عاشت هاجر مع زوجها وابنتيها، فى منزل العائلة، تتجنب الحديث مع شقيق زوجها، سليط اللسان، وتخشى على نفسها منه، وتتحامل على نفسها من مضايقاته لها، حتى لاتتسبب فى حدوث مشاكل بين زوجها وشقيقه، بعد أن رحلت عنه زوجته، وعاد ليسكن معهم فى نفس المنزل بالمطرية. كانت الأم تتحسس خطوات ابنتاها بعد أن اشتد عودهما وأصبحتا فتاتين، وكانتا تحبوان فى أولى الخطوات نحو الأنوثة، وتخشى عليهما من نظرات أهل السوء فى الشوارع، وتنصحهما بالابتعاد على صديقات السوء، وتحذرهما من الوقوع فى شباك الذئاب الضالة، ورغم كل هذا الحرص من الأم على ابنتيها، إلا أنها لم تتوقع أن الطعنة ستأتى من داخل المنزل، وأن العم القابع معهم فى نفس المنزل والمنوط به حماية من فى البيت والوقوف موقف الأب الحنون، والعم الناصح الشهم، سيغدر بهما ويكون هو الخنجر المسموم الذى يطعن الشقيقتين، ويحاول الاعتداء على شرفهما. لاحظت الأم أن العم يتتبع الشقيقتين بنظرات غير طبيعية، وتكرر الأمر، فتوجست فى نفسها خيفة من أن يزوغ بصره على ابنتيها، فنصحتهما بعدم الاقتراب منه والتعامل معه، وعندما تيقنت أنه يحوم حول الضحيتين، ويتتبعها بنظراته الفاجرة التى تنهش جسد ابنتى شقيقه، فبدلا من أن يكون السند لهما، يأخذ بيديهما، يرعاهما ويحميهما فى غياب شقيقه، زاغ بصره عليهما، وراح يغتالهما بنظراته الشيطانية، ويتتبع خطواتهما، ويغازلهما كلما رأى واحدة منهما، نسج العم الخائن خيوطه حول الفتاتين الضحيتين، متناسيا أنه فى مقام والدهما، ليغدر بشقيقه ويخون الأخوة، ويرضى نزواته وشهواته على شرف ابنتيه. لم يصن الشقيق الذئب منزل أخيه، ويحمى عرض ابنتيه، تجرد الشقيق الضال من كل معانى الشرف، وراح يراود ابنتيه عن نفسيهما، إلا أنهما كانتا تنهراه. حتى استقيظت الأم ذات يوم على أصوات صراخ ابنتيها تستغيثان، فهرعت الأم نحو الشقة التى يسكنها شقيق زوجها، الذى كان غير متواجد بالمنزل. وعندما رأته يجردهما من ملابسهما عنوة، جن جنونها واشتاطت غيظا، وسارعت باستخلاص ابنتيها من يد الذئب وهى تقول له «حرام عليك بتعمل ليه كده فى بنات أخوك»، إلا أنه لم يعرها اى اهتمام، بعد أن استحوذت شهواته الدنيئة على عقله، فتعدى عليها بالضرب وهى تقاوم، محاولة إنقاذهما منه، فقام بكسر زجاجة وضربها بها فى وجهها، ليصيبها، فما كان منها إلا أن أسرعت إلى المطبخ وأحضرت سكينا وطعنته فى صدره، ليلقى مصرعه فى الحال. وأمام شريف مختار رئيس نيابة المطرية، اعترفت الأم بجريمتها، وبررت فعلتها بالدفاع عن شرف ابنتيها، وأمر المستشار محمد عبدالشافى المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة بحبسها.