مع سباق الرئاسة كثرت البرامج والأطروحات والوعود بحل معظم المشكلات, كل مرشح تنافس بذاته أو من خلال مجموعة من مستشاريه في وضع حلول ومعالجات لقضايا بعضها مزمن من عشرات السنوات وبعضها مستجد في الفترات الأخيرة. البرامج الانتخابية شملت التعليم والصحة والبنية الأساسية والفقر والبطالة والإسكان ورغيف العيش.... وغيرها كثير.. والسؤال الآن وبعد أن يسفر السباق الرئاسي عن اختيار مرشح واحد لرئاسة الجمهورية, فماهو مصير كل هذه البرامج والحلول الصادق منها والكاذب وهل لأن أحدهم بشخصه وبرنامجه نجح فيكون من الواجب أن ترسب برامج الآخرين وتتواري إلي الأبد؟؟ سؤال نوجهه للرئيس الجديد, ولكننا نطرحه أولا علي الخبراء والمهتمين. الرأي الواحد لا يصلح خاصة عند التعامل مع اقتصاد البلاد.. هذه كلمات الدكتور حامد مرسي رئيس قسم الإقتصاد وعميد كلية تجارة السويس, مضيفا أن دولة بحجم مصر مع ما تتمتع به من مقومات وموارد اقتصادية لا يجوز أن ينفرد بادارة اقتصادها جماعة المحيطين فقط بالرئيس أو الواضعون لبرنامجه, بل يجب إشراك أهل الاقتصاد في مصر لعمل برنامج محترم للنهوض بالاقتصاد المصري. ويري الدكتور حامد مرسي أنه يجب هنا عدم التقيد بالتوجهات السياسية وتغليبها علي البرامج أو علي مصلحة البلد, فلا مانع من تنفيذ مانراه مناسبا وعمليا لدي أي توجه أو تيار إسلامي أو ليبرالي أو يساري أو غير ذلك. أما الدكتور حسن عمر خبير القانون الدولي فيقترح تشكيل لجنة قومية تضم خبراء مصر في كافة التخصصات والمجالات, تكون مهمتها مراجعة برامج الرؤساء المرشحين ودراسة الحلول والمقترحات الواردة بها سواء لحل مشكلات التعليم أو لرفع مستوي العلاج والخدمات الصحية, وفتح مجالات جديدة للعمل أمام الباب. ويقترح الدكتور حسن عمر أن ترأس هذه اللجنة شخصية من الشخصيات المهمة علي المستوي العلمي والشعبي لتتولي في النهاية دمج كل المشاريع الانتخابية للثلاثة عشر مرشحا ليصبحوا مشروعا واحدا يجمع كل الأطروحات الأمنية والتعليمية والاقتصادية, ويضيف: يجب أن نعمل مثل باقي الدول المتقدمة بنظام السياسات والملفات لكل قطاع, حتي لا تتنازعنا أهواء واتجاهات كل مسئول ووزير, فتكون هناك مثلا سياسة تعليمية ثابتة ومحددة لا ترتبط بمسئول يأتي ومسئول يذهب, وهكذا يجب أن نتعلم ثقافة السياسات في العمل السياسي, وكذلك ثقافة التعاون والتواصل. ففي الخارج نري الرئيس الجديد يتقابل مع الرئيس السابق ويسأله خبراته, ولا مانع من الاستفادة من أي فكرة و برنامج لمرشح آخر, وباختصار نريد أن تكون لدينا روح العمل الجماعي في كل المجالات مادمنا نعمل لمصلحة البلاد.