اضطراب الشّخصيّة النّرجسيّة هو اضطرابٌ عقلي يحسّ المصابون به بإحساسٍ مضخّم بأهميّتهم ويحتاجون بشدّة للإعجاب. يعتقد المصابون بهذا المرض أنّهم أفضل من الآخرين ولا يعيرون الكثير من الاهتمام لمشاعر الآخرين. ولكن خلف هذا القناع من الثّقة الفائقة يكمن تقديرٌ ضعيف للنّفس؛ والذي يكون سريع التّأثّر بأبسط نقد. اضطراب الشّخصيّة النّرجسيّة هو أحد أنواع اضطّرابات الشّخصيّة؛ وهي حالاتٌ يعاني المصابون بها من سمات تجعلهم يشعروا ويتصرّفوا بطريقةٍ مقلقة اجتماعياً، مما يحدّ من مقدرتهم في أن يلعبوا دورهم في العلاقات وفي مجالات أُخرى من حياتهم؛ كالعمل والمدرسة. هي شخصية موجودة بيننا، وفي كل المجتمعات نجد لها حضورا يثير بعض المتاعب ويسبب المشكلات بين أفراد المجتمع الواحد، فما طبيعة هذه الشخصية؟ وكيف يمكن التعامل معها؟ تؤكد دراسة لعلم النفس أن الشخصية النرجسية يمكن اكتشافها بسهولة وذلك من خلال بعض الصفات والأساليب التي تتعامل بها مع من حولها، حيث يرصد المحيطون بها مجموعة من السلوكيات المنفرة خاصة التكبر والإستعلاء، إضافة إلى افتقادها إلى روح التعاطف، وكذلك التمركز حول الذات، فهي لا تفكر إلا في نفسها فقط بغض النظر عن احتياجات وشعور العالم من حولها، ولكي تثبت هذه الشخصية أنها الأفضل على الإطلاق تقوم أيضا بالتركيز على أخطاء وعيوب الآخرين، ويكون لدى هؤلاء قناعة شديدة أنهم يستحقون معاملة خاصة للغاية، كما يغلب على الشخص النرجسي أيضا روح الأنانية وحب الذات والتعلق الشديد بالمرآة، يبدو للوهلة الأولى أن الشخصية النرجسية لديها قدر كبير من الثقة بالنفس، ولكن هذا الادعاء يأتي عارياً تماما عن الصحة بحسب رؤية علماء النفس، فالثقة بالنفس هي الوجه الآخر للتواضع والاقتراب من الناس والاندماج فيما بينهم. مزيداً من الأعراض ربما تكون الصفات والعلامات السابقة ليست كافية لرصد الشخصية النرجسية والكشف عنها، فهذا الشخص يمكننا التعرف عليه بسهولة من خلال: - يستجيب للنقد بعصبية وغضب شديدين، وربما بنوع من الخجل لأنه في قرارة نفسه يرى أنه لا يمكن أن يخطئ. - يستغل الآخرين لتحقيق أهدافه ولأجل مصالحه فقط. - غيور بدرجة عالية وبصورة ملحوظة. - لا يهمه مشاعر الآخرين ولا يوجد في قاموسه معنى لكلمة تعاطف أو تعاون. - أهدافه كلها أنانية ولا يفكر مطلقا في الجماعة أو الصالح العام. - يشعر دائما بضرورة أن يوافق الآخرون على آرائه وقراراته، وأن يحبذوا تصرفه ويتقبلوا أسلوبه دون اعتراض. وغالبا ما يكون المظهر الخارجي وملامح الوجه جذابة لمعظم هؤلاء، وربما يكون ذلك سببا في تعزيز صفة النرجسية وحب الذات لديهم، على أية حال يرى علماء النفس أن هذه الصفات تقل تدريجيا ابتداء من سن الثلاثين. ويقترح بعض علماء النفس أن جذور النرجسية تنمو عندما يتراوح سن الأطفال من 18شهر حتى 3أعوام. حيث يقولون إنه إذا لم يسمح للطفل في هذه المجموعة العمرية أن ينمي هويته وإذا يتم الاعتداء عليه لفظياً وانتقاده من والديه فسيشعر بأن هناك خطأ ما وعليه سينمي بعض نماذج نرجسية للسلوك- التكبر وإحساس مختال بالتفوق- لحماية نفسه نفسها من مشاعر القصور.