حالة من الحزن الشديد سيطرت على أهالى قربة برج مغيزل بعد دفن 4 جثامين من أبنائها ضحايا مركب أبو كرم التى غرفت فى البحر المتوسط، فيما مازالت جهود البحث عن 3 آخرين من الصيادين مفقودين حتى الآن ولم ينج من الغرق سوى صياد يدعى محمد عمر عشوش من قرية خان الجنى بمركز مطوبس المجاورة لقربة برج مغيزل. حيث شهدت برج مغيزل حالة من الحزن الشديد بينما خلت المقاهى من روادها ورفض الصيادون الخروج بمراكبهم للصيد لليوم الثالث على التوالى رغم كونه مصدر رزقهم الوحيد، والصيادون المتوفون هم »إسلام السيد السمار، وأبو العزم حلمى السمار، وهانى محمد عبيه 14 عاما، ومحمد جلال البلهلوان« .. والمفقودون هم »حسن بدوى السمار، وأحمد على السمار، وعصام عصام البهلوان« أما الناجى الوحيد فيدعى محمد عمر عشوش. تقول »شيماء« شقيقة الصياد إسلام السيد السمار، أخى ذهب للصيد من أجل توفير لقمة العيش للأسرة ، وكان معه 7 صيادين آخرين من أبناء القرية فى مياه مرسى مطروح بالبحر المتوسط, وأثناء رحلة الصيد فوجئوا بالمركب يغرق بهم، واستغاثوا بنا فإتصلنا بالمسئولين بمطروح لإغاثتهم إلا أن أحدا لم يسأل عنهم وتركوهم فى مياه المتوسط . وتضيف باكية تركوهم يوما كاملا حتى عامت الجثث على سطح المياه، مشيرة الى أن «إسلام» «كان خاطبا، ووالده سبق وأن توفى فى حادث بليبيا على مركب صيد أيضا وإسلام كان العائل الوحيد لأسرتنا الفقيرة». أما خير أبو العباس الشهبه، والدة حسن بدوى السمار أحد مفقودى المركب فقالت: ابنى والصيادون استغاثوا بالمسئولين وهم بيغرقوا ولم يغثهم أحد, وتركوهم حتى غرق المركب لمدة يوم كامل، وحتى الآن لا نعرف شيئا عن ابنى إن كان مات أم بين الأحياء, هو وابن عمه »أحمد حسن على السمار« وابنى متزوج ولديه طفلان ولاعائل لأسرته. وقالت فاطمة محمد حسن السمار, والدة الصياد أبو العزم »حسبى الله ونعم الوكيل« فى من تسبب فى وفاته بسبب الإهمال فى أعمال الإغاثة، وقالت المركب قديم ولا أعرف أين الرقابة ولماذا تركوا المركب يخرج فى رحلة صيد وهو لا يصلح ليعرض حياة أبنائنا الصيادين لخطر الموت والغرق فى مياه البحر. من جانبه أكد أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفرالشيخ، أن قوات حرس الحدود والبحرية المصرية بذلت جهودا كبيرة فى عملية الإنقاذ للصيادين ولكن المركب غرق بسرعة كبيرة رغم جهود البحث عنها بعد قيامها بإطلاق إشارة الاستغاثة أمام شواطئ سيدى برانى بمطروح، ووجه الشكر لقيادات الجيش والبحرية والقائمين على الأمن والإسعاف بمطروح. وأضاف أن القرية تعيش فى حالة حزن دائمة بسبب غرق الصيادين أوالقبض عليهم فى تونس وليبيا، ما أدى الى إطلاق لقب قرية الأحزان على برج مغيزل لأن أحزانها لا تنتهى على الإطلاق بسبب مخاطر مهنة الصيد. وأضاف أن قرية برج مغيزل هى القرية الأولى على مستوى الجمهورية فى ارتفاع عدد السيدات الأرامل بسبب كثرة وفاة الصيادين فى رحلات الصيد فى مياه البحر المتوسط أو البحر الأحمر أوالبحار الأخري. وأشار الى أنه يجب على الدولة بحث مشاكل الصيادين وإنشاء ميناء للصيد بقرية برج مغيزل على غرار ميناء الصيد ببرج البرلس للتفتيش على سلامة المراكب وتصاريح الصيد ورخص الصيادين والتأكد من سلامة المراكب قبل الإبحار وليس كما هى الحال حاليا، خاصة أن القرية يوجد بها أكثر من 700 مركب وبها أكثر من 45 ألف صياد .