قد يعجز خيال أى روائى عن تصور هذه القصة المأساوية، ولكنها الحقيقة التى هى أبعد تماماً عن الخيال بطلها شاب أوقعة حظة العثر فى براثن أب تلفع بالندالة ورفض الاعتراف به منذ أن كان جنينا فى رحم أمه وبعد 19 عاماً عندما شاهده لأول مرة بالمصادفة كاد جبينه يلمس الثرى من الخجل. الأوراق والشهود تؤكد أنه جزءا من جسده ليبدأ الابن رحلة طويلة وشاقة لإثبات أنه ابن أبيه. فصول القصة بدأت أحداثها على أرض دولة ليبيا عندما شد تاجر قطع غيار سيارات الرحال إليها ومعه زوجته واستقر بهما المطاف هناك، وتوسعت تجارته وذاع صيته واتخذها وطنه الثانى ولحقت به أسرته وزوجته وبعض أقاربه. وعندما ازدادت عليه علامات الثراءاصطحب شقيقه الأصغر الطالب بكلية التجارة إلى ليبيا للتمتع معه بثروته خلال فترة الإجازة الصيفية إلا أن الطالب ذا العيون الخضر زاغ بصره على شقيقة زوجة شقيقه، وارتبط معها بعلاقة عاطفية وبعدها أقام معها علاقة غير مشروعة، وعندما دب الجنين بين أحشائها تركها وعاد إلى مصر بزعم الاستعداد للعام الدراسى. بدأت عليها علامات الحمل، وسردت لشقيقتها ما تعرضت له وأصر الزوج على إجبار شقيقه على عقد قرانه عليها والزواج منها رغماً عن أنفه.. حتى ولو كان الثمن قتله وخشى الطالب من تهديدات شقيقه الأكبر وسافر مرة ثانية إلى ليبيا وعقد قرانه ثم عاد مرة أخري إلى مصر وعندما وضعت مولودها الأول استخرج له عمه شهادة ميلاد تحمل اسم أبيه وأمه بموجب عقد الزواج، إلا أن الطالب طلق زوجته غيابياً وانقطعت أخباره عن شقيقه خاصة بعد علمه أن زوجته وضعت ذكراً وظل الوالد مع عمه فى ليبيا، والتحق بالمدارس ثم الجامعة وخلال تلك الفترة طرق أحد المصريين العاملين فى ليبيا باب الزوجة المطلقة وطلب الزواج منها، ووافق العم بشرط أن يبقى الولد فى رعايته فهو لا يقدر على فراقه ثانية واحدة وعادت الزوجة إلى مصر برفقة زوجها وأقامت معه فى مدينة المنصورة بينما ظل الأب مع عمه فى دولة ليبيا. عندما بدأ يشتد عود الطفل بات يسأل عن أبيه أين هو ؟ وتمنى رؤيته ولو من بعيد وراح يجمع صورة التى يحتفظ بها عمه ويرسل له الخطابات والعم يختلق الحجج والأعذار تارة أنه مريض ومرة أنه مسافر وثالثة أنه متزوج ويخشى من زوجته واستسلم الولد لقسوة أبيه وغلاظة قلبه. كان عمه أباً حقيقياً له بينما الآخر كان أبا على الورق ومرت الأيام وبلغ الولد التاسعة عشرة، ويعلم عن أبيه سوى اسمه فقط وبدأت الأيام تكشف المستور فقد اعتقد الأب أن شقيقه لم يظهر لابنه شهادة ميلاد، وأنه بدون هوية ويستحيل نسبه إليه واطمأن قلبه، وتزوج وأنجب ولدين ولم يدر بخلده أن عدالة السماء ستقف له بالمرصاد حيث توجه إلى مصلحة الأحوال المدنية لاستخراج قيد عائلى وكانت المفاجأة أن الحاسب الآلى كشف عن أن لديه 3 أبناء لطم رأسه وضرب خده هل ستنكشف جريمته بعد 19 عاماً وها هو من الأثرياء يمتلك مصنعا لإنتاج الأنتيكات بالجمالية ويسكن فى فيلا بالمقطم. ماذا سيقول لزوجته ؟ ومن هذا الذى سيشارك نجليه فى الميراث وبعد أن اسودت الدنيا فى وجهه بث فى نفسه الاطمئنان ثانية فهذا الولد يعيش كل عمره فى ليبيا ولا يمكن أن يعود لمصر، وكأنه فى خبر كان ولم يدر بخلده أن القدر يتربص له ولابد أن ينكشف المستور حتى إن طال الأمد حيث ساءت الأحوال وتدهورت الأحوال الاقتصادية وخسرت تجارة العم وقرر العودة إلى مسقط رأسه ووطنه الأم وعاد مع أسرته وقرر لم شمل العائلة واعتقد أن شقيقه سوف تزهق روحه من الفرحة عندما يرى ابنه شاباً متفوقا فى الجامعة ووصلوا إلى الأب الذى أصدر تعليماته لحراس الفيلا بطرد الأخ والابن فأسرع العم إلى أمير إلهامى نوار رئيس نيابة الخليفة وحرر بلاغاً ضد شقيقه واتهمه بإنكار النسب وقدم العم مستندات التى تفيد بأن الولد ابن أبيه. أمر إسماعيل حفيظ وكيل أول النيابة باستدعاء الأب داخل النيابة وكان المشهد لا يوصف حيث تعلقت أنظار الشاب بأبيه وعندما هم لاحتصانه وتقبيله أدار الأب وجهه ووضع رأسه فى الأرض حتى كادت تختلط بالثرى وبصوت محفوف بالغدر أنكر الوالد رغم أن النيابة قدمت له شهادة ميلاد ابنه وكلما أدار وجهه من فلذه كبده لاحقه الابن ورماه بنظرات محفوفة بالعطف والتمني، إلا أن قلب الأب تجمد واغمض عينيه عن رؤية فلذة كبده. أمام أمير إلهامي نوار رئيس النيابة قدمت الزوجة شهادة زواجها من الذي أصبح ثريا، كما استمعت النيابة إلي شهادة أعمام الولد الذين أكدوا أنه ابن أخيهم من لحمهم ودمهم بينما زعم الأب أن شقيقه كتب الولد باسمه طمعاً فى ثروته. وقد تم تحويل الأب والابن إلى الطبيب الشرعى لإجراء تحليل الحامض النووى لمعرفة من هو أبوه الحقيقى وباشرت النيابة التحقيقات.