مازالت يد الزمالك هى صاحبة «صك» السعادة بالنسبة لجماهيرها، وأصبحت منجم البطولات والألقاب الذى لا ينضب للقلعة البيضاء، على المستويين القارى والمحلي، فبعد أن قام الفريق بتأميم الألقاب المحلية، تحول إلى السيطرة القارية ونجح فى التتويج بكأس الكئوس الإفريقية على حساب الترجى التونسى بنتيجة 26-25. ليحصد الفريق رباعية الموسم بألقاب الدورى وكأس مصر والبطولة الإفريقية للأندية الأبطال، وأخيراً كأس الكؤوس، وكاد الفريق يحصد لقب السوبر الأفريقى لولا سوء التوفيق أمام الترجى الذى توج على حسابه بلقب بطولة الكئوس. ورغم أن المباراة النهائية كانت صعبة ومتوترة، فإن قيادة الجهاز الفنى للأبيض وعلى رأسهم أيمن صلاح المدير الفني، كانت قادرة على قلب الطاولة على الترجى الذى كان المتقدم طوال زمن المباراة وحتى الدقيقة الأخيرة التى تعادل فيها الزمالك ثم حصوله على رمية جزاء نفذها الأحمر بنجاح ليتوج الفريق باللقب الغالي، ليعيد به كبرياءه الذى اهتز قليلاً بضياع لقب السوبر وضياع فرصة المشاركة فى كأس العالم للأندية. هذه الانتصارات التى تحققها يد الزمالك، ليست وليدة المصادفة أو مجرد ضربة حظ، فكما هناك تفوق مطلق للأهلى فى كرة القدم فإن يد الزمالك تعتبر هى منارة اللعبة فى مصر منذ نشأتها وظهورها وهى صاحبة الحق الأصيل فى التتويج بأى لقب أو بطولة تشارك بها، وهذا يدعونا للتوقف أمام تلك الظاهرة، فالقصة ليست مجرد لاعبين على أعلى مستوى أو جهاز فنى قدير يقود اللاعبين أو إدارة توفر طلبات الجميع، فالأمر له علاقة بتناغم وترابط أسرة كرة اليد الزملكاوية، وتشعر وكأن الجميع يعمل على قلب رجل واحد، ولا يهوى أحد الظهور فى الإعلام أو إلقاء التصريحات حتى يظهر فى الصورة ليحصل على «الشهرة» فالجميع بداية من أصغر لاعب بالفريق وصولاً إلى أيمن صلاح المدير الفني، يعمل بهدف الانتصارات ولا يهم أحد أن يتردد اسمه فى الإعلام أو أن يحصل على الشهرة المزيفة، فكلهم يخلصون العمل لفريقهم وحباً فى جماهيرهم، وأملاً فى وضع اسم القلعة البيضاء على القمة دائماً، وربما يكون هذا هو أهم الفوارق الجوهرية بين كرة القدم البيضاء وفرق اليد التى تحصد الألقاب فى هدوء ودون ضجيج وتضع النادى فى مصاف الكبار وعلى قمة الهرم القارى بل والعالمي، من خلال الظهور بأفضل مستويات فى بطولات العالم والبطولات القارية. ولابد من وضع منهاج فريق كرة اليد بنادى الزمالك كنموذج أساسى للتفوق والاحترام الرياضي، لكل فرق النادى الأخري، حتى يكون المثل الأعلى للجميع، رغم أنه لا يحصل حتى على ربع ما يحصل عليه لاعبو كرة القدم من شهرة أو اهتمام وتدليل الإدارة أو حتى الرواتب.