إحساس بالسعادة لا نظير له فبعد ساعات نتمناها دقائق ها نتزين بأجمل الثياب فهو عرس حلم الديمقراطية يلوح في الأفق يطل علينا في مصرنا الحبيبة ونختار الرئيس المدني في أول انتخابات رئاسية بجد. وهاهي ثاني ثمار لثورة 25 يناير العظيمة تتحقق بعد مجلسي البرلمان رغم الانتقادات لثورة نبيلة قائمة علي شعارات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ولكن الجميع لم يعرف أو حاول أن يحقق أهدافها وإنما وضع مصلحته الفردية دون حق الوطن ومواطنيه الغلابة في استنشاق هواء الحرية وشمس الكرامة وحلم العدالة وأمنية المساواة ولينة الحياة، نعم عز علي الجميع أن تعود مصر العظيمة منذ آلاف السنين أرضا تشع النور علي العالم بعلوم علماءها الأوائل والطيبة من أهلها الودود صانعوا البهجة الرائقة، وحضاراتها التي يتحاكي عنها أهل الأرض متمانين الانتساب أو القرب، والمدافعة عن وجود البشرية بمناصرة الأنبياء والمصلحين ومحاربة الطغاة والإمبراطوريات والجيوش الظالمة المتوحشة، وتنسوا قوائم الشهداء والمصابين الذين دفعوا الثمن الأكبر فاستحلوا الرقص علي أبواق استغلال عوز الأجساد المكدودة الحالمة بالأمن والاستقرار لكره التغيير وتشويه الثورة النبيلة وأحلام من واثقوا بالقادة والنخبة ومظالمي الأمس القريب والقوي السياسية الكرتونية وعملاء الماضي وأبواق القنوات المشبوهة من أجل عودة عقارب الساعة للخلف المظلم اللئيم لذبح الحلم بثمن بخس في سوق النخاسة السياسية. نعم غدا سنذهب ونختار الرئيس من المتنافسين علي الرئاسة في الانتخابات الحقيقية الأولي في مصر رئيسا من ناتج الثورة التي كفر بها الكثير وهي براء من تجاوزات مرحلة انتقالية ظهر فيها أسوأ ما في الشعب ونخبته وسقطت الأقنعة، سنذهب جميعا مهما طالت الصفوف وسال العرق من الشمس المحروقة ونضرب بيد من حديد لمن يحاول أو يجرؤ علي تعكير صفو الفرحة وبهاء اللحظة في عمر الوطن الغالي ونحافظ علي صناديق الاقتراع بأرواحنا، ونتحمل الصعاب ولن نتكاسل في لحظة نداء الوطن ونختار الرئيس الذي يؤمن أولا أننا عملنا ثورة عظيمة وليست انتفاضة أو هوجة من يغير أحوال البلاد ويحل المشاكل المتراكمة عبر عقود من الفساد والنهب المنظم وآتون حكم الفرد واحتكار زبانيته وزرع العادات المجتمعية الفاسدة من استشراء الرشوة والبلطجة وعدم احترام القانون من سرق فينا طيبة المعشر وحنية الأخوي في الوطن والبيت والشارع من نسف ابتسامة القلب والوجه من أذل الفقير ومتوسط الحال من أخلس الغناء بالحناجر الحالمة من أفقد الأمل في اليوم والغد من أزاح الحلم لكابوس مطبق من سلب الحقوق لمتجبر، لا وألف لا لعودة ميراث المرارة من تزوير إرادة الشعب بعد تأكيدات المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتزامه بحماية الانتخابات وحيدتها وجديته في ترك السلطة التي فرضت عليه لحماية الثورة وعليه إثبات ذلك لنهتف الشعار المنسي منذ أربعة عشر شهرا وتؤكد الانحياز لمطالب وطموحات شعبها في الحياة الحرة والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية التي يستحقها وليست هباءا من أحد. سنختار الرئيس ليس متواطئ مع العهد البائد أو متسلحا بالبلطجية أو حشد الغلابة للتصويت الجماعي أو من لا يرون غير أنفسهم في البلاد ولا يعترفون بالآخر أو من يتلقون الدعم المادي والمعنوي من أنصار المخلوع، سنختار من يلملم المصريين ويجمعهم تحت راية واحدة في ديمقراطية متعددة الألوان من يحترم الأغلبية وحق الأقلية، ومن يعرف قيمة الوطن ووزنه ودوره إقليميا ودوليا، ويحفظ ترابه وحرمه دماء وكرامة مواطنيه، من يوفر عيشا كريما ورعاية صحية وتعليمة حقيقية وعدالة في توزيع الثروة، من يعيد الأمن والأمان للنفس والمكان والزمان، من ينقل الدولة من أمنية عسكرية إلي مدنية ديمقراطية حقيقية ليست وعدا مكذوبا إعلاميا وإنما تري الصدق في قلبه علي وجهه، من لديه الاعتدال والقدرة علي إقامة الجسور مع كل القوي السياسية، من يعيد لمصر وحدتها التي أبهرت الدنيا بأسرها في 18 يوم مجيدة من عمر الوطن، من يؤسس الجمهورية الثانية بجد وليس شعار ينفد رصيده فور إعلان الفوز، نعم نعرف أن الرئيس الجديد ستواجه العديد من الصعاب والتحديات وهي ليست اقتصادية أو خارجية أو عودة الفلول بعد انزواء أو غياب الصلاحيات أو عدم وجود دستور وبرلمان قابل للحل وإنما تحدي بناء وإعادة هيكلة المؤسسات بحيث تتماشي مع تداول السلطة والتي تكون أجهزتها بكاملها ملكا للشعب جيش الشعب وشرطة في خدمة الشعب، وأن يحقق الفصل الكامل بين أجهزة الدولة ومؤسساتها ويحترم حقوق الإنسان والحريات العامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين كل مواطنيها والفيصل الوحيد القانون واحترامه.. والآن أستحلفكم بالله يا أهلي وأحبابي المصريين لا تضيعوا الفرصة واختاروا صح، ويا رئيسي المنتخب مبروك عليك حكم وطن ذكره الله خمس مرات في قرأنه ووصي عليه حبيبه النبي محمد عليه الصلاة والسلام وضحي في سبيل جلوسك علي عرشه خير جنان الأرض من شهداءه، وأخيرا متسلحا بالإرادة الشعبية المصرية. المزيد من مقالات محمد مصطفى