الثقة بالنفس وحب الذات صفات لابد من توافرها باعتدال في كل شخص, ولكن عندما يصبح الإعجاب بالذات بصورة مفرطة وملحوظة.. هنا تتحول الشخصية من سوية إلي مرضية..والشخصية النرجسية من الشخصيات التي يصاحبها هذا الإفراط ويكون في كل شئ, ويطلق عليها في الطب النفسي حب النفس. ............................................................... وترجع إلي الأسطورة اليونانية نسبة إليNarcissus نركسيوس الشاب الذي كان غاية في الجمال وقد عشق نفسه لدرجة أنه كان يجلس يوميا أمام النهر ينظر إلي انعكاس وجهه بفخر وزهو حتي تغلب عليه المرض النفسي والعقلي, وفي أحد الأيام وبينما هو يستمتع بالنظر إلي وجهه في النهر تقدم ومد يده ليمسك صورته لكنه وقع في النهر وغرق ومات, وظهرت مكانه زهرة أطلق عليها زهرة النرجس... ونصادف في حياتنا أشخاصا بشخصيات مختلفة ومثيرة للجدل بتصرفاتها, ومنها أصحاب الشخصية النرجسية, فكيف لنا أن نميز هذه الشخصية ليسهل لنا التعامل معها... د.وليد هندي إستشاري الطب النفسي يقول: إن الثقة بالنفس أمر مهم ومطلوب, ولكن إذا زادت بنسبة بسيطة أو قلت أصبحتحالة مرضية, والنرجسية هنا هي المبالغة في الثقة بالنفس, والصفة الأساسية فيهاهي الأنانية, فالشخص النرجسي عاشق لنفسه شديد الإعجاب بها, ليس فقط في الشكل, ولكن في كل شيء, فهو يري دائما أن آراءه أعظم آراء وشكله أفضل شكل, وبالتالي فهو يستحق أن يحصل علي أعظم ما في الحياة, ولكن الطب النفسي يحلل هذه الشخصية أنها قد تكون عظيمة وناجحة في حياتها فهي بالفعل لديها مقومات في الشخصية ولكن تبالغ في اظهارها وفي نجاحاتها, وعلي العكس فقد تفسر علي إنها شخصية إنهزامية ولديها تدن في مفهومها نحو ذاتها, وربما إنها كانت تعاني من التهميش والإضطهاد في بعض الأحيان, وعندما تتملك بعض الأدوات تحاول الظهور ولكن بشكل مبالغ فيه. ولأن النرجسية هي شعور غير عادي بالعظمةفالمرأة النرجسية بالتحديد كما يشير د.وليد إلي انها شخصيةمحيرة تتميز بالغرور والتعالي والشعور بالأهمية, وكثيرا ما تهتم بمظهرها وأناقتها وتدقق كثيرا في اختيار ملابسها, ويعنيها كثيرا كيف تبدو في عيون الآخرين وكيف تثير إعجابهم, ويستفزها التجاهل جدا ويغضبها النقد لها ولا تريد أن تسمع غير كلمات المديح والإعجاب بها, كما يصاحب هذه الشخصية شعور كبير بالعظمة وتسيطر عليها حب الذات وأهميتها, وانها شخص نادر الوجود من نوع خاص وفريد لا يمكن أن يفهمه أحد إلا أشخاص معينين, أما في محيط العمل فنجدها تعطي قيمة عالية لأعمالها وإظهارها علي إنها مميزة ولا يستطيع أحد القيام بمثلها, ولذلك فمن الأفضل لمن يتعاملون مع هذه الشخصية سواء كانت امرأة أو رجلا اتخاذها كزميل وليس صديقا, لأنهم بطبيعتهم الإهانة والتقليل من زملائهم, لأن لا أحد يتحمل قسوة كلامهم وغلظة شخصيتهم, ولذلك فهم دائما بمفردهم, ليس لديهم أصدقاء ودائما ما يخسرون من حولهم بسبب صعوبة التعامل معهم, فهم دائمو الصدام مع الآخرين ويريدون كل الناس أن تكون في خدمتهم, خاصة إنهم لا يدركون مدي سوء شخصيتهم وطباعهم, حتي وإن تفرق الناس من حولهم بل يظنون أن العيب في الآخرين وليس فيهم.... ويضيف د.وليد أنالنرجسية تختلف بين الرجل والمرأة فهي أكثر حدة عند الإناث,فالمرأة اليوم أقرب إلي النرجسية من الرجل, ولكنها ليست بطريقة مرضية مثله, ولكنها لن تجد أبدا الحب في حياتها لأنها تري أنها تستحق الأفضل دائما, فالنرجسيون لا يحبون, لأنهم لا يستطيعون خلق علاقات طبيعية معمن حولهم, لأن لا أحد ينحمل شخصيتهم ولذلك فهم دائما بمفردهم. وبعد تحليل هذه الشخصية من جانب الطب النفسي فهل تنجح العلاقة مع شخص لا يهتم إلا بذاته ولا يعشق إلا نفسه؟... د. وليد يقدم بعض الإرشادات عن كيفية التعامل مع هذه الشخصية ويقول ان التعامل مع مثل هذه الشخصية يحتاج لأسلوب مختلف فالإبتعاد عن مواجهتها أمر مطلوب قدر الإمكان مع عدم الدخول معها في نقاش حاد تماما لتجنب الإحراج, وإن حدثت مشادة فلا نتوقع منها الإعتذار عن الخطأ بسهولة, ولا مانع من اشباعها بقليل من التقدير والمدح لتجنب حدتها وتسلطها.