 7400 وحدة سكنية، بالإضافة إلى مدرسة تعليم فنى ومنطقة خدمات وملعب كرة قدم قانوني، وملعبين متنوعين، كاشفا عن أن مراحل التنفيذ فى منطقة الأسمرات3، وصلت إلى 30%، وستفتتح المرحلة الثالثة خلال عام من الآن. واختتم حديثه عن أن منطقة «الأسمرات» بمراحلها المختلفة، تم بناؤها على مساحة 200 فدان. وتمت المراعاة فى تصميم المدينة أن تحتوى على معايير إنشاء وتصميم المدن الجديدة، وقد روعى أن تكون الخدمات الموجودة بالمشروع أكثر من الموجودة بالإسكان المتوسط والاجتماعي، كما أن هناك شركات أمن وحراسة للرقابة والإدارة والصيانة خاصة بالمشروع. ومن خلال جولة فى حى الأسمرات داخل إحدى الشقق التى ستسلم لمستحقيها، وجدنا مساحة الشقة 63 متراً، وتتكون من حمام ومطبخ وغرفتى نوم، بالإضافة إلى صالة كبيرة وشرفة، وقد روعى عند تصميم مساحة الشقة الداخلية أفضل التصميمات حتى لا يتم إهدار مساحة لا يتم استغلالها، كما تم عمل أرضيات الشقة بالكامل من السيراميك وحوائط المطبخ والحمام، وتم طلاء الحوائط بأنواع جيدة من الدهان. واستراتيجية الدولة هى توفير سكن مناسب للمصريين الموجودين بالمناطق العشوائية، حيث توفر لهم «سكنا» وليس «مساكن»، وتعمل الدولة على تغيير نمط المعيشة لدى المواطنين، خاصة فى منطقة «الدويقة». ومدينة «الأسمرات» تعيد الثقة بين الدولة وأجهزتها وبين العديد من المواطنين، فعندما تنتقل الأسر من المناطق العشوائية إلى المدينة الجديدة سوف يجدون أن الدولة قد أوفت بواجباتها وقامت بتوفير كل الخدمات لهم بمدينتهم. وقد تم وضع رؤية للقاطنين فى المناطق العشوائية، وسينتقلون إلى الأماكن الجديدة، حيث سيتم تغيير نمط معيشة المواطنين، فقد تم إنشاء مركز التدريب المهنى لتعليم الحرف والمهن الحرفية مثل «النجارة - السباكة - الكهرباء الحدادة» وغيرها، وذلك فى إطار خلق فرص عمل للشباب، هذا بجانب مركز خدمة المجتمع الذى سيكون حلقة التواصل مع السكان الجدد، بالإضافة إلى تأهيل أبنائهم رياضياً من خلال مجموعة من الملاعب. وقامت الجهات المختصة بوضع آليات التسليم والعقود التى سيقوم المستفيدون بالتوقيع عليها، منعاً للتلاعب وإعادة بيعها مرة أخري المواطنة نجلاء نصر ، وهى إحدى سكان «حارة أبو على البنا» بمنشأة ناصرتقول: «تتكون أسرتى من 8 أفراد، سبعة أطفال وأنا، كنت أسكن فى منزل موقعه خطر للغاية، وكنا مهددين على مدى الساعة بأن تقع لنا كارثة، وذلك نتيجة أن طبيعة المكان صخرية، ويمكن للصخور بأن تنهار فى أى وقت، لكننى لا أملك القدرة المادية بأن أنتقل إلى مكان آخر». وأضافت: «فى أوائل 2015، أنا و 50 أسرة تم إخلاء منازلنا نظرا لأن الوضع أصبح خطرا للغاية، وهناك جزء منا تم تسكينه فى مساكن مؤقتة بمدينة 6 أكتوبر، وجزء آخر أخذ 300 جنيه شهريا من الحكومة ويقوم بتأجير شقة له عن طريقه وليس عن طريق الدولة، وذلك كحل مؤقت حتى الانتقال إلى المساكن الجديدة». واختتمت كلامها قائلة: «أنا من الأسر التى ستتسلم شقة جديدة فى منطقة «الأسمرات»، والحلم اللى كنت بحلم بيه أنا وأولادى فى شقة نظيفه، تحقق، وأشكر الرئيس السيسى لأنه يشعر بالغلابة. محمد شكري الذى يبلغ 35 عاما، وهو أحد الذين سيتسلمون شقة فى منطقة «الأسمرات» قال:لدى 5 أطفال، وقد جئت إلى القاهرة مع والدى منذ أكثر من 25 عاما، من سوهاج،بحثا عن الرزق ، وأنا من ساكنى «حارة أبو على البنا»، الذين تم إخلاء منازلهم، وذلك نتيجة خطورة الوضع». وتابع: «استأجر شقة حاليا بعد ان تم إخلاء منزلنا نتيجة خطورة المنطقة التى كنا نعيش بها، وأستأجر شقة مؤقتة بمبلغ شهرى 500 جنيه، ورفضت الانتقال إلى المساكن المؤقتة بمدينة 6 أكتوبر، لأننى أمتلك ورشة صغيرة لتصنيع «المسامير»، ويعمل فيها أكثر من 15 عاملا، وأقوم بمساعدة أهالى منطقتى فى كسب رزقهم. وأضاف: «الثقة كانت مفتقدة بيننا وبين الحكومة، فالوعودالخاصة بنقلنا إلى شقق جديدةكانت كثيرة لكن لم ينفذ شيء على أرض الواقع، لكن الحلم أصبح حقيقة، وأنا من الأسر التى ستتسلم شقة جديدة فى منطقة «الأسمرات»، وأشكر الرئيس لأنه حقق امانينا، فى توفير حياة كريمة لنا ولاولادنا.